أقلام

تحمل المسؤولية وحفظ حقوق الناس

جواد المعراج

إن الحقد والحسد كلما زاد لدى الإنسان يؤدي به للإصابة بالأمراض الأخلاقية والنفسية، فإن هاتين الصفتين لهما آثار نفسية خطيرة على المجتمع، وهي تفتك بالفرد لدرجة أن يصل للتفكير بممارسة الاعتداء المبني على القتل والأذى النفسي والجسدي.

وهذه السلوكيات العدوانية مرتبطة بنزعات شريرة تكبر شيئًا فشيئًا لدى الإنسان، إلى أن يفقد القدرة على التحكم بالتوزان العقلي والنفسي، ولذا فإن هذه الأمراض النفسية والسلوكية ينتج عنها تهور وطيش دون الشعور بتحمل المسؤولية عند لحظة التعامل مع الناس.

وقد ترى من يحقد ويحسد فلان بسبب مقارنات مالية أو كراهية، ولكن لا يتوجه إلى الاعتداء الخطير جدًا والمبني على القتل، فأحيانًا قد يلجأ البعض لاستخدام الألفاظ العنيفة، ومصدر هذا الخلاف هو الشعور بالقهر والعصبية الناتح عن سوء الأخلاق الذي يمكن التعامل معه بحزم وقوة في الشخصية وهدوء الأعصاب دون رد الانتقام والاعتداء اللفظي.

ولكن في جانب آخر هناك ما هو أخطر من ذلك، عندما يصل الحقد والحسد للتعدي على حقوق الآخرين بالقوة، فمثلًا ترى إنسان يحقد على الآخر عندما يراه يشعر بالراحة والسكينة، أو ترى من يحسد طرفًا بسبب ما لديه من رزق ونعمة ووظيفة، أو شخص يتمنى أن يكون وجه ذلك الفرد الجميل متشوهًا بالأذى الجسدي.

وهكذا هؤلاء المجرمين والمعتلين نفسيًا يتوجهون بكل قوة نحو محاولة أيذاء من يبغضونهم بأية وسيلة، من أجل الانتقام من الأشخاص الذين يكرههوهم ولا يتمنون لهم الخير بسبب شعور من حولهم بالترفيه النفسي والسعادة والطمأنينة التي تجعل الحقود والحسود يتمنى السوء تجاه الطرف الذي يراه مرتاحًا نفسيًا.

وما أبشع الاعتداءات التي تدمر كل لحظة جميلة وتشوه الوجوه الجميلة والمشرقة، وتعبث بالمجتمعات والبلدان، وذلك من خلال نشر الخراب والظلم والعدوان على كوكب الأرض.

ومن هنا فإن الأفراد المسؤولين والجهات المسؤولة والبلدة الكريمة تعمل بكل وسيلة على تعزيز الأمن والأمان نحو كل طرف يعيش في أية منطقة وبلد سواء كان مقيمًا أو مسافرًا أو غريبًا أو مغتربًا أو شخصًا ولد ويعيش في البلد الأصلي نفسه، إضافة إلى ذلك توجهت البلدان نحو بناء المستشفيات النفسية التي تعمل على إعادة تأهيل المرضى، وذلك كي يتم حفظ حقوق المواطنين ليعيشوا بسلام وأمان دون الشعور بالخوف والرعب والأذى.

وفي هذا المجال عندما يتم إعادة تأهيل ومعالجة المريض يصبح بعد ذلك مواطنًا مسالمًا يعيش من أجل طلب الرزق والوظيفة، وبهذا يمارس المجتمع والإنسان حياته بشكل طبيعي دون تهور وطيش، بل يستقر ويتوجه للفطرة السليمة والزواج وتحقيق المدخرات المالية، من أجل أن يضحك بلطافة ويستمتع ويفرح ليكون لديه أهل أو أسرة جميلة تهتم به وترعاه.

أسأل الله تعالى أن يحفظ أفراد وشباب البلد من الصفات السيئة والأمراض النفسية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى