أقلام

وخِيْرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه

طالب المطاوعة

يشير هنا الإمام الحسين ع بالتسليم التام والرضا الكامل بقضاء الله وقدره بما سيؤول إليه أمره.

“إلهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضا”

كثير منّا يقع في إشكال تقديم رغبته وقناعاته على مايريده الله له من خير.

“كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”

عجيبة إشارة الله لنا، بأننا قد نحب شيئاً وهو شرٌ لنا، ومع ذلك ندعوا الله بأن يتحقق وينقضي!

كم منّا مرّ بما يعتقده ضررٌ له كما يراه ويشخصه ويعتقده هو، وإذا به يكتشف بعد حين أنّ ماحدث له كان خيرٌ له؟!

معظمنا سمع عن الزوار الذين تأخروا عن زيارة القطّارة بكربلاء المقدسة بسبب تأخير أحدهم لهم 25 دقيقة، وعندما وصلوا حدث ماحدث من سقوط تلك الصخرة وانهال ذالك البناء وقتل من قتل وأصيب من أصيب!
وبعد أن تبين لهم أن نجاتهم كان بسبب تأخير ذلك الرجل لهم شكروه وقدروه.

وهكذا حياتنا مليئة بأحداث ومواقف لا نكتشف حقيقة الخير فيها إلا بعد ما نشاهده من كوارث ومصائب، لولا حدوث الأمر الفلاني لحدث ماهو أكبر وأشد وأمرّ.

فكم منّا تأخر في دراسته أو تخرجه واكتشف بعد ذلك أنه خيرٌ له.

وكم منّا تأخر في زواجه أو إنجابه واكتشف بعد ذلك خيراً له.

ولربما قد فصل بعضنا من عمله أو طرد من جامعته، وإذا به يجد فرصة أفضل وأحسن، فيدرك أن الله أراد له الخير.

والعكس بالعكس..
كَم منّا رزق بولدٍ نجيبٍ وذكيّ، وإذا به يفقده في حادث سير، أو يصاب بعاهة مرضية معينة.

وفلانًا قد رزق بأبناء تعب في تربيتهم وإذا بهم يعقّونه أو يخزونه، وخير شاهد بعض أبناء الأنبياء وزوجاتهم.

نعم، لابد أن نعمل بالأسباب ونبذل السعي الكبير، وندعوا الله بما نعتقد أنه الأصلح والأنجح لنا، وفي نفس الوقت نسلّم ونرضى بقضاء الله وقدره، ونشكره ونحمده في السراء والضراء، ونسلّم له بأنه لا يأتِ منه إلا خير وإن غاب عن تفكيرنا وقدرتنا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى