أقلام

غفلة الأبناء

علي المادح

مقدارُ ما في القلبِ من خوفِ
وبحجمِ ما في الكونِ من نزفِ

تهبْ الجراحاتِ التي قد أفلتتْ
من أمنياتي لمسةُ اللطفِ

وتسدُّ منحدرًا يشتتُ قاربي
فتكونَ شلالي إلى الجرفِ

ما انشقَّ فكري من رهيبِ مواقفي
إلا وكنتَ عصايَ للعصفِ

لم أهتدِ والنارُ قلبُك تصطلي
حتى ظننتُكَ سورةَ الكهفِ

واجهتُ يأسي بابتسامتِك التي
كانت تشدُّ خطاي من خلفي

عالجتُ إحباطي بخبرتِك التي
خُلِطت بحبٍّ زادَ عن وصفي

يا والدي ويداك جسرُ مروءتي
أنا ظاهرٌ لكنَّك المخفي

لم تنحنِ عند انكسارِك مرةً
متمنعٌ أبتي عن الصرفِ

ويداك في كلِّ المواقف أرتوي
منها الهدى رَبَتَتْ على كتفي

قد كنتُ في قُصْرٍ تمد إلى العلا
عرقَ الجبينِ ودمعةَ اللُّطفِ

مَنْ ذلك الخَلْقُ الذي من سحرِه
يُدلِي مرايا العزمِ للقَطفِ

وأشمُّ ريحته التي من طيبِها
تُذكي أريجَ الودِّ في أنفي

في اللا شعورِ يطيلُ فيضِ مشاعري
صمتًا يضجُّ بروعةِ العزفِ

قد كان يطعمُني اليقينَ
لأرتوي
من ضعفهِ فأقومُ من ضعفي

هي غفلةُ الأبناءِ حين وجودِهم
والفقدُ يصعقُنا من الكشفِ

تتواضعُ الآباء إلا أنهم
أعلى من الأعلى على السقفِ

الفخرُ في الآباءِ لو تذكارُهُم
قد زادَ في الأعمارُ عن ألفِ
……
إلى روح والدي ولكل أب في هذا الوجود الفسيح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى