أقلام

أسعد نفسك

زينب المطاوعة

السعادة مفهوم فضفاض يحمل الكثير من المعاني بالنسبة للبشر مع اختلاف أطباعهم ورغبتهم ونظرتهم للأمور في الحياة.
كل شخص يرى السعادة في جانب من جوانب حياته وتختلف تلك النظرة من شخص إلى آخر؛ فالبعض يرى السعادة في سكينة النفس والقناعة بما يملك من نِعَم في حياته،
والبعض الآخر يراها في المسكن الوفير والذرية الصالحة. وقد يرى الفقير أن السعادة تتمثل في اقتنائه الثروة والمريض يرى أنها في الصحة والسلامة، وقد يرى البعض أن سعادته بالإنجاز والنجاح وبعضهم يراها بالرضا بما يملك مهما كان بسيطاً.

فالفرد نفسه قد تختلف نظرته للحياة وللمؤثرات التي حوله باختلاف أطواره الزمنية وظروفه وأحواله، وفي الوقت الذي يحصل فيه الفرد على ما يلائمه وما يسعى إليه فإنه يعيش بهذا شكلاً من أشكال السعادة بحصوله على ما كان يسعى إليه بالرغم من الصعوبات المختلفة التي قد تواجهه.

ولو أردنا أن نُعرف السعادة بمفهوم عام فهي التي تبدأ من داخل الإنسان نفسه وتعكس له ما يراه في الخارج.
فهي ليست نظريّةً معقّدة ولا حلماً صعب المنال. إنّها داخلك فقط، وفقط عليك البحث عنها جيّداً.

ويوجز علماء النفس مفهوم السعادة على أنها مجموعة من المؤشرات السلوكية التي تدل على توافر حالة من الرضا العام لدى الفرد وسعيه المستمر لتحقيق أهدافه الشخصية في إطار الاحتفاظ بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين.

ولِما للسعادة من أهمية في حياة البشر قررت الأمم المتّحدة اعتماد احتفالية في العالم منذ عام 2013م بما يُعرَف بـ (اليوم الدولي للسعادة) حيث تمَّ تحديده بيوم 20 مارس من كلّ عام يوماً للسعادة، والذي لاقى تجاوباً من قِبَل العديد من الدول، فبلغ عدد الدول التي تحتفل بيوم السعادة اليوم 193 دولة.
ويعود اختيار هذا اليوم “يوماً للسعادة” لأنّه يتزامن مع تساوي الليل والنهار أو ما يُطلق عليه اعتدال مارس إذ تبلغ ساعات النهار فيه 12 ساعة، ومثلها تقريباً لليل.
وغاية هذا الاحتفال هو الاعتراف بأهميّة السعادة والقيمة العالية التي تحملها، والتي يتطلّع إليها جميع الناس في كلّ أنحاء العالم.

هناك أمور كثيرة تجلب السعادة للفرد حين القيام به منها على سبيل المثال لا الحصر:

1/ تذكر إنجازاتك وما قُمت بتحقيقه:
لكي تساهم في تحقيق السعادة النفسيّة لك وتوزيعها على مختلف جوانب حياتك عليك أن تحرص على تذكّر كل الإنجازات المهمة والأشياء الرائعة التي سبق أن حققتها في حياتك لأنّ تذكّر هذه الأشياء الرائعة يُساهم في تحويلك إلى شخص إيجابي ومتفائل بعيداً عن كل ما يُمكن أن يزعجك ويسبب لك الحزن.
2/ استمتع بأبسط الأمور الصغيرة في حياتك اليومية:
لتجعل حياتك سعيدة ومريحة عليك أن تحرص على الاستمتاع بالأمور الصغيرة والجميلة التي تمر في حياتك اليوميّة وأن تسلّط كامل انتباهك إليها. فيُمكنك مثلاً أن تشعر بالسعادة لأنك نجحت في إنجاز أعمالك في الوقت المناسب أو لأنّك أعددت طعاماً مميزاً أسعد عائلتك.
3/ كافئ نفسك وأسعدها بعد أي إنجاز لك:
المكافأة من أفضل أساليب التحفيز على الإطلاق وأكثرها جدوى وفعالية وليس هناك أجمل من أن تكافيء نفسك ولا تنتظر المكافأة من الآخرين، مثلًا بعد إنجازك لمهمة معيّنة، أو تحقيقك لهدف ما بعد جهد طويل كافئ نفسك
فـلهذه المكافأة مفعول السحر عليك للاستمرار في رحلة طموحك وإبداعك وتميزك.. فنفسك تستحق كل جميل.
4/ جرب أن تفعل أمورًا تحبها:
لأنّك أنت المسؤول الأول والأخير عن إسعاد نفسك وبث البهجة في حياتك عليك أن تحرص على فعل الأمور التي تحبها وأن تبتعد عن الأعمال التي تسبب لك الانزعاج والتعاسة، كقيامك مثلاً بزراعة الزهور والنباتات في الحديقة أو إعداد الحلويات اللذيذة أو ممارسة بعض الهوايات التي تبث السعادة في داخلك.
5/ كن متفائلاً مع إشراقة كل صباح:
تلعب الحالة المزاجيّة خلال ساعات الصباح الأولى التي تلي فترة الاستيقاظ دوراً رئيساً في سعادة الإنسان أو حزنهِ، لهذا من الضروري أن تتفاءل مع إشراقة كل صباح وأن تقتنع بفكرة رئيسة هي أن يومك سيكون جميلاً ومفعماً بالسعادة والراحة، وأن تزيل من رأسك كل ما يُمكن أن يُسبب لك الحزن والاكتئاب.
6/ لا تبحث عن المثاليّة بل تقبل نفسك كما هي:
لتصنع سعادتك بنفسك يوميّاً عليك أن تعمل على تقبّل نفسك كما هي وأن لا تبحث عن المثاليّة الزائدة التي تقف كحاجز منيع بينك وبين الشعور بالسعادة، فالمثاليّة لا وجود لها في حياتنا والسعي وراء تحقيقها سيجعلك تشعر بالتعب والحزن في الحياة.
7/ أحط نفسك بالأشخاص السُعداء:
لتشعر بالسعادة المطلقة في حياتك بعيداً عن التعاسة والحزن الشديد الذي يُعكر هناء حياتك ويحرمك من الاستمتاع بها عليك أن تبتعد عن الأشخاص السلبيين الذين يملؤون حياتك بالسلبيّة المزعجة وأن تحرص فقط على إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين يُساهمون في رفع معنوياتك وتعزيزها.

ومضة..
لو كانت السعادة تعني الحياة دون قلق، لكان المجانين هم أسعد الناس.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى