أقلام

المنتفعون .. والشيعة .. وأفلام توم وجيري

كمال الدوخي

أضعت ساعة من وقتي بمتابعة لقاء لا يحمل أي جديد، ولا يكرر ولا يعيد شيئاً مفيداً. ولكن اعتدنا بين الحين والآخر أن تبرز لنا شخصية تعزف على وتر الوطنية والمواطنة لمآرب (ربك أعلم بها).

برنامج يقدمه صحفي، وهو واحد ممن تنضح مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة الشرق الأوسط بالإساءة لمعتقدات الشيعة، فنكاية بإيران لم يدع لا الإمام المهدي، ولا السراديب، ولا أي معتقد شيعي دون أن يقدمه بسخرية في مقالات نشرها خلال الـ 13 سنة الأخيرة.

هذا الصحفي أصبح يقول (الطائفة الشيعية الكريمة) كلاماً جميلاً عطفاً على مقالاته السابقة أو كما يقول المثل المصري -بتصرف- “أسمع كلامك أصدقك .. أتذكر مقالاتك أستعجب”، والذي فجأة تحسس من كلمة قالها الضيف، حول عدم وجود مقالات في السنوات الأخيرة طائفية بالصحف السعودية، فيرد (ترى حتى قبل لا يوجد توجيه بذلك)، نعلم أنه لا يوجد توجيه لكنك أنت ممن ذكرتهم بأنهم يحاولون أن يجدوا لهم أتباع من خلال استفزاز الآخر، لكن اعتدنا بأفلام توم وجيري، حلقة لتوم وآخرى لجيري، وعملية تبديل الجلود وفق المرحلة.

أما الضيف صاحب البحث الضعيف الذي نشر في يناير العام الماضي، الذي صاحبه بتصريح مستفز لرجال الدين الشيعة بالقطيف متحدياً بمائة ألف دولار كل من يحمل صفة “دكتور” منهم إن كانت شهادته “البكالوريس” معتبرة، لم يكتفِ ببحثه الضعيف بكل جوانبه، بل خرج في لقاء لا يقل ضعفاً عن بحثه، بل حتى في متابعته للصحف يبدو ضعيفاً، فقد أطلق أحكاماً عامة دون مراجعة، وهي ضمن أحكامه العامة والضعيفة في بحثه الأضعف.

هذا الضيف وفي بحثه المنشور في يناير العام الماضي، وما حمله من أسماء شهيرة وكيف أحرج قيمتها العلمية بإدخال أسمائها ضمن قائمة المرجعيات الشيعية، فيما يدرك أقل الشباب المتدين علماً في مجتمعنا الفارق بين الشخصية الدينية القيادية والشخصية الدينية العلمية المجتهدة. كلامه فارغ لا يملك ثقة في كل ما قاله إلا جلسته في اللقاء التي تبدو لي أكثر ثقة من إمكاناته.

سؤال: لماذا بين الحين والآخر، يوضع الشيعة في الخليج على طاولة التشريح، وكأننا كل يوم نحتاج أن نجدد ولائنا لأوطاننا، ونحتاج من يظهر ليقدمنا بالشيعة العقلاء مقابل الشيعة المجانين بالدول الأخرى، هل يقوم الشيعة بأية دولة بمقارنة شركائهم بالدين والوطن من السنة بدول آخرى ويحاولون أن يجدوا لهم صكوك الولاء والبراء، ما هذا العبث؟

الشيعة والسنة وكافة المذاهب الإسلامية والأديان الأخرى هم مواطنون مخلصون لأوطانهم، ومن شذ منهم بغض النظر عن هويته الدينية هو من يتحمل عواقب فعله، ولا علاقة لمذهبه أو عرقه؛ ففي كل مجتمع متطرفون سواء لبسوا رداء الدين أو العرق، ولا نحتاج أن يأتي من يجعلنا موضوعاً لبحثٍ فاشلٍ لا يتلقفه إلا الفاشلون من سنخه.

(خبط لزق) اعمل بحث وقدم نفسك باحث، واستخدم صفة “دكتور” خاصة مع ظروف كورونا في 2020م، والدول الغربية بدأت بفصل موظفيها، والحاجة المادية للعودة للديار وقلق عدم سيطرة بعض الدول على الفايروس، فيما نجحت دول الخليج وأصبحت ملاذاً آمناً، نعود بمعزوفة الوطنية، لعل فرصة وظيفية هنا أو هناك تنتظرنا.

 الأوضاع تغيرت “يا بشوات” نأمل من الجميع تغيير “سيفمونية” الوطنية والمواطنة، فالشعب رمى كل هذه الترهات خلفه، بعقلية شابة تتمنى أن تتخلص من المنتفعين من الإسلام السياسي ومخلفاته: ممن أصبح جيلاً مخضرماً يعيش اضطراب الماضي، ويحاول أن يجد له مكاناً في مستقبل الجيل الحالي.

المنتفعون من التطرف في السابق كانوا يعزفون على وتر التأجيج الطائفي، والآن عادت نفس النبرة، ولكن تعزف على وتر الطوائف والوطنية والمواطنة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى