أقلام

العقبات

جواد المعراج

عن الإمام علي (عليه السلام): “فإِنْ أتاكم اللهُ بِعافِيةٍ فأقْبَلوا، واِنْ اُبْتِليْتُمْ فاصْبروا”.
(نهج البلاغة خطبة 98).

الخلافات والذكريات السيئة والضغوطات النفسية والمواقف العدائية السابقة التي تعرض لها الفرد هي جزء من الحياة التي عاشها في الفترة السابقة، حيث لا يمكن إزالتها من العقل بسهولة وخاصة لو كانت مشاكل متعددة، إلا إذا قام الإنسان بتنمية مستوى إرادته فإنه سيتمكن من استبعاد المعاناة المعنوية التي تمهد طريق الرجوع للملفات القديمة.
وبمجرد تذكر ما حصل في السابق تتعرض لهزات نفسية وللإحساس بالضيق والإحباط، فهذه الأمور لا تعطي الفرصة لصناعة السعادة والاستمتاع بلحظات الحاضر والاستعداد والتخطيط للخطوات القادمة.

المشكلة أن هناك أفراداً يمارسون ضغوطات نفسية على الآخر، وذلك من خلال ذكر الملفات القديمة ونشرها في المجتمع، فهذا يجعل الشخص يشعر باليأس عندما لا يتقبل المواقف الصعبة فالخضوع للمحبطين والمثبطين الذين يريدون بث الطاقة السلبية في النفوس يُفقد الإنسان الشجاعة التي تعطي دافع إيجابي لتحمل التبعات الشاقة.

إن إظهار مشاعر الاستياء والضعف تجاه النفس والآخرين يستنزف الطاقة النفسية الخاصة بالمرء، ويضيّع كل فرصة يسعى لتحقيقها في الغد، فكثرة التفكير الزائد فيما حدث بالسابق يسبب القلق والتوتر الذي ينتج الصداع الشديد ويبعد الإنسان عن القيام بالمهام اليومية، وبالتالي ينهار نفسياً ثم بعد ذلك ينسحب من الحياة الاجتماعية.

خلال هذه المرحلة التي تجعل الشخص يفكر بشكل زائد، من الأفضل أن ينشغل بالتخطيط للخطوات القادمة، وكذلك الانشغال بالأنشطة التطوعية التي تساعد الشخص على نسيان كل ما يعكر المزاج الخاص به فالقيام بنشاط وعمل معين يزيل القلق والتوتر الذي يسيطر على العقل.

الإنسان إذا اختلى بنفسه في أوقات الفراع وردت عليه الأفكار السلبية، فيجد عقله قد تحرك تجاه الهواجس والرجوع للأمور السابقة، فكلما بدأ الشخص بالتشبث بالتفكير الإيجابي فإنه سيواجه أفكاراً تريد تعكير مزاجه، وهذه هي طبيعة الحياة، ولكن لا بد من عدم الخضوع لهذه الضغوطات التي تريد السيطرة على العقل.

تبقى المواقف الصعبة السابقة جزءاً من الحياة التي عاشها كل إنسان في الفترات السابقة، فهناك من لديه مشاكل وهموم تضع حاجزاً أمام العيش بسعادة وراحة بال، ولكن يمكن تجاوزها من خلال تنمية المهارات الاجتماعية والذاتية، إضافة للتكيف مع الأوضاع والظروف الحالية (الزمن الحاضر).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى