منبر بشائر

السيد الخباز يؤكد (الحرية) طريق الكرامة

سوزان الرمضان: الدمام

أكد السيد منير الخباز على أهمية مبدأ “الحرية” في تحقيق الاستخلاف في الأرض، وانتشار الأمن الإجتماعي، ونيل العزة والكرامة.

وقال في محاضرته بعنوان” الإنسان الهادف بين قيمة الحرية ومبدأ الكرامة” مؤخراً، البعض يظن الحرية في السعي وراء الشهوات، والتحايل على الأنظمة لتحقيق مكاسب شخصية، لافتاً إلى أنه حتى الغرب لا يؤيدها على إطلاقها.

وأشار إلى تقييد الغرب لها وهو الذي يراها “قوام وجود الإنسان” وربطها ” بعدم إيذاء الآخرين، والتعدي على القيم والأخلاقيات العامة”.

وبين أن الرؤية الدينية لا تحاسب على “الحرية القلبية” من “الميل والتخيلات والافكار”، وإنما “الحرية السلوكية” كحقيقة “الاستخلاف” فليس للإنسان طرح أو تقنين أو تشريع نظام، بل اتباع “نظام المستخلِف” وأداء أمانته في استعمار الأرض وفق ذلك، وليس ترك الواجبات وفعل المحرمات.

وبين أن “العبادة ليست هي الهدف، وإنما طريق موصل إلى “الكمال” فهو الهدف، وليس من الحكمة تضييع الهدف باتباع الشهوات والانغماس فيها بل “التحرر منها”، وكما يقول أهل العرفان” اللذة في ترك اللذة” أي ترك اللذة الحسية إلى المعنوية، ليكون الإنسان قريب من الله ومظهر لكماله وحسنه” ليبلوكم أيكم أحسن عملاً”.

وقال أن حقيقة الحرية تدفع “للشعور بالمسؤولية، واحترام الأنظمة”والقوانين الإجتماعية التي تحفظ المجتمع، لدرء الفساد” ان الله لا يحب الفساد”، مشددا على حرمة اختراق الأنظمة و الإخلال بها أوالتحايل عليها حتى في غير دولنا، وهو من حقيقة المواطنة واحترامها واجب شرعي.

وشرح فلسفة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ودورها في “حفظ النظام”، ” وتواصو بالحق” أي بالتناصح والتواصي والتشاور، وليس كما يصوره البعض أنه بالإجبار والإكراه وتقييد الحريات.

وبين أن “القيمة” في الرؤية الدينية ليس للحرية بحد ذاتها، بل “للكرامة”، فاختيار الفتاة للحجاب مثلا يصونها عن أعين المرضى والطامعين الذين قد يتخذون من عدم التزامها به طريق للوصول إلى العلاقات غير المشروعة.

وقال ليس للإنسان الحرية في أن إذلال نفسه وسحق كرامته والدوس على عزته وشرفه، الحرية هي التي “تحفظ الكرامة” ولاتهدرها.

وأشار إلى حديث الرسول ص” ان الله فوّض للمؤمن كل شيء إلا أن يذل نفسه”، وهو ما دعا إليه الإمام الحسين ع في كربلاء” إن لم يكن لكم دين، فكونوا أحراراً في دنياكم”، وقد استجاب الحر لذلك النداء “وتحرر” من أسر المال والمنصب، واختار الحرية والشهادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى