أقلام

لماذا تعليم القطيف في المقدمة؟

طالب المطاوعة

تكامل أدوار و وحدة هدف

من يراجع الإحصائيات والأعداد لاختبارات قياس للسنوات الماضية، يجد تقدم وتفوق تعليم أبناء الشرقية بالعموم وأهالي القطيف بالخصوص.

والسؤال الذي ينقدح بكل بساطة وسهولة لماذا!!! ؟

من خلال الرصد والمتابعة والتأمل ومحاولة القراءة الدقيقة والمعمقة لسنوات عدة، إما من حيث الأرقام أو من حيث الاستقراء والانطباعات والمتابعة.

بلا أدنى شك لو أخذ الأمر بمقياس الذكاء سنجد هناك تشابه وتقارب بين طلاب القطيف وباقي وطلاب المحافظات، وكذا بينهم وبين أترابهم وأخوانهم وأحبابهم في أرجاء الوطن.

ومع ذلك نجد الفرق واضحاً والتمايز قائماً وبائناً من خلال الإحصائيات والرصد لما يعلن عنه من مركز قياس. فلماذا؟

بتحليل بسيط سأورد ما أتصوره أهم الأسباب الأساسية.

لو أخذنا بداية المستوى المعيشي والوظيفي:
سنجد الحالة العامة للناس من ذوي الدخل المحدود(موظفين شركات ودوائر حكومية وقطاعات أهلية وخاصة)، والبعض الآخر منهم سلك التجارة، إلا أننا لو عملنا إحصاء وفرز حسب الأرقام المالية والأرصدة الكبيرة، قد لا يختلفون عن غيرهم من تجار المحافظات الأخرى.
وعليه فيستبعد أن يكون للمال الأثر الجوهري في التفوق العلمي.

أما من حيث عدد الموظفين فهناك نسبة كبيرة من أهالي المحافظة موظفين بشركة أرامكو وبعضهم في شركات سابك وباقي القطاعات الأهلية والدوائر الرسمية وغيرها.

ولا شك ولا إشكال أن منسوب التعلم والوعي له علاقة مباشرة بمستوى تلك الشركات ومقدار اهتمامها بالتعليم.

ثانيا: من حيث الأنشطة والفعاليات والبرامج، فهي تزخر وتموج كموج بحرها بهذا الأهتمام بما أنعكس على مستوى تفكيرهم واهتمامهم وثقافتهم.

ثالثا: من حيث أهتمام مكتب تعليم المحافظة، فالكل يعلم أن المكتب من انشط المكاتب على مستوى المملكة والإحصائيات تبيّن وتثبت ذلك.

رابعا: على مستوى قادة المدارس والمعلمين والمرشدين،
فلا شك ولا ريب أن مستوى تعليمهم و فهمهم و وعيهم و ثقافتهم وأرثهم التاريخي والحضاري المتراكم له أثر بارز ومهم أنعكس من حيث العمل الدؤوب والجهد المتواصل والأنشطة المتعددة والبرامج الكثيرة على مستوى الطلاب وتفوقهم.

خامسا: الوعظ والإرشاد الديني والاجتماعي والثقافي، وذلك واضح وبيّن من خلال ما يطرح على أعواد المنابر من حث وإرشاد وتوجيه مستمر، و كذا ما يقدم في المحافل والمهرجانات واللقاءات والحوارات المتعددة وحلقات التدريس والتعليم والجمعيات والأندية واللجان الكثيرة والمتنوعة وأعداد المتطوعين فيها وتخصصاتهم.

سادسا: قلة الخيارات وندرة الفرص جعلتهم يهتمون بالتعليم كفرصة وخيار متاح أكثر من غيره، وتشجع عليه الدولة من خلال وزارة التعليم بكل قوة، بما يجعل الخيارات لهم أكثر وأفسح لمن يحقق معدلات أعلى.

سابعا: النضج والرشد والأهتمام بالتعليم عند الوالدين و الأسر في حد ذاته وكذا الطلاب/ات بما يحمله من وعي وإدراك وفهم، وأنه السلاح الأقوى الذي أثبت جدواه و جدارته، وذلك من خلال الشهادات العلمية والتخصصية، مضافا لها الخبرات والمهارات والإنجازات بمسؤلية وأتقان، بما يجعل مدراء الشركات يركزون عليهم ويستقطبونهم.

ثامنا: التقارير والتغطيات الإعلامية المصورة التي تصاحب كل تلك الأحداث، بما خلق روح للمنافسة الشديدة.
وذلك يظهر بأحد إضاءاته في جائزة القطيف للإنجاز.

تاسعا: برنامجي مستقبلي وإكسبلورر(سفراء الوطن) في القطيف وسيهات ونواحيها.
أعتقد وأظن أن لهما الدور الأكبر والأهم والأبرز، وقد يكون ذلك خافيا على الكثير منا، إذ عملا من خلال برنامج الأبتعاث وحضورهم السنوي في (ملتقى ومؤتمر التخصصات و الجامعات بالرياض) وما قدمه من فرص جميلة وكبيرة جعلت الكثير منهم يحصل على شهادات البكالريوس والماجستير والدكتوراه.

ولا ينكره إلا مكابر أو غير مطلع على الأعداد والبرامج والأنشطة التي قاموا بها.

وقد يقول قائل لكن هذا الخيار(ملتقى ومؤتمر الجامعات) متاح للجميع بكل المحافظات والكل يحضره ويستفيد منه.
نعم إنه متاح للجميع لكن هناك مراكز اجتماعية وأناس ولجان عمل اجتماعي وجمعيات قرأت البرنامج بوعي وعمق وعملت عليه ليلا ونهارا من عام 2005 إلى عامنا هذا 2020
فرأيناهم أفواجا كالسرب يحجون للعلم.
فوظفوه بقوة لتحفيز الطلاب/ات على التفوق وسهلت عليهم الكثير الكثير من التعريف بالتخصصات والجامعات واشتراطات التسجيل والقبول وقدمت لهم ورش إعداد السيرة الذاتية والمقابلات، فكان لدورهم الأثر البارز والبالغ والكبير والمهم جدا جدا.

ويسندهم بنفس المجال والأهتمام (شباب الكون لبعض السنوات و بداية حلم لهذه السنة وملتقى التخصصات بصفوى لعدة سنوات) .

وسأقولها للتاريخ وبملء الفم وبلا تردد، واعترافاً بجهود أولئك الذين أعطوا وقدموا لنا ولأبنائنا كل جميل، أن برنامجي مستقبلي في القطيف من جهة وإكسبلورر في سيهات ونواحيها من جهة أخرى، وأفاق المستقبل بالأحساء (الداعم والمساند لتلك الجهود والمرجع الحقيقي للجميع، والموجه والمرشد بداخل ملتقى الجامعات وخارجه محليا ودوليا)، ومن هم على شاكلتهم من برامج مشابهة، والجهات المتعاونة والمشاركة كالكلية التقنية بصالاتها و معظم المدارس إن لم نقل كلها باتت مسارحها مسرحاً علمياً للتفوق، وكذا صالات النوادي والكورنيش وقاعات الأفراح و أصحاب المجالس بمجالسهم كمجلس الرضا والسيدة خديجة، كانوا من أهم الجهات المتصدية لبرنامج التفوق العلمي.

فقد كانوا يعملون طوال تلك السنوات وبكل جد واجتهاد وقدرة وحنكة وفطنة. ورش ودورات ولقاءات ومحافل مكثفة وعميقة، واستهدفوا المئات المئات من الطلاب والطالبات. واستقطبوا لهم الكفاءات العلمية والتخصصية والخبروية من الجامعات والكليات والمعاهد ورجال الأعمال وغيرهم الكثير الكثير من كل الجهات.

وكانوا مطلعين على الواقع العلمي الحقيقي ويلمسون مستوى الفرق السنوي على مستوى الطلاب وتحصيلهم العلمي وتفوقهم وتفاعلهم وانطباعاتهم وردود فعل أهاليهم، وازدياد تلك الأعداد كما وكيفا عاما بعد عام، تفوقا و تفاعلا وحماسا وتنافسا” وهذا هو بيت القصيد “.

فمن الطلاب/ات الذين استهدفوهم كانوا أكثر الحاصلين على جوائز مسابقات الألمبياد على مستوى الدولة والمسابقات الدولية.

يضاف إلى ذلك برنامج موهبة الجميل والرائع والمكثف والدقيق، والمراكز التي أنشئت تحت إشرافه واهتمامه ومتابعته.
وإن كان مركز موهبة متاح للجميع، لكن كان هناك اهتمام وتركيز للاستفادة منه في تحفيز وشحذ الهمم.
ويلحق بهم مراكز ومعاهد تعليم اللغة الإنجليزية في الصيف داخل وخارج الدولة، وكذا الدورات المكثفة لاختبارات القدرات المتعددة والمتنوعة. وخصوصا برامج التكريم العائلية أو على مستوى البلدة.

ولا ننس مسابقات الخوارزمي الصغير وما حققه من إنجاز جميل، لم تحصد ثماره بعد.

نتيجة:
بتنا نشعر أن القطيف كلها باتت جامعة للتفوق العلمي

الخلاصة:
أنّ الحراك العلمي والثقافي والاجتماعي والديني له أثر بالغ و واضح ومهم، وينطبع أثره ولو بعد حين على أبنائنا وبناتنا مهما كانت الظروف والصعاب، وأنّ هذا التفوق هو حصيلة طبيعية لما بذل وعمل من جهد ومعاناة.

رؤية:
وكم هو جميل وجميل أن تنتشر أو تعمم التجربة في باقي مناطق ومحافظات المملكة ليزداد الحماس والفوز في باقي المناطق، والأجمل منه أن تتبادل كل المحافظات منجزاتها العلمية والتراثية والفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها.
” وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”.

فكلنا أبناء هذا البلد المعطاء ونجاح أي جزء منه هو نجاح وفخر واعتزاز للجميع.

نسأله تعالى وبمناسبة العيد الوطني 90 أن نرى تسعين إنجازا عالميا يخرج على يد أبناء وطننا الكبير.

إثراء:
كم هو جميل أن يعمل مهرجان متحرك ولو إلكتروني ينقل التراث والثراء العلمي لكل المناطق والمحافظات فيما بينها و البين الآخر.

عذر:
ليسمح لي الأخوة والأحبة من قادة/ات المدارس بالقطيف وكذا مدارس الظهران و مدارس الأحساء أني لم أذكرهم ولم أسميهم، لأن ذلك سيوقعني في حرج النسيان والغفلة، والحمد لله أسماؤهم منشورة ومعروفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى