بشائر المجتمع

منابر الجمعة تنعى المربي الحبارة وتشيد بدوره الرسالي

مالك هادي – الاحساء، القطيف، سيهات

نعت منابر الجمعة المربي الفاضل المرحوم الشيخ عيسى الحبارة، الذي وافته المنية فجر يوم الخميس الماضي. ففي الأحساء نعى سماحة السيد عبدالله الموسوي إمام جامع القائم بحي مشرفة الفقيد قائلا: “نعيش حالة ألم لفقد أحد الأبناء الروحيين للزهراء (عليها السلام)، وهو الشيخ عيسى الحبارة، هذا الشيخ المؤمن والمتدين. فقد عرفته منذ أكثر من خمسة وثلاثين سنة، ناصحا للشباب والمؤمنين، وهو ذو أخلاق حميدة”.
وفي جامع فاطمة الزهراء (عليها السلام) ببلدة الجبيل نعاه سماحة الشيخ ناصر العمراني قائلا: “فقدت ساحتنا الأحسائية شخصا عزيزا على قلوب كثير من الناس، فقد استحوذ على حبهم ومشاعرهم ، فصار رمزا من الرموز التي أفاضت على المنطقة لمسات خيرية إحسانية”.
وأكد الشيخ العمراني أنه لا يختلف اثنان على أن شخصية المرحوم شخصية إصلاحية، أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، بحيث تغلغلت إشاداته في جمع الطبقات، على اختلاف مشاربها وتوجهاتها، من خلال الوسطية والاعتدال، التي كان يرسمه كمنهج في دعوته وتبليغه إلى الله”.
وعما تميز به الشيخ الراحل قال العمراني: “استغلت هذه الشخصية التقنيات الحديثة لوسائل التواصل، فأدخل صوته العذب المحبب إلى كل البيوت، فكان مسموعا لدى الصغير والكبير”.
وعن خصاله قال: “تمتعت هذه الشخصية بسمة نكران الذات، فكل من عاشره وحاول الثناء عليه بشكل مباشر يجده لا يأنس بالمديح والإطراء، فعوضه الله التفاعل الكبير من الناس مع رحيله”.

وفي بلدة البطالية تحدث سماحة الشيخ عبدالخالق الحاجي، إمام مسجد الجامع، عن الراحل بأنه كان من الذين أحبهم الله، ورزقه حب الناس، وأن هذه النعمة يغبط عليها الفقيد، فقد أحب الله وأخلص له، فرزقه الله حب الناس.
وأكد الحاجي في كلمة الجمعة بأن المحبة والتسامح وكسب محبة الناس، كانت الرسالة التي حملها الفقيد. فكان يبذل قصارى جهده لنشر المحبة بين الناس، وبين أفراد الأسرة الواحدة، فتحيا علاقاتهم بها، ويعيش أبناء المجتمع في دفء العلاقة الطيبة، حتى أصبح رسول الحب والمحبة في المجتمع.
وعن نهج الشيخ الراحل قال الشيخ الحاجي: “لقد أعاد الشيخ الراحل منهج الشيخ الوائلي في المنبر، فكان نهجه “حدثوا الناس بمحاسن أفعالنا” حتى استمع له من يوافقه ويخالفه، فقد كُرم الشيخ الراحل قبل عدة أشهر في لقاء المصلحين الأسريين، بصفته الناشط الأسري على مستوى التواصل، مع جميع الطوائف بلا تفريق”.

وأشاد السيد محمد رضا السلمان في جامع الإمام الحسين بالحمادية بالراحي قائلا: “كان خطيبا واعيا، وفقده خسارة كبرى، فكان نجاحه أن درس في الحوزة العلمية، وتعمق في البحث الخارج، وهو من تلامذتي الذين أعتز بهم كثيرا، وأعلق ذكراهم وسام شرف، فقد سار الراحل بالمنبر الحسيني الأحسائي مسافة جدية جدا”.

وعبر السيد محمد باقر الهاشم إمام جامع الإمام الهادي ببلدة الجبيل عن رحيل الشيخ الحبارة قائلا: “رحيله خسارة كبرى منيت بها المنطقة، لما يمتاز به هذا العالم العامل، الذي لم يألُ جهدا في القيام بما أنيط به من مسؤوليات دينية واجتماعية”.

وأطلق السيد الهاشم على الفقيد لقب (قراءتي الأحساء) تشبيها بالشيخ محسن قراءتي، الذي عرف عنه بأنه كان ينزل إلى الناس في أمورهم الأسرية والاجتماعية، ويمارس دور التبليغ في المدارس والجامعات والأندية، ويلتقي بالناس في كل مكان. فقال: “لقد كنت أطلق عليه هذا الاسم في حياته، فكان يصد بوجهه الشريف، حينما يمتدح بهذه المدحة، وهو ما يدل على أن عمله الذي يقوم به لله تعالى”.

وفي مدينة سيهات أشاد سماحة الشيخ أحمد سلمان إمام مسجد أهل البيت (عليهم السلام) بالراحل قائلا:
“كانت تجربته تجربة ناجحة، فكان مؤثرا وفاعلا في المجتمع، وكان سبب تميزه ونجاحه -بالإضافة إلى صفاته الشخصية المتميزة- أن جعل لنفسه منبرا آخر في العالم الافتراضي، ومن خلال هذا المنبر وصل إلى شريحة كبيرة من الناس، حتى من غير أبناء المذهب، وأثر فيهم، لذلك ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر رحيله، فقد علم رحمه الله أن على الإنسان أن يواكب ويوصل فكرته بالوسائل الحديثة”.

وفي بلدة تاروت بمحافظة القطيف نعى سماحة الشيخ عبدالكريم الحبيل إمام مسجد الخضر “المربي الحبارة” قائلا: “فقدنا مربيا ومرشدا قد هذب نفسه، وراح يهذب الناس ويربيهم، ويربي الشباب والمؤمنين على الفضائل والأخلاق، والانتصار على النفس، والتخلق بأخلاق رسول الله وأهل البيت، والآداب والسنن، ففقده خسارة كبرى”.

 

لمشاهدة فيديو خطبة الجمعة اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى