لقاءات صحفية

الكاتبة الحليمي: زرع ثقافة العمل بما نقرأ

فاطمة الشيخ محمد الناصر – الدمام

أكدت الكاتبة الأحسائية منى الحليمي أن “وضوح الأهداف للإدارة وللأعضاء والرسالة والرؤية وإدارة حكيمة تؤمن بأهمية بقاء العمل واستمراره ولو بأقل الإمكانيات وأقل النتائج، والسعي لتذليل الصعوبات وتوفير الكتب للأعضاء وبالذات الورقية ومساعدتهن وتشجيعن على القراءة وتنوع طرق مناقشة الكتاب مهم جدا فتارة نستضيف الكاتب مباشرة، وتارة نأخذ دوره حول موضوع الكتاب، وتارة نفيد بعضنا بعضا من تجاربنا وتخصصاتنا المختلفة، والصبر الطويل على تفاعل الأعضاء البطيء والرضا بالقليل” يساهم في استمرارية نوادي القراءة النسوية.

وأشارت أن الهدف من نوادي القراءة حاليا ومستقبليا ” زرع ثقافة العمل بما نقرأ وتغيير واقعنا إلى واقع أفضل في كل جزيئات حياتنا الصغيرة والكبيرة وأن يكون التغيير مبني على أسس علمية من خلال القراءة المتنوعة في كل المجالات”

حيث أن الحليمي مؤسس نادي المنى للقراءة بالأحساء والفرع الثاني بالدمام ومدرب معتمد لتنمية الموارد البشرية قدمت العديد من الدورات في الاحساء وخارجها، مؤسس جائزة المنى العلمية لتحسين المستوى الدراسي لطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية.

1-ما هو العامل المؤثر الذي وجَّه الكاتبة لفكرة نادي القراءة؟

1- أنا محبه للقراءة منذ الصغر، وقد أنشأت مكتبة صغيرة في بيتنا بمشاركة اخواتي واخواني وأبناء وبنات عمتي للقراءة والاستعارة
أسسناها باشتراك شهري قيمته 5 ريال للعضو، كنا جميعا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
2- فكرة النادي وطريقة العمل به أعجبتني فهي تنقلك من قارئ إلى مثقف واعي.
3- كثرة الدعوات التي وصلتني للانضمام لأندية القراءة وكانت كلها تبعد عن منزلي مسافات طويلة، لذا قررت أن أنشا في حينا نادي للقراءة، يستهدف أهل الحي ويجمعهم كجيران على أمر هادف.

2-كيف تعرف العضوات على نادي القراءة؟ وما مدى فعاليتهن؟

العشر الأوائل كانت دعوات شخصية، أما البقية فندعوهم لحضور اللقاء الشهري لمناقشة الكتاب فإذا أعجبهم يقومون بالانضمام لنادي. الفاعلية تختلف من عضو لأخر حسب ظروفها فتارة نجدها نشيطة ومتفاعلة وتارة هادئة، لكن الأغلب يجمع على أنه مستفيد ومستمتع.

3-إلى ماذا تطمح الكاتبة منى من خلال نادي القراءة؟

أن أصنع أمة واعية، ان أحقق هدف السماء بالأمر السماوي (أقرأ)
أقرأ وسيلة وليست هدف.
أقرأ لتفهم وتعي وتغيير واقعك بدأ بنفسك.
أقرأ لتكون ضمن نسيج مجتمع.
مجتمع ناضج فكريا وعقليا وعلميا
مجتمع صحي نفسيا
مجتمع قادر على تحديد أهدافه والوصول لها
قادر على تخطي العقبات وتذليل الصعاب
سيولد عندنا شاعره ورسامة وكاتبه ومديرة مشاريع لكنهن سيكونون مختلفين بوعيهم بفضل القراءة الخ.

4-لديك كتابين ملفتين فما هي فكرتيهما؟

1- الأول (السفر بين النجاح والفشل) كان في الأصل دورة تدريبية تهتم بتقليل ميزانية السفر مع الاحتفاظ بنفس المدة والمتعة والتركيز على أهداف السفر الغائبة عن أذهان عامة الناس.
2- الثاني ( برنامج جائزة المنى) وهي جائزة علمية نقيمها في كل عام ولها سلوب مختلف عن كل الجوائز.
نحن نشجع ذوي المستويات المتدنية من المقبول والجيد للوصول لمستوى الممتاز لذا أحببت وضعها في كتاب ليطلع عليها الطالبات والمعلمات ويطبقونها وتنتشر أكثر ولأحفظ حقوقي في اختراعها وتطبيقها.

5-الكاتبة منى تشجع على القراءة، فكيف تقنعين من تجافي الكتاب حتى تتقرب منه؟

1- عليها أن تقرأ فيما تحب أولا حتى لو كان في نظرها والأخرين ليس مهما فهذه البداية.
2- لترضى بقراءة بعض الصفحات وليس المهم أن تنهي الكتاب كاملا.
3- لتقرأ كتاب عن هوايتها المحببة لديها، مثلا زراعة أو تربية قطط أو المشي، أي شيء هي تحبه بعدها ستكتشف جمال عالم القراءة وستندمج معه.
4- أن تلتحق مع نادي للقراءة فالعمل الجماعي مشجع أكثر من العمل الفردي.

6- هل النادي يعتمد في قراءته على الروايات؟ أم هناك ترتيب معين للاختيار؟

نحن نقرأ من كل بحر قطرة، نقرأ كتاب للسيرة الذاتية وأخر في السفر والسياحة وثالث في التربية، واخر بالاقتصاد ولم ننسى نصيب اللغة العربية والخط الخ وفي شهر ذي الحجة نقوم سنويا بإعداد جدول يضم 12شهرا عشرة كتب متنوعة المواضيع ونوزعها على السنة كاملة. بحيث نراعي في التوزيع التالي:
1- شهر محرم يكون للقراءة الحرة.
2- شهر رجب نحدد الموضوع الذي سنقرأ فيه فقط ونترك للعضو حرية قراءة أي كتاب حوله سواء كان وله الخيار أن يقرأ كتابا علميا أو رواية الخ في نفس الموضوع، وبذلك نسمح للعضو أن تقرأ من مكتبتها الخاصة ما تشاء مرتين خلال العام.
3- شهر رمضان يكون الكتاب ديني وصغير، عدد صفحاته في حدود 100 صفحة لأننا لا نريد أن يزدحم مع برامج رمضان.

7-بعض القراء لا يستحسن قراءة الروايات ويجد أن اقتناءها لا يقدم منفعة تذكر، ما رأيك؟

القراءة الجماعية في النادي حلت هذه المشاكل عندما قرأنا رواية الخيميائي فقد وجدنا أن الرواية هي كتاب علمي وسيرة ذاتية وجغرافيا، أنها كوكتيل ونوع من العلم يقدم بشكل حكاية طويلة السرد. والنتيجة معظم من لا تحب الروايات، قرأت الكثير منها بشكل فردي. نحن خلال سنتين قرأنا روايتين وسيرتين ذاتيه. الإنسان دائما عدو ما يجهل، فإذا عرف ما يجهل أحبه.

8-وجدنا الكثير من المجموعات التي تهتم بالقراءة في الوقت الحالي فكيف تجدينها؟

ممتازة وتعجبني كثيرا لتنوعها، في الفكرة والطريقة. التنوع في منظوري يعني التكامل، والساحة تتسع للجميع.

9-هل هناك خطط مستقبلية للكاتبة؟

أن أكون حقا كاتبه. وأن تكون كل كلمة أكتبها ( شجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها بالسماء) قولي يارب.

10-من أي جانب تصقل القراءة ذاتية القارئ وهل ممارستها تعتبر هواية؟

نعم هواية مثمرة، لذا أفتتح بها الله تعالى دينه الختامي فقال: أقرأ.
(إن لم يكن بالعلم مال فهو جمال) الإمام علي عليه السلام. إذا كانت القراءة متنوعة فستصقل القارئ من كل الجوانب وستجعله في طريق التأمل والتدبر وسيمتلك على المدى البعيد نور البصيرة.

11-هذه الآونة تُقدم العديد من الدورات بهدف التطوير أو التغير، أتقدم الدورات معارف وعلما وفيرا وعميقا كما يقدمه الكتاب؟

نعم، فهي كتاب بطريقة مختلفة. بل قد تكون أحيانا هي ترجمان الكتاب وشارحة الكتاب، عندما أقرأ الكتاب أحتاج لمناقشته وأن أفهم ما استصعب منه، الدورات تقدم كل ذلك فكلاهما يكمل الأخر. الدورات التطويرية والكتاب مثل (الأستاذ والكتاب) بالنسبة للطالب ثنائي جميل يكمل بعضه بعضا.

12-نجد دراسات تبين أن الجوائز قد تقلل من ابداعية الفرد، وقد تمنح الجائزة حافزا للإنجاز لكن ستشغل عن الابداع لأن المبدع سيفكر في الكم وليس الاتقان، فهل الجائزة تمثل الحافز الحقيقي أم هناك دوافع من ذاتية الفرد؟وهل الجوائز تقدم لمن لا يبدع؟

الجوائز محفزة على الإبداع بلا شك. الجوائز تجعل الإنسان يبحث في جواهره المدفونة في محيطاته ليستخرج أفضلها ويتنافس. القرآن الكريم يأمر أمر (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) الأهم أن يكون تنافسنا لوجه الله تعالى.

13-هل تنعكس شخصية الكاتب في مؤلفاته، كما يتصور البعض أم مؤلفاته عالم يناقض شخصيته؟

لا يناقضها أبدا ولكنه أحيانا يرسم بعض أحلامه ومخيلاته سواء على مستوى الأخلاق أو العمل أو الأسرة. فنعتبر خيالاته وأحلامه الجميلة لا تشابه واقعه. كلنا أحلامنا لا تشابه واقعنا بالضبط.

14-للكاتبة منى اهتمامات اجتماعية وثقافية في أي منها وجدت منى رضاها؟

الاستشارات في العلاقات الزوجية لأنها أنقذت بيوت كثيرة، كانت على وشكك الضياع.

15-قدمت العديد من الدراسات أن القراءة تخفف الكثير من العلل النفسية وتحد من وتيرة الحزن والضغوط اليومية؟ فهل لامست الكاتبة ذلك من خلال عضوات النادي او على الصعيد الحياتي؟

نعم عندما قرأنا سيرة (أنا ملال) تعلمنا وتعلمت أطفالنا كلمة (الحمد لله) عن يقين، بدأنا نرى كم هي حياتنا مترفه، أستشعرنا نعمة الأمن التي نعيش فيها ونسال الله تعالى أن يمنحنا المزيد منها.
أما سيرة أ. وفاء الرمضان فعلمتنا بر الوالدين. أمور كثيرة تعلمناها في النادي، وسافرنا بخيال الروايات من جبال الهملايا إلى أدغال افريقيا مرورا بالأندلس ومن زمن العبودية الى زمن النضج ثم الانحدار كلها كانت بمثابة جلسات استرخاء وعلاج نفسي.

16-كيف وجدت القراءة طريقها إلى عالمك؟

أنا ولدت في عائلة يحبون العلم والدي يعتبر الأول في عائلتنا الذي خالف العادات والتقاليد وسجل بناته بالمدرسة في زمن كانت المدرسة شرك ينافي كمال التوحيد. أمي علمت نفسها الكتابة بنفسها. وكانت جدتي مريم رحمها الله تعالى معلمة القرآن الكريم دائما تحدثنا عما قرأت في الكتب، هذه الأحاديث الجميلة أشعلت فيني شغف المعرفة والاطلاع. طموحي في أن أصنع عالم جميل لمن حولي كان المحفز الحقيقي للقراءة منذ كنت في الابتدائية.

17-بماذا توصين أي باحث عن كتاب جيد ليقرأه؟

عليك أن تقرأ في كل شؤون الحياة التنوع نحتاجه لأن حياتنا متنوعة. (تعلم من كل علم شيء شيء ومن شيء كل شيء)آية الله السيد محمد الشيرازي قدس سره

18-ماذا تتمنى الكاتبة منى لنسوة المجتمع الأحسائي خاصة؟

أن أجد فيهم السيدة خديجة سلام الله عليها، وأن تصادفني فضة التي لا تنطق إلا بالقران الكريم وأن أسمع عن مريم. وأرى أسيا بنت مزاحم، وتلك التي جاءت تمشي على أستحياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى