أقلام

الأربعون معياراً لقياس مستوى الخطيب المنبري

طالب المطاوعة

حيث يكثر النقد البنّاء والتقييم والتقويم هذه الأيام في عشرة محرم للخطباء والمنابر الحسينية، ويكثر السؤال من القائمين على تلك المجالس والنخب الثقافية والأكادميين والمهتمين.

وإذ أسأل كثيراً. على ماذا تبني تقييمك؟

أحببت أن أدون أهم المعايير التي يمكن القياس عليها.

مع ملاحظة، أنه يستحيل أن تتوفر كل تلك المعايير في خطيبٍ واحد، إذ أن تلك سمات وصفات وقدرات ومهارات وفنون تختلف من خطيب إلى آخر.

لكن يستطيع الخطيب أن يلتفت لبعض تلك النقاط للإرتقاء والتطوير في خطابه.

حيث أنه كثيرٌ منها مهارات يمكن اكتسابها، وبعضها الآخر عطايا من رب العالمين.

1/ الفكرة المهمة في الموضوع. (افتتاحية تمهيدية للعنوان).

2/ ذكر عنوان المحاضرة والهدف منها والرسالة التي يريد إيصالها.

3/ قوة البحث وعمقه في التفصيل في تلك النقطة لا غيرها،مثلاً يتكلم عن المشيئة الإلهية أو الإرادة ولا يحيد عنها.

4/تماسك البحث واستقامة الموضوع وسمته(قلة الاستطرادات المشتتة وعدم التراخي في بعض الأفكار)، وإن استطرد يكون بما يقوي ويعزز الاستقامة والثبات ثم يعود).

5/ التسلسل في التقديم والانتقال من عنوان إلى عنوان ومن نقطة إلى نقطة.

6/ تبويب البحث وترتيبه.

7/ عذوبة الصوت وشجاوته وأثره على النفس والروح.

8/ تخفيف خشونة الصوت ما أمكن.

9/ حدة الصوت وسلامة مخارج الحروف بما يعين المستمع على إلتقاط الكلمات كاملة وسليمة المعنى.

10/ يتعاطى مع الحروف حسب قوتها الصوتية وانخفاضها في علم الاصوات، فحرف الطاء والجيم يختلفان في قوتهم عن الهاء والنون.

11/ ترقيق القلب في النواعي باستخدام كلمات ومفردات في ذات المعنى.

12/ أسلوب التقديم والعرض(شفهي أم سيستخدم أدوات العرض).

13/ طريقة الاداء(واقف أو جالس أو يتحرك).

14/ رفع الصوت وخفضه حسب الحاجة.

15/ لغة الجسد من الإنحناءةَ وفتح اليدين والإشارة للمستمعين استراتيجية الخطابة بالحب.

16/ تعابير الوجه ولغة العين واليدين.

17/ الإبداع في الطرح والأفكار.

18/ الفصاحة والبلاغة وتطويع الكلمات والمترادفات والاستعارات.

19/ إنطلاق البحث من قواعد فقهية ونحوية وعقائدية وفكرية يرتكز عليها البحث أم لا، فقط نثر للمعلومات والمعارف.

20/ الهيكل البنائي للموضوع وتكوينه وعناصره.

21/ مقدار الإثراء المعرفي والقيمة المضافة.

22/ لغة الخطاب والسهولة والبساطة في التعابير والمفردات.

23/ مقدار مساهمة الخطاب في الوعي النسبي عند المستمعين.

24/ مسار البحث أفقي أو عمودي.

25/ نوع الخطاب. فكري أم تاريخي أو تحليلي او منطقي.

26/ الاسترانيجية والمنهج العلمي المتّبع في الطرح( عرض النقاط ومحاورتها ومناقشتها أم الدفاع أو الهجوم).

27/ المصداقية والثقة فيما يطرح ويقال.

28/ المصادر والمراجع.

29/ الاستقراء والاستنتاج.

30/ الاستشهاد والاستدلال والمصاديق.

31/ الواقعية والموضوعية في المناقشة وعدم الأنحياز.

32/ التحضير والإعداد الجيد والمسبق للبحث.

33/ نسبة تركيز المستمعين مع البحث والاهتمام بالنقاط الجميلة فيه.

34/ عدم انشغال المستمعين أثناء المحاضرة بالكلام والواتس أب وسماع محاضرات لخطيب آخر عبر البث.

35/ حجم ومقدار ارتياح المستمعين وثنائهم عليه.

36/ مقدار تحريك البحث في ذهن المستمع وبحثه عن صحة المعلومات.

37/ الكارزما للخطيب.

38/ مقدار تقبل الخطيب للحوار والنقد.

39/ احترام الخطيب لمستوى وعي المستمعين وعدم التعالي عليهم بالمعرفة والمعلومات.

40/ انسيابية الربط بين المحاضرة والنواعي.

مضافاً لمراعاة الخطيب للأنظمة واللوائح المرعية في البلاد. ونباهته وذكاؤه والتفاتته لنقاط مهمة، كالتنبيه بأخذ بركة الدعاء وثواب المجلس في آخر دقيقة. وكذا التزام الخطيب بوقت المحاضرة ومدتها.

هذه المعايير ليست شرط توفرها في خطاب وخطيب منبري مجتمعة،

وإنما منها وبها يمكن تقييم الخطيب.

كما أنها ليست حصرية وجامعة ومانعة. فيمكن أن يضاف عليها ويحذف منها، وإبداء المرئيات والملاحظات الجميلة والرائعة عليها بالنقد والدراسة، وهذا أمر في غاية الأهمية.

اللهم أنني تعودت عندما أحضر أي محاضرة، تكون بعض تلك النقاط حاضرة بذهني، وتتغير من محاضرة إلى أخرى لنفس الخطيب، وعليها لايتم تقييم مستوى الخطيب من محاضرة ولا محاضرتين ولا ثلاث.

وعدم توفر أكثرها عند خطيب ما، لا يعني القدح والإسقاط والتنقيص لأي كان، فالعطايا والمنح هبة من الله.

كما أنّ هذه المعايير أستقي الكثير منها من واقع الخطباء الحاليين لهذه السنة وما قبلها.

ماهذه إلا مساهمة بسيطة في الإرتقاء بمستوى الخطيب والخطاب ومايطرح على المنبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى