أقلام

حان وقت مشاركة الآخرين الصور الجماعية الملهمة

مع تمدد انتشار وباء الكورونا الجديد، وفرض العزل الاجتماعي، لتقليل انتقال المرض، وبروز مصطلحات جديدة لغوياً وحياتياً، مثل مصطلح التباعد الاجتماعي social distancing، ومصطلح covidiot أي الأناني المرضي غير المبالي بالعزل الصحي، أضحت ذاكرة معظمنا تحن إلى كل سكنة وحركة، وتنقل وتجمع أصدقاء، وتجمع عائلي وحفل زفاف، ورحلة سفر عائلية، واجتماع بالأصدقاء، ومرح وتنزه، وصلاة مع إخوة الإيمان، وزيارة ومهرجان، وحضور ولائم، وقصد الحج، وتسوق ولعب، ومدارسة.

لقد حرص معظم آبائنا وأمهاتنا على حضور أبنائهم المناسبات، لما لها من مردود إيجابي ونفسي في صنع ذاكرة كل فرد منا. إن تسجيل الذكريات الجميلة تحتاج الى فن في عقد العلاقات الذكية، وضبط توليفة المزيج من الناس أو الاصدقاء المدعوين في العالم الواقعي أو الافتراضي.

كنت أنتقد المهوسين بالتقاط الصور لحبهم التقاط الصور فقط، إلا أنه بسبب انتشار الكورونا، وما تبعه من وجود العزل الاجتماعي، وعند مشاهدتي لافتقار الناس لذاكرة جماعية، أطرح بيني وبين نفسي السؤال التالي: ألم يحن الوقت بأن يشارك أولئك المحتفظين بالصور – الآخرين عن طريق برامج التواصل الاجتماعي لبعث روح الأمل، ودعم المعنويات؟
و إن لم يشاركوا الصور الجميلة الآن فمتى سيشاركون بها ؟
وهل سيعملون على إخراج عمل من ذات الصور ليخلدون المناسبات ؟
وأجيب نفسي قائلا:

عندما تعتصرنا الانفرادية الاحترازية بسبب كورونا، تكون الذاكرة الحسنة، وألبوم الصور الجيد محطات نستلهم منهما جميل تجمعنا، ولطيف حديثنا، فترفع معنوياتنا.
فما الدنيا إلا مجموعة صور، ومن الجيد الاحتفاظ بألبوم صور للذكريات الجميلة، فنتصفحه سوياً بين الحين والآخر . سأحرص أن أجعل ألبوم صوري غني بذكريات جميلة، ولك الخيار أن تفعل مثل ما أفعل.
ومع هذا العزل أقول : (وحشتونا و حشتونا وحشتونا) ليس ترديداً لأغنية وردة الجزائرية،
ولكن تعبيراً عفوياً. نعم وحشتونا أيها الأحبة من الأهل والأصدقاء، وأبناء الحي، وأبناء الوطن، وأبناء الكوكب.
وشكرا لمن ساهم في صنع تلك الذكريات من خلال الدعوة والترتيب أو الاستضافة.
وحيثما أتكلم عن الصور
وتوظيفها الجيد دائماً، أستشهد
بصديقي أحمد الحمد، فقد كان أحمد يأخذ صورة أو صورتين لكامل الحدث إذا شجعت الظروف والأجواء على ذلك.
فوجئت صيف العام المنصرم ببادرة منه، وبعد مرور مايزيد على أربعين «40» عاما من العلاقة الأخوية المتينة والرصينة، والتواصل المستمر، وفي غمار افتقاده إياي بسبب السفر مع عائلتي في شهر يونيو الماضي، فوجئت بإصداره الأول لفيديو ألبوم إلكتروني صغير يتضمن مجموعة صور مشتركة لنا معا منذ عام 1980 م، أي منذ المرحلة المتوسطة حتى عام 2019 م.
بعد إرسالة الألبوم الإلكتروني، شاهدت الصور وتذكرت أحداث ورحلات، وأفراح وأتراح، وضحكات وقهقهات، وأحلام طفولة، واستشراقات مستقبل، ومناقشات عدة، ومطارحات فكرية، وبوح أسرار ،وتعبير عن قلق، ومكاشفات تجارب حياة، واستنطاق أحداث، وعيادة في مرض، وارتسام ابتسامات، وتدارس مشارف الكهولة، ومشاركة رحلات إيمانية لبيت الله بمكة، وسفرات دولية، وتنزه بين حقول الشاي، ولعب كرة، وتسامر وسط النخيل، واستذكار دراسي مشترك، وتخطيط لما بعد التقاعد.
كانت مدة ألبوم الصور الإلكتروني دقيقتين ونصف تقريباً، إلا أنه أعطى معان جميلة وجمة في تخليد معاني الصور، وترسيخ الأخوة، وتجذير المودة بيننا من خلال خلق الأحداث الجميلة، وتخليد الذكريات فيها. من الجيد استنطاق التجارب والمشاركة بها مع المحيط من خلال هذا المقال لتعبير عن استحضار الأهداف عند التصوير.
السؤال هو لك أخي القارئ: ماذا صنعت أو ستصنع بمخزون الصور الكبير الذي في جوالك أو أدراج مكتبتك؟ سواء كانت صور أبنائك أو أسرتك، أو أصدقائك و أحبائك، أو لأبناء أسرتك، أو زملاء عملك.
هل ستنتج ألبوماً مشتركاً
لمن تحب وتفاجئهم عندما تشاركهم إياه؟
أم أنك ستكون مثل ذلك الذي صور، وصور، وصور، ثم أهدر ماله ووقته، وعلاقاته، ومضى دون تخليد شيئ محمود.
في ظرفنا الحالي حيث الكل معزول منزلياً ، أقترح تفعيل التواصل الإيجابي من خلال تقليل الانغماس في متابعة أخبار عدد ضحايا كورونا، وتمدده في القارات، بل تلطيف الأجواء بتكريس الذاكرة الجميلة، وتبادل الصور الموثقة للأحداث الأسرية والاجتماعية الجميلة.
نتطلع إلى التفاعل من جميع القراء، وإحداث أجواء إيجابية في المحيط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى