منبر بشائر

الشيخ الصفار يدعو لاهتمام عالمي أكبر بالشأن الصحي ويشيد بالكفاءات الطبية

بشائر: القطيف

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لاهتمام عالمي أكبر بالشأن الصحي، وتشجيع الطاقات الطبية الوطنية وإبرازها.
وقال: لدينا تراث ديني يتحدث عن الطب واعتزازنا به لا يمنع من تمحيصه وترك ما يخالف معطيات العلم الحديث.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الشؤون الصحية في التراث الديني.

وأبان سماحته أن النبي (ص) والأئمة (ع) لم تكن مهمتهم ممارسة هذه التخصصات العلمية فهي متروكة لأصحابها.
وتابع: كان رسول الله (ص) وآله (ع) يأمرون الناس بالرجوع إلى الأطباء.
وأضاف: جاء ذلك في سيرة النبي والأئمة، مؤكدًا أن التاريخ ينقل مشاهد من رجوع بعض الأئمة إلى الأطباء، كما ورد في حادثة إصابة أمير المؤمنين علي (ع) واحضار الطبيب أثير بن عمرو السكوني.
وأشار إلى رأي العلماء المحققين في روايات الطبّ وتضعيفهم لسند كثير منها.
وتابع: بعض كتب الطبّ النبويّ أو طبّ الأئمّة لا يوجد معلومات عن مؤلّفيها وأحوالهم ومكانتهم بشكل موثوق.
واستشهد بكتاب طبّ الأئمّة لابني بسطام، فإنّه يواجه مشكلة أنّ ابني بسطام لا دليل يوثقهما.
وأضاف: إذاً فليس أيّ حديث في الطبّ عن النبي أو الأئمة يمكن الاعتماد والبناء عليه.
وذكر رأي الشيخ الصدوق، في كتابه (الاعتقادات)، الذي يذهب إلى أنّ الروايات والأخبار الواردة عن النبي (ص) والأئمّة (ع) والمتعلِّقة بالصحّة والطبّ لا يمكن التعامل معها كنصوص قابلة للتطبيق في كلّ زمان ومكان.
وبمناسبة قرب ذكرى ميلاد الإمام الرضا (ع) تحدث سماحته عن الرسالة الذهبية في الطب المنسوبة للإمام، وقال: تتحدث الرسالة عن وظائف الأعضاء، وعمارة الجسم، والاعتدال في الطعام، ومناسبة الأطعمة المتناولة مع فصول السنة، والطريقة الصحية للنوم.
وتابع: كما تتحدث عن الاهتمام بنظافة الأسنان، والتناسب بين المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان، والسباحة والاستحمام، والحجامة، والأساليب العامة لمراعاة الصحة، وخصائص بعض الأطعمة، وآداب الممارسة الجنسية، ونصائح صحية للسفر، وطبيعة مراحل العمر.
ومضى يقول: تشير بعض المصادر الحديثة والتاريخية إلى أن الخليفة المأمون العباسي اهتم بهذه الرسالة، وأمر أن تكتب بالذهب، وسماها المذهبة أو الذهبية، وأمر بخزن نسختها الأصلية في خزانة الحكمة، واستنسخها لعرضها على الأطباء والمعنيين من رجال الدولة، والمهتمين بالصحة والطب من الناس.
وأشاد بالدكتور محمد علي البار واهتمامه بهذه الرسالة وطبعها وكتابة مقدمة مفصلة عن فضل أهل البيت وسيرة الإمام علي الرضا، وتناوله قيمة هذه الرسالة علميًا وتاريخيًا.
وعن الروايات الطبية الواردة في التراث الديني قال سماحته: هناك نصائح طبية عامة اثبتت التجارب الإنسانية فوائدها ويقبلها علم الطب الحديث.
وتابع: وهناك توجيهات ترتبط بالجانب المعنوي والروحي لتعزيز الأمل في نفس المريض، وترسيخ الثقة بالله تعالى، والرجاء لفضله، عبر الدعاء والصدقة، مما يرفع معنويات المريض ويزيد في قوة مناعته الجسمية.
وأضاف: لكنّ ذلك ليس بديلًا عن العلاج، والرجوع إلى الأطباء، بل يكون مواكبًا له.
ورفض مخالفة المتخصصين في المجال الطبي وذكر أن هذا هو ما يراه الفقهاء.
وأشاد بأبناء الأمة الذين انخرطوا في حركة الطب العالمية الحديثة، وبعضهم نبغ وأبدع، وفي وطننا ومجتمعنا برزت طاقات طبية نفخر بها، وعلينا أن نضاعف الاهتمام بهذا الجانب.
وختم بالإشارة إلى خبر سار يفيد عن تمكن الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا من تطوير دواء، أطلقوا عليه اسم «دوستارليماب»، أثبت فعالية تامة في علاج سرطان القولون والمستقيم، في سابقة هي الأولى من نوعها.
للمشاهدة:

للاستماع:
https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1538

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى