أقلام

بستان قصر تاروت تراث الماضي وزهرة المستقبل

أحمد الخرمدي 

مبادرة ” بستان قصر تاروت ” في نسختها الثالثة (3) تميزت ومنذ الساعات الأولى للافتتاح، بالحضور الرائع للعوائل وأطفالهم، والتواجد المميز من رجال الأعمال والأدب والتراث وكبار الشخصيات المجتمعية من الرجال والنساء، كما إن المبادرة تشهد هذا العام فعاليات متنوعة، مثل: أركان للأسر المنتجة والحرفية المختلفة، وأركان الفن، والأركان الصحية، والفرقة الشعبية، والفكلور للمسحراتي، وزفة المعرس، وغيرها الكثير.

تنطلق مبادرة بستان قصر تاروت سنويًا من موقع ” قلعة تاروت ” التي تشهد تاريخًا يحاكي تراث الأجداد، حيث تبقى قلعة جزيرة تاروت الأجمل جوهرة تحمل في القلوب ذكريات راسخة لماضِ موغل منذ القدم.

قلعة جزيرة تاروت، أثرها في النفس باق، وشعور لا ينطفئ نوره، وحنين يتولد، نسترجع من خلاله ذكريات ماضً يحمل بين جدرانه كنوز كثيرة فقدناها، منها -على سبيل المثال- بعض البيوت الأثرية بالديرة، وعين العودة المطلة من أسفل القلعة ذات الأبراج الجميلة، وعين تسمى بالعوينة كانت تحضى برمي سلات الدوخلة للأطفال ممثلة الموروث الشعبي، وكذلك عين تسمى الحلقوم، وتلك الممرات أو المسقيات المائية التي تغدي نخيل الجزيرة، وبساتين الجزيرة بأكملها والتي كان عددها يبلغ المئات حين ذاك.

قلعة تاروت، تزداد عشقًا يومًا بعد يوم، زوارها تكتمل الصورة لديهم عن ماضيها وحاضرها، ويتعايشون مع الأمل الواعد المشرق والمزدهر لمستقبلها بفضل الاهتمام والرعاية الشاملة من الدولة حفظها الله، كل الأهالي والزوار تشتاق قلوبهم لسماع ما هو موعود لجزيرة تاروت، ويكونون في سعادة ورفاه عندما يشاهدون تراثها القديم من قلاع وأبراج ومواقع أثرية متعددة، والتي أكد تاريخيًا ارتباطها بالحضارات القديمة، كالسومرية والأكادية، والآشورية، والفينيقية، والهيلانية والبرتغالية وغيرها، وما تزال آثارها في حيرة وغموض الباحثين والمؤرخين، تلك الموروثات التي لا تقدر بثمن وأثبتت الشواهد أنها الأقدم.

المبادرة للسنة الثالثة ” مبادرة بستان قصر تاروت ” للفترة من 11 حتى 18 رمضان 1445 الموافق 21 حتى 28 مارس 2024 والتي ما تزال تحتفظ بجمالها كعروس بنقش حناها الوردي الزاهر، ولؤلؤة بنورها الفضي الساحر، تقام في ليالِ عشق رحمانية رمضانية مباركة في شهر الخير، شهر رمضان الكريم، فالتنظيم الرائع والإشراف المميز، من جمعية تاروت الخيرية الموقرة، الجهة القائمة على هذه المبادرة، برعاية ومشاركات رسمية وأهلية للعطاء.

مبادرة بستان قصر تاروت وبثوبها الجديد هذه العام تميزت بجولات المسار السياحي حول القلعة والديرة ذات البيوت الأثرية القديمة، والمتاحف والمطاعم الشعبية، واستقبلك زوارًا من جميع مناطق المملكة ودول الخليج، والفضل يعود للكوادر الفتية الشابة التي قامت المبادرة على سواعدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى