أقلام

الحارس الأمين وصراع قوى الشر

أنور أحمد

هلاّ أخبرتني كيف انتقم أبي من أبيهم؟

– نعم سوف أخبرك، ومنها تتعلم من تعاليم أبينا
الذي استمر من خلالها الصراع الأبدي بيننا وبينهم.
ولكن عليك أن تفهم أسرار الصراع الخفية، وإذا تمكنت منها وقدرت على التحكم بالحارس الأمين تكون قد طوعتهم جميعاً لخدمتك.
ولتنفيذ أجندتك عليك أن تلوث فطرتهم السليمة، وتحرف أفكارهم، وكما كان أبونا ينظر بمنطق القوة وليس بقوة المنطق. وأول مافعله أبونا إغواء آدم ونسله للقضاء على الإنسانية، ليثبت أنه الأقوى والأولى.
ولابد أن تعرف أن المستهدف من الصراع هو الأنسان، ليس من حيث كونه ذي دين أو منصب معين، أو أنه ينتمي لعرق أو قوميه بعينها. وهذا ما أكدة كتابهم
(إن الشيطان للإنسان عدو مبين) سورة يوسف آية (٥)
ولتحقق الانتصار في هذا الصراع علينا أن نتحكم بأدوات الحارس الأمين لنضعفه، لأنه يدرك تدبير الأنسان معاشه والقضايا الفطرية مثل امتناع اجتماع النقيضين، وأن كل نظام يحتاج إلى منظم، وحسن العدل، وقبح الظلم، وحسن الأمانة، وقبح الخيانه.
وبه صار الإنسان إنساناً واستحق به أن يكون خليفة الرحمن.
وإذا عرفنا قوة الخصم وما يضعفه دخلنا عليه من حيث لايحتسب.
علينا- مثلاً -تقويه جانب القوة الوهمية من أجل إضعاف القوة العقلية وحجب الإنسان عن حقيقته الغيبية وإيقاعه في مستنقع الظلال المادي والانحراف الفكري
لدى الحارس الأمين.

*عوامل علينا السيطرة عليهم*
( الشهوة والغضب )
وهذة العوامل أودِعت في الإنسان لحفظ بدنه من التلف، ولجلب النفع عن طريق الغذاء والشراب وحفظ النسل، وهذه ما تُدعى بالقوة الشهويه. والعامل الأخر لدفع الضرر والدفاع عن النفس بالطرق المتاحة عن طريق الشعور بالخوف والحذر تسمى القوة الغضبية.
وعليهم يدور الصراع من أجل السيطرة عليهم، ومنهما من تعدي حدودهما وإلحاق الضرر المادي والمعنوي بالإنسان وبالمجتمعات البشرية. وهذا مايعمل عليه الحارس الأمين.
ونتيجة هذا الصراع إن كانت في صالحه ستكون مصيرية على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة.
إن تمكن الحارس الأمين من التحكم في هاتين القوتين فقد تكامل الإنسان ونجا، وكذالك ذكر أحد قاداتهم
عن الإمام الصادق عليه السلام (اعرفو العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا)
يسعى الإنسان لتنمية الفكرية العقلية الصحيحة والواقعية للرفع من مستوى وعيه، وتميزه من الأفكار الصالحة والفاسدة حتى يتمكن من تحقيق كمالاته الإنسانية الواقعية. وهذا ما لا نريده بالطبع، فعلينا تخدير الحارس الأمين وتلقينه المفاهيم المغلوطة والقيم والمبادئ المنحرفة من أجل القضاء على الإنسان. ولكي تحقق الانتصار سوف أخبرك الآن ماذا تعمل في عقل الإنسان الذي هو الحارس الأمين آخر معاقل خصوصيته حيث يكون على حقيقته وفطرته التي خلق عليها يفكر كما يشاء وفق ما يؤمن به من قيم ومعتقدات، وعلينا السيطرة عليه من خلال:

١- الإلهاء وهو من أهم الأساليب المؤثرة لتخدير العقل ومنع الناس من التفكير.
ومن خلاله نصنع التبعية الفكرية المطلقة،
ونجعل الجميع يهتف معنا وذلك ما أشار له الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي في كتابة
( عشر إستراتيجيات للتحكم بالشعوب )
(أسلحة صامتة لحرب هادئة) حيث قال:
(حافظوا على تحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية. ألهوه بمسائل تافهة لا أهمية لها، أبقوا الجمهور مشغولاً دون أن يكون لديه أي وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى.
٢- التعقيد.
٣- التشكيك.
٤- التهديد والقمع.
٥- تحريك الجانب العاطفي.
عليك أن تمرر أفكارك غير الععقلائية والمخالفة للطبيعة الإنسانية عن طريق تغليفها بالشعارات الخيالية المحركة للمشاعر والأحاسيس العاطفية عند الناس.
يقول نعوم تشومسكي
(إن استخدام الجانب العاطفي هو أسلوب كلاسيكي للقفز على التحليل المنطقي والحس النقدي للأفراد)
٦- تقوية القوة الوهمية،
عليك بتأجيج القوة الشهوية عن طريق استعمال شتى أنواع المغريات المادية،
وإشعال القوة الغضبية من خلال أفلام العنف والإثارة.
شجع على استعمال كل أنواع الضرب والقتل والاغتيال، الأمر الذي يؤجج القوى العدوانية عند الإنسان بحيث يصعب التحكم فيها بعد ذلك من قبل العقل العملي. وبهذا تشتعل الفتن والحروب والصراعات الدموية حتى يفتقدوا الأمن الاجتماعي والتعايش السلمي.
عليك السيطرة على الإعلام لنشر ماتريدهم أن يصدقوه، كما قال الحاكم اليهودي راشورون في خطاب ألقاه في مدينة براغ ١٨٦٩ م
( ذإذا كان الذهبُ هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية). وبذلك لن يصل طُرف من خبر إلى المجتمع دون أن يمر علينا، فالأخبار تتسلمها وكالات قليلة في كل أنحاء العالم، وحينما نسيطر عليها لن تنشر إلا ما نختاره نحن من هذة الأخبار.
ومن خلال مصادرنا سوف تنتج لهم أفلام خرافية لتقوية القوى الوهمية المقابلة للعقل النظري.
أفلام إباحية لإشعال القوى الشهوية المخالفة للعقل العملي، وأفلام عنف لتأجيج القوى الغضبية.
ومن خلال كل هذه العوامل نستطيع التحكم بالحارس الأمين والسيطرة عليه.
وللقضاء على الإنسانية والفطرة السليمة عليك أن تتقن هذه الأمور كي تنتصر في هذا الصراع الأبدي بين قوى الخير والشر.
ومن المضحك أنهم أيضاً على علم بهذه الأمور، ولكنهم يعيشون الغفلة، وهذا من صالحنا.
لقد وجدت كل ماذكرته لك في كتاب قوى الشر وإقصاء العقل. ولقد اجتهد الدكتور أيمن المصري في كتابة التحذيرات لقومة ولكن لا أعتقد أنه يجد من يسمعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى