أقلام

ميلاد النور

عادل السيد حسن الحسين

زَهْرَاءُ يَا نَبْعَ الضِّيَا وَالنُّورِ
مِنْ نُورِكِ الْأَلْبَابُ فِي تَنْوِيرِ

بِنْتُ الرَّسُولِ لَهَا الْأَنَامُ تَوَدَّدُوا
وَاسْتَرْسَلُوا فِي حُبِّهَا بِحُبُورِ

وَالْكَوْنُ أَمْسَى زَاهِيًا بِجَمَالِهَا
وكَوَاكِبٌ شَعَّتْ مَعَ التَّكْبِيرِ

وَبِهَا الْحَيَاةُ جَمِيلَةٌ قَدْ أَصْبَحَتْ
وَالرُّوحُ تَأْنَسُ قُرْبَهَا بِسُرُورِ

وَسَمَتْ إِلَى أَعْلَى الْمَرَاتِبِ فِي الْمَلَا
سَتَظَلُّ نِبْرَاسًا لِكُلِّ غَيُورِ

حُورِيَّةٌ إِنْسِيَّةٌ جُبِلَتْ عَلَى
حُبِّ الْإِلَهِ وَعِشْقِهِ الْمَذْخُورِ

يَكْفِي لَهَا فَخْرًا تُكَنَّى أُمَّ-
وَالِدِهَا وَكَانَتْ مِحْوَرَ التَّطْهِيرِ

وَخِصَالُهَا انْعَكَسَتْ عَلَى أَبْنَائِهَا
فَهِيَ الْعَطَاءُ وَجَوْهَرُ التَّقْدِيرِ

فِي بَيْتِهَا آيُ الْكِتَابِ تَنَزَّلَتْ
وَمَلَائِكُ الرَّحْمَنِ فِي تَدْبِيرِ

مَنْ مِثْلُهَا فَخْرُ الرِّسَالَةِ فَاطِمٌ
هِيَ كَوْثَرٌ فِي نَسْلِهِ الْمَبْرُورِ

هِيَ مَنْبَعُ الصِّدْقِ الَّذِي دَوَّى عَلَى
مَرِّ الْعُصُورِ وَزَانَ بِالتَّأْطِيرِ

مَلَأَتْ حَيَاةَ الْعَالَمِينَ مَعَارِفًا
تَرْعَى الْعُقُولَ بِحِكْمَةٍ وَضَمِيرِ

إِنْ حَاوَلُوا إِخْفَاءَ مَعْدَنِ فَاطِمٍ
نُورُ الْحَقِيقَةِ مُظْهِرُ الْمَسْتُورِ

هَلْ تَسْتَوِي الظَّلْمَاءُ وَالنُّورُ الَّذِي
مَلَأَ الْفَضَاءَ بِضَوْئِهِ الْمَنْشُورِ

بِنْتُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَخَدِيجَةٍ
أَنْعمْ بِهِمْ مِنْ دُرَّةٍ وَبُدُورِ

وَرِثَتْ شَمَائِلَ أَحْمَدٍ وَكَمَالَهُ
تَشْتَمُّ مِنْ عَبَقِ الْهُدَى لِدُهُورِ

فِي يَوْمِ مِيلَادِ الْبَتُولِ مَلَائِكٌ-
اسْتَبْشَرَتْ وَالْحُورُ فِي تَبْشِيرِ

وَتَزَوَّجَتْ عِنْدَ الْإِلَهِ، وَأَحْمَدُ-
الْمَأْذُونُ فِي تَزْوِيجِهَا بِالنُّورِ

حَازَتْ عَلَى شَرَفِ النُّبُوَّةِ وَالْإِمَامَةِ-
فِي أَبِيهَا الْمُصْطَفَى وَأَمِيرِ

أُمُّ الْأَئِمَّةِ أَسَّسَتْ لِلْعَالَمِينَ-
قَوَاعِدَ الْإِيمَانِ وَالتَّفْكِيرِ

عَرَضَتْ تَعَالِيمَ الْإِلَهِ وَدِينَهُ
فَهْمًا مِنَ الْآيَاتِ وَالدُّسْتُورِ

هَلْ يَا تُرَى وَفَّى يَرَاعِيَ فِي مَدِيحِ-
الْبِضْعَةِ الْحَوْرَاءِ سِتِّ الْحُورِ؟

يَا سَيِّدِي يَا مَنْ إلَيْهِ توَدُّدِي
سَلِّمْ عَلَى بِنْتِ الضُّحَى وَالطُّورِ

وَاقْبَلْ عُبَيْدَكَ عَادِلًا فِي حِلِّهِ
وَرَحَيلِهِ وَبُعَيْدَ يَوْمِ نُشُورِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى