أقلام

الـقــــــذارة

لا أحد ينكر ما للقذارة من نفور بشري تجاهها، والأُمم والدول حاربت القذارة بشتّى الصور والطرق، وأقصد بذلك القذارة المادّية منها: رمي الفضلات في أماكنها غير الصحيحة، وذلك حفاظاً على الذوق العام ونظافة المرافق العامة، ومحاولة منها في رفع الوعي الشعبي تجاه الحفاظ على نظافة كل شيء.

وتطوّرت الحياة وتغيرت أشكال القذارة، ولا زالت الجهات المعنية في كل دولة تحارب ذلك الأمر، بل أتذكر أن برنامجاً مترجماً تم بثه في إحدى القنوات – لستُ أذكرها – بعنوان: (القذرون) وفكرته منصبّةٌ على جلب أشخاص لديهم سلوكيات غير جيدة تجاه النظافة، منهم: من لم يستحم لمدة عام، وآخرون لم يقلّموا أظافرهم لشهور، وآخرون لم يشذّبوا لِحاهم وعدم إزالة شعر الجسم من الأماكن المخصصة، وقد اتّفقوا معهم على أنهم سيساعدوهم في التخلص من الأفكار السلبية تجاه النظافة، وينتشلونهم من قاعة القذارة إلى قاعة النظافة، وفعلاً تم البدء مع بعضهم إلا أن جزءاً منهم لم يواصل البرنامج المُعد له للنظافة، فقطع بعضهم البرنامج لأنه لم يحتمل أن يكون نظيفاً.

وللأسف لا زال الكثير يُعاني من مرتادي الطرقات من رمي الآخرين أوساخهم في الطرقات دون مراعاة لقائدي المركبات، فبعضهم يستهين بما رمى، والبعض الآخر لا يرى عبرةً لأحد حال رميه كيساً مليئاً بالأوساخ دفعة واحدة أو بشكل متقطع (علبة عصير، علبة سجاير، قشور الحب الشمسي “الفصفص/الفلفاص”) وغير ذلك من العرض الهستيري الذي يقوم به أولئك القذرون.

وإذا ما قمتَ بتوجيه أحدهم ونصحه بأن هذا أسلوب غير حضاري، فما عليك إلا أن تستعد لأي تصرّف، فإما أن يميل عليك بسيارته، أو يرمي عليك بعض قاذوراته، وإما تلفّظ عليك بعبارات أشد قذارة مما رماه من فضلات سيّارته.
لا أعلم متى تعي الشعوب أنها تمثّل ديانة لها مبادئها وتعاليمها الراقية!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى