بشائر المجتمع

(بنات الحسين) مضيف صغير بفيوضات كبيره

فاطمة المحمد علي – الدمام

(خادم الإمام الحسين) لقب يتسابق الملايين للتشرف به، وهو يدفع المحب الموالي للمساهمة في مختلف المجالس والمواكب العاشورائيَّة، أحياءً للشعائر الحسينية، ونشراً لرسالة الإمام الحسين عليه السلام.

وهذا ماانعكس في مضيف (بنات الحسين)، الذي تأسس هذا العام في أول ليلة من ليالي محرم الحرام ١٤٤١ هـ، بمنزل الحاج جواد المحمد علي، في حي الكوثر بـ الدمام.

وانطلقت فكرة المضيف بإعداد الأطعمة، وتوزيعها على عدد من المآتم والمجالس، ولا سيما المجالس محدودة الدخل، وتم فتح المجال للمتطوعات بـ الإعلان عبر قروبات الوتساب.

وشارك عدد كبير من المواليات، طمعا في شرف الخدمة الحسينية، بينهن شابات لم يسبق لهن التطوع بالخدمة. والبعض لبين الدعوة ورجعن للخدمة بعد انقطاع.

ابتدأ المضيف بـ أطباق بسيطة، عبارة عن (لفائف ساندويشات)، وكبر المضيف يوماً بعد يوم. وانهالت فيوضات أبي عبدالله عليه السلام، فتحول المضيف الصغير الذي كان يطعم ١٠٠ شخص إلى إعداد الذبائح وأصناف الأطباق الكثيرة. ففي ليلة العاشر من محرم وزع المضيف أكثر من ٨٠٠ صحن من (المچبوس الحساوي).

وفي مقابلة لبشائر مع بعض كادرات مضيف (بنات الحسين) قالت صاحبة فكرة المضيف منى عبد الغني: “شاركت بدور محدود في مجلس حسيني، لكن كنت أشعر بوجود طاقة كبيرة بداخلي، ففكرت بخدمة أؤسسها بنفسي، وهي توزيع البركة (للمستمعة) ولو كانت بسيطة، وانبهرت بتطور الفكرة وحجم العمل”.

ووجهت نصيحة إلى الشباب قائلة: “أي فكرة في بالكم على طول بدأوا فيها بلا تردد، وغضوا النظر عن العوائق المادية والنفسية وأي عراقيل تواجهكم وبالذات في خدمة أهل البيت عليهم السلام، هم بيتكفلون بحلها”.

وتابعت: “خدمة الحسين عليه السلام كل ما سعيت وبذلت لها أكثر تحسسك بالرضا أكثر”.

وفي حوار مع الطباخة (نرجس فاضل) وهي أول من بادر بـ طهي وإعداد بركة المضيف قالت: “خدمت لعدة سنوات في أحد المجالس، وكنت أقف (حارسة أمن)، ولكن حلمي الأكبر كان أن أطهو بركة بـ اسم الحسين عليه السلام (بجدر كبير) وأطعم الطعام في حبه، والحمد لله بتوفيقه أضحى الخيال واقعاً”.

وفي سؤال خادمات المضيف اللاتي لم يسبق لهن الخدمة: “كيف كانت تجربتك الأولى في خدمة أبي عبدالله الحسين؟”.

أجابت الكادر فاطمة النمر قائلة: “فهمت ذلك الشعور الذي يشعر به خادم الحسين عليه السلام. فـ بعد أن خضت هذه التجربة (أدمنتها)، وسبحان الله خدمة الحسين هي (الخدمة الوحيدة التي ترفع الإنسان)”.

وتابعتها بنفس المشاعر الكادر خديجة المتمدن قائله: “أتيت عابرة زائرة لأصحاب المنزل، ووجدتهم حال اشتطاط لتجهيز البركة، فـ أعنتهم، وشعرت بعدها بلذة ونشاط لم يسبق أن شعرت به، فلازمتهم في الخدمة كل يوم، وأصبح ليومي قيمة وطعم مختلف”.

وأوضحت الكادر رباب قمر قائلة: “الخدمه توفيق واختيار، وقد لا تحتاج حتى لتخطيط مسبق، ففي نهاية كل عاشوراء ندعو أن لا تنقطع الخدمة، ولا نعلم هل سنعود وعلى أية حال! الحمد لله وُفقنا لخدمة مختلفة عن السنوات الماضية، في مضيف نسائي اسمه يحمل أكبر شرف (بنات الحسين)عليه السلام.

وعبّرت أم علي المنصور صاحبة بوابة العنود، والمساهمة في المضيف قائلة: “فتيات مضيف (بنات الحسين) هن غرس حسيني أنبته الله نباتا حسناً، وسقاهم من نهر الكوثر بيدي العباس، ومسحت عليهم الزهراء، فأنظموا لركب سيد الشهداء، ونذروا أنفسهم ووقتهم في الخدمة الحسينية، في مشروع جديد تحت شعار (بنات الحسين)، راجين الموفقية والسداد و ثبات الأقدام من الإمام الحسين و آل رسول الله.

وفي حوار خاص مع حرم الحاج جواد المحمد علي،
(أم محمد) والتي فقدت ابنها محمد قبل شهرين في ذي القعدة الماضي، قالت: “هذا المضيف الذي أقيم في منزلي ووجود خادمات الحسين، أشعر أنها مواساة من سيدتي فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولاتي زينب عليها السلام، وأشعر بوجودهن وقربهن مني، وأنا سعيدة لأنني قمت بتثويب هذا العمل وأهديته لابني المرحوم محمد، ولا جعله الله آخر العهد منا للخدمة، والحمد لله رب العالمين”.

الجدير بالذكر أن منزل الحاج جواد المحمد علي
أنشأ مضيفاً بـ اسم (شباب الحسين) عام ١٤٣٩ هـ، وكان مشروعاً شبابياً أسسه المرحوم محمد جواد المحمد علي، واستمر ٣ سنوات على التوالي، وكبر المضيف وانتقل إلى مزرعة العبدالعزيز، وما أن انتقل مضيف (شباب الحسين)، حتى فتح الحاج جواد منزله مجدداً لاستقبال (بنات الحسين) عليه السلام.

ويهدى ثواب هذين المضيفين (شباب الحسين) و (بنات الحسين) عليه السلام إلى أرواح المؤمنين والمؤمنات، ولا سيما المرحوم الشاب محمد جواد المحمد علي، وزكريا معتوق المحمد علي، والمرحوم الشاب أبو طالب المحمد علي، والمرحومة الشابة مريم منير المحمد علي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى