أقلام

رياضة قيادة الدراجة الهوائية والمشي في الأرياف

أمير الصالح

غرد أحد المغردين في تويتر بقوله : لأن أمشي وأتعب أفضل من أن أكون مقعد على عربة يدفعني الآخرون. والقصد من تلكم التغريدة هو الحث على الحفاظ على الصحة وممارسة الرياضة لتجنب التخمة والأمراض والكسل و الاعتماد على الآخرين. كان لي ولبعض الأقارب والزملاء منذ الصغر هواية ركوب الدراجة الهوائية (السيكل) للانطلاق والتنزه. وكنت أحرص عند مصاحبة بعض الٱصدقاء في الحل والترحال على التنزه على أطراف المدن، وعلى الكورنيش، ومناطق الريف الخضراء باستخدام الدراجة الهوائية، إذا تهيأت الظروف لذلك.
وفقت في مصاحبة أخي الأكبر وبعض أبناء الخال في جولة على أطراف إحدى القرى المجاورة لأحد المدن الشهيرة في القارة الأوربية.

قبل عدة أعوام كانت نزهة بحق مميزة، وما نزال جميعًا نشتاق لتجديد عهد بتلك النزهة بين الحين والٱخر. وفي آخر رحلة للريف الأوربي بصحبة أحد الزملاء المقربين، وجد كلانا الفرصة لركوب الدراجة الهوائية والتنزه في أطراف إحدى المدن البلجيكية والهولندية. وكانت رحلة تنزه بحمد الله موفقة، وطقس موفق وتخللتها مشاهدة الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة. وما يميز تلكم المدن هو وجود بنية تحتية رصينة، والتزام بقوانين المرور، ووجود مسارات مخصصة للدراجات الهوائية داخل المدن وبين المدن على كامل أرض تلكم الدول. وجدت الملاحظة نفسها في دول أوربية اخرى.

عدد الصور ومقاطع الفيديو التي التقطناها أثناء كل جولة بالدراجة الهوائية في تلكم المحطات ودون مبالغة لامس تقريبًا مائتي صورة ومقطع فيديو، وشارفت بطاريات الجوال على أن تنفد، والمناظر الجميلة التي نود أن نلتقط صور لها لم تنفد، فسبحان الله خالق كل ذلك الجمال في كوكبنا الصغير. وأثار هذا الأمر في نفسي أهمية الحفاظ على بطارية الهاتف النقال (الجوال) في وضع ممتلئ عند عقد أية جولة مشي أو تنزه بالدراجة الهوائية في بقع جميلة، وعدم التفاعل موقتًا مع رسائل الواتس ٱب التي ترد من القروبات المختلفة، ولاسيما أثناء السفر.
لطفا اقرأ مقال: “بطارية الجوال والسفر “.

من جميل أيام الماضي هو أن الأطفال يومذاك كانوا أكثر شغفًا والتصاقًا بالدراجة الهوائية والانطلاق بها نحو اكتشاف المحيط من حولهم والتنقل بين الحواري والأزقة مشيًا وهرولة. بينما جيل Z أضحى معظمه أكثر التصاقًا بالحواسيب وأجهزة النقال وتطبيقات العالم الرقمي الافتراضي وألعابه.

أتمنى مع انطلاق ثقافة البوليفارد بمخططات المدن الجديدة في وطني الحبيب، أن يؤخذ في الحسبان من قبل المصممين والمخططين ضم وتخصيص مسار خاص للدراجات الهوائية حتى تتهيأ الارضية لممارسة تلكم الهواية، ويستمتع الهواة بممارسة هوايتهم أسوة بما يتم وتم عمله لهواة المشي والجري. وحتما تأصيل ثقافة الرياضات الصحية بين أبناء المجتمع يصب في مصلحة الجميع ، فالمجتمع الصحي يعني أقل فاتورة للدواء وأقل عرضة للأمراض، وأعلى كفاءة في الإنتاج.

ولكون البلاد -بحمد الله- متجهة لتوطين صناعة السياحة بشكل كبير وفي عدة نواح -كما شاهدنا- قفزات في قطاعات سياحية عدة، ومنها الفندقة والترفيه والمسرح والفن والأدب.
وقد يكون من الجيد أيضًا توطين سياحة رياضة الدراجات الهوائية، ولاسيما في نطاق المتنزهات الوطنية الكبرى أسوة بالاهتمام بسباق الماراثون، ورياضة الغوص، وسباق الرالي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى