منبر بشائر

صناعة الفرح والنبض الاجتماعي في الأعياد يتصدر خطب الجمعة

مالك هادي: الأحساء

في مسجد الإمام الحسين  عليه السلام بحي الخرس في الأحساء، تحدث سماحة الشيخ إسماعيل الهفوفي عن الفرح في الإسلام.
فقسم سماحة الشيخ الفرح  إلى عدة أنواع:
1.فرح مذموم: إذا تعلق بغير الحق، كالفرح بما يحصل في الدنيا الذي يوجب الغفلة عن المصير المحتوم للإنسان، وهو سلوك المترفين، وعبر عنه بالفرح القاروني الذي مآله الزوال.
وأشار إلى أن هذا الفرح يتسم بالمجون واللهو الذي يُخرِج الإنسان عن حدة التوازن الطبيعية إلى الحيوانية المذهبة لعقل الإنسان.
2.فرح ممدوح: كفرح  الإنجاز بالطاعة لله، وبأشهر العبادة، والأعياد الإسلامية، وهو الفرح الدائم فهو الباقي بعكس المذموم.
فقال سماحته: إن الدين يحث على الفرح ولكنه يحصره بالحلال الطيب، وبالاعتدال في إشباع الرغبات والملذات، ويحرّم التجاوز على غير ذلك.
وأكد سماحته أن الفرح في الدين دائمًا يتناغم مع العبادة، لأن الفرح ليس هو الطرب والخروج عن حد الاعتدال، إنما بإظهار المزيد من العبودية للعباد، فهو فرصة للنمو والتكامل، وتقديم المزيد من العطاء.
كما أشار الشيخ الهفوفي إلى أن تعدد الأعياد في الشريعة وذكرى مظاهر الأفراح في مواليد أهل البيت عليهم السلام أكبر دليل على اهتمام الإسلام بجعل أيام المجتمع أيام سرور وفرح بما يرضي الله تعالى. فقال: بل وشجع الإسلام على صناعة الفرح، فلم يجعله محصورًا في أيام منصوصة، بل يصح للإنسان أن يبتكر لنفسه أيامًا من الفرح لأدنى مناسبة شخصية كانت أو أسرية، أو اجتماعية، كفرح الناس بالنجاح، والحب فيما بينهم، والفوز بالبطولات مع مراعاة الضوابط الشرعية، فلا ينسب إلى الشرع، وأن تنسجم تلك المناسبة في روحها مع المعتقدات الحقة ومع الهوية الإيمانية.

وفي جامع الإمام الهادي عليه السلام ببلدة الجبيل في الأحساء، سلط سماحة السيد محمد باقر الهاشم الضوء على الحفاظ على مكتسبات شهر رمضان المبارك.
فقال: بعد انقضاء شهر رمضان يمكننا أن نحقق مقولة أمير المؤمنين عليه السلام (كل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد) من خلال الحفاظ على ما اكتسبناه خلال موسم شهر رمضان المبارك.
وعن كيفية الحفاظ على المكتسبات في شهر الله، بين  السيد الهاشم بأن ذلك يتحقق من خلال المداومة على ما اعتاد عليه الإنسان خلال شهر رمضان من الالتزام ببعض العبادات كقراءة الأدعية وتلاوة القرآن الكريم، فقال: وبلا شك لا يمكن للإنسان أن يداوم على العبادات الرمضانية بكثافتها كما في شهر الله تعالى بلحاظ الظروف الموضوعية فيه، وإنما المطلوب من المؤمنين أن يواظبوا على أصل العبادة فلا ينقطعون عنها، فيداوم الإنسان على الدعاء بعد كل فريضة، أو تلاوة جزء يسير من القرآن في اليوم بدل تلاوة جزء كامل في شهر رمضان وهكذا.
وختم سماحته حديثه بالتحذير من فكرة الاعتماد العبادات في شهر رمضان فقط دون غيره من الأشهر في سائر السنة، فإن الذنوب في سائر السنة تحرق ما جمعه الإنسان من الثواب والعبادات في شهر رمضان.

وفي بلدة الحليلة استهل إمام مسجد الإمام الحسين عليه السلام سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد حديثه المعنون بـ(النبض الاجتماعي في الأعياد) بقوله: اختصر القرآن الكريم النبض الاجتماعي في التعارف، والتعارف منه صادق ومنه مزيف، والصادق منه لابد أن يكون نباع من التقوى.
وأكد سماحته أن الخطة الشريعة للأعياد اعتمدت على قاعدة التقوى فقال: لذلك نجد أن أهم ساعة في الأعياد يأمر الله بحبس الناس فيها عنده، على هيئة الصلاة والخطبة بالموعظة كما في صلاة العيد وخطبتها، ثم يسلك الإنسان طريقه نحو المجتمع، كما أيضا في يوم الجمعة فيحبس الناس فيه لصلاة الجمعة.
وذكر سماحته بأن مفهوم التعارف أوسع مما يظنه الناس فلا يقتصر على اللقاء الذي لم يسبقه أي معرفه في الماضي فقال: التعارف قابل للتجديد والتحديث، فحتى من تعرفه قد تتعارف معه وقد لا تعرفه.
وعلى مستوى الأحاسيس ذكر البن سعد نبضة هي من أقوى النبضات الاجتماعية وهي انتقال أحاسيس الشخص إلى خارج بيته وعلاقاته الضيقة إلى محافل وبيوت أخرى.
وختم حديثه بذكر بعض الاضطرابات التي قد يتعرض لها النبض الاجتماعي فذكر منها:
1.الإدمان على النبض الاجتماعي الصناعي المتمثل في منصات التواصل الاجتماعي، فهي نوافق تخدع الإنسان بأنه تواصل طبيعي.
2. التواصل في حدود المجاملات، وهو ما يتعارض مع منظومة القيم التي يتكون منها مفهوم التعارف الحقيقي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى