أقلام

يوم الأم ويوم الماء العالمي

أمير الصالح

في يوم ٢٢ مارس حضرت عبر أحد التطبيقات الرقمية ندوة عالمية مخصصة للمياه بمناسبة يوم الماء العالمي التي نظمتها إحدى مؤسسات الأمم المتحدة (الفاو). فكانت المشاركات والمداخلات في تلك الندوة قيمة وتحث على أهمية التعامل الجاد في قضية الثروة المائية الصالحة للشرب. وتعرضت لبعض الأزمات العالمية الحالية بسبب شح المياه. وعرض البعض عدة احصاءات رقمية عن الماء لكونه عنصراً حاضراً غائباً. فمع وجود ٧٠ ٪؜ ماء تكسو سطح الكرة الأرضية، إلا أنه ٩٢٪؜ منه ماء مالح، و ٢٪؜ محتجز على شكل جليد، و ١٪؜ فقط من ذلك الغلاف المائي هو ما يمكن تسميته ماءً صالحاً للشرب يجري في الأنهر ويحمل في السحب ويخزن في المياه الجوفية. ولك أن تتخيل أن هذا النزر القليل من الماء الصالح للشرب تتعارك عليه معظم سكان البشرية في الاستخدام الزراعي والمنزلي والصحي والصناعي.

كانت معظم تعليقات أبناء الوطن العربي على هاشتاق#اليوم_العالمي للمياه مستشهدة بالآية القرآنية الكريمة “وجعلنا من الماء كل شي حي”. وكان البعض يتقلد شعار “حافظ على الماء لتحافظ على الحياة ”

قبل ذلك الحدث بيوم واحد، أي في يوم ٢١ مارس، احتفلت كما احتفل معظم سكان الأرض بيوم الأم العالمي. وكانت معظم تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي ” انستجرام ، واتس اب ،فيس بوك ، تويتر … إلخ ” تعج بصور وكتابات وأشعار وأناشيد تُكرّم وتمجّد الأمهات. ولعل أكبر مستفيد من تلك المناسبة في بعض بقاع العالم هم تجار المجوهرات والعطور والكعك بسبب تحفيز زيادة المبيعات. إن معظم الأدباء يُشبهون الأم بالوطن الدافئ. وقليل منهم يشبهون الأم بأصل الحياة. إلا أنني شخصياً أشبه الأم الصالحة والحنونة بالماء النقي الزلال الذي يروي شجرة وجودنا بالحياة السوية ويورق أيامنا بالسعادة والاخضرار، ويطيل أغصان الشعور بالأمان ويجذر مبادئ الحق والقيم السليمة في نفوسنا، ويمهد لتكوين نباتات الأسر الصالحة. وشخصياً أتقلد شعار “حافظ على مشاعر الأم لتحافظ على الحياة “.

ولكوني لم أعقد دراسة ميدانية ولم أجد دراسة أكاديمية تتحدث عن نسبة الأمهات الصالحات والآباء الصالحين في الوجود البشري الراهن أو السابق. ولن أستخدم حسابات الإسقاط أوالتخريص أو قاعدة القياس أو عقد مقارنة مع نسب الماء العذب إلى المالح في تصنيف البشر. وبعيداً عن ترهات النرجسية الاجتماعية فإنني أُحسن الظن في جميع المجتمعات الإنسانية وأتمنى أن لا نرى أو لا نسمع عبر وكالات الأنباء إلا الأخبار الجميلة في قادم الأيام ولا سيما في يوم الأم العالمي من كل عام. فتلكم الأخبار السعيدة هي الترجمان الناطق لحسن البر بالوالدين من خلال سلوك أبنائهم في التصرف واللباقة والذوق والكتابات والأفعال. وأخيراً شكراً لكل الأبناء ممن ساهم ويساهم في حسن البر بوالديه، ولا سيما لوالدته في الواقع وليس في المواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى