أقلام

حكاية أم

أحمد الرمضان

قبل أن ينطلقَ الرَّكبُ الفدائي …
قاطعاً في الأرضِ أسبابَ السماءِ

هو يمشي نحو أُفْقٍ . إنما …
عامَدَت في سَيرِهِ شمسُ الضياءِ

أُشعِلَت نارُ المآسي حولَه …
وهو يمضي في سرورٍ وبهاءِ

يتبعُ الموتُ صدى حاديِّهِم …
والثرى يُسمِعهُم صوتَ العزاءِ

كان في يثربَ أمٌّ جَمَعَت …
كلَّ عِرقٍ طيِّبٍ عند النساءِ

أقسَمَت ألّاَ ترى أقمارَها ….
أو يَرَوها بعدَ هاتيك المساءِ

قلَّدَتهُم وَسمَهُم، لاماتِهِم …
أودَعَتْهُم سرَّ أصحابِ الكساءِ

علِمت أنهُمُ لن يرجعوا …
فاحتوتهم بعناقٍ وبكاء

كل فردٍ منهمُ هامَتُهُ …
تُخجِلُ البدرَ جمالاً بسناءِ

وزَّعَتْهُم كي تراهُم حولَها….
آخرَ النظراتِ من عينِ الوفاءِ

أَوكلتْهُم عزمَهُم . غيرتَهُم.
ذبَّهم عن سبطِ خيرِِ الأنبياءِ

علَّمتْهم أنَّ عباسَهُـمُ …
يرسمُ الإيثارَ في قربةِ ماءِ

مِن هنا نعلمُ من نحنُ ومَن ….
نبلغُ العليا بهم في الاقتداءِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى