أقلام

فكر عاشوراء وتأثيره على المجتمع

طالب عبد الحميد البقشي

في كل موسم عاشورائي حسيني يجتهد خطباء المنبر الحسيني في طرح ومعالجة الموضوعات التي تمس المجتمع بشكل مباشر، وتؤرق المهتم بالشأن الاجتماعي ولا سيما فيما يتعلق بدائرة إصلاح وترميم أسس وقواعد كيان البيت الشيعي الثقافي من الأفكار والمعتقدات والقناعات والوعي.

ويعالج فكر عاشوراء المطروح كثيرًا من القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية وتصحيح مايطرأ من لبس في المسائل العقائدية والثقافية المختلف عليها سواء مع الأخر المسلم أو الشيعي أو الغربي.

ويبرز في الغالب سجال فكري معزز بالاستدلال التشريعي والعلمي والعقلي لتصحيح اللغط والبس في الأفكار والقناعات التي تتداول بين الثقافات المختلفه التي تسود المجتمع وتؤثر على العقل الجمعي.

ويعد فكر عاشوراء الذي يتناوله خطباء المنبر الحسيني أكبر مؤثر ثقافي إيجابي على عقول ونفوس شرائح المجتمع المتلقي، وقد يتساءل البعض: لماذا له تأثير كبير؟

والجواب: إن هذا الفكر له عمق في التأثير المباشر على العقول والنفوس والعاطفة مستمدًا هذا التأثير من قضية الإمام الحسين عليه السلام التاريخية ومدى مكانته الاجتماعية وقرابته من النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وتجذر محبة أهل البيت في قلوب المؤمنين ونفوسهم.

ويتزايد تأثير فكر عاشوراء المطروح على المتلقي كلما كان الطرح يخاطب العقل والعاطفة في آن واحد مؤثرًا في نفس ووجدان وعاطفة المتلقي بحيث يتفاعل معها المستمع وتتغير لديه بعض ما اشتبه لديه من قناعات فكرية، وتتهذب لديه أخلاقيات وسلوكيات خاطئة قد يرتكبها البعض من أفراد المجتمع.

من ذلك نجد أن خطاب المنبر الحسيني يفتقد إلى خيار تحديد أولويات الطرح الفكري بحسب أهمية اختيار الموضوعات التي يحتاج لها المجتمع وبالخصوص في خيار ما يؤثر في ثوابت القيم والمعتقدات الدينية التي تمثل محور الطرح الثقافي.

لذلك فأن فكر المنبر الحسيني لا ينحصر على موضوعات قد تكون ثانوية وليست مؤثره على العقل الجمعي، فهناك قضايا ملحة حديثة من ثقافات عالمية لها تأثر سلبي كبير ومركز على قيم ومعتقدات جميع شرائح المجتمع تتسبب في إحداث تحولات اجتماعية سريعة في القناعات والإيمان بالقيم والمبادئ والأخلاقيات الدينية.

وحينما تشاهد الثقافة الغربية العالمية تنشر وتفرض المثلية والرذيلة والإلحاد وتغير القناعات والإيمان الراسخ بالقيم والمعتقدات الدينية لدى المجتمع وتسخر الإعلام وتضع البرامج التي تستهدف الجيل الناشئ والأجيال المعاصرة، أليس كل ذلك يستدعي أن تكون أولوية فكر المنبر الحسيني المطروح هو تأصيل القيم والمبادئ والأخلاقيات الدينية على المدى القريب والبعيد من أجل أن يترسخ الإيمان وتثبت القيم والأخلاقيات الدينية في النفوس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى