أقلام

توجيه الأبناء وإرشادهم أساس تربوي مهم

جواد المعراج

مسؤولية تربية الأبناء مشتركة بين الأم والأب، ومن واجب الوالدين، الحرص على تقديم التوجيه والإرشاد الصحيح والكامل للابن، وعدم إهماله خصوصًا إذا كان الابن قاصرًا ولم يبلغ سن الرشد والنضج بعد.

ويكون التوجيه حين يقوم المربي بإرشاد الابن بالسلوكيات الإيجابية، والابتعاد عن السلوكيات السلبية الخاطئة. وكما نعرفه نحن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وهو أصل تربوي مهم جدًا أمر به الله عزوجل في كتابه الكريم وأمرنا به رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ يعدُ واجب من واجبات المجتمع الإسلامي ولايقتصر على الأسرة فقط، وله ثمراتٌ وأثار كثيرة تنعكس على الابن والمجتمع الإسلامي.

بدايةً علينا معرفة أن الإرشاد والنصيحة يقتضي أمورًا مشتركة بين الوالدين منها: النضج، تناسب الأفكار، التفاهم والتعاون، فليس من الجيد أن يكون هناك اختلافًا شاسعًا بين الأفكار والمعتقدات التي يملكها الأب والأم، مما يؤدي إلى تحيز الابن إلى النصيحة، وليس من الجيد أيضًا أن فردًا واحدًا سواء كان الأم أو الأب أن يساهم في تربية وتوجيه الابن، ففي النهاية ستخلق فجوةً بين الأبناء والوالدين وسيصعب تقبل واستماع النصيحة.

من هنا نتعلم أن النصيحة يجب أن تترافق مع إيصال الرسالة بشكل واعٍ وحذر، باستخدام أساليب الإقناع الجيدة، وأن تكون خالية من أي ردة فعل عنيفة أو غير منسجمة مع التفكير الإيجابي من قبل الوالدين.

فمن الممكن أن ينتج من سوء التفاهم واستخدام أساليب الهجوم والتسلط تأثيرًا سلبيًا على تقبل الابن للنصيحة، بل وتخرجه عن سيطرة الوالدين، فيقوم مباشرةً بتجاهل التوجيهات والاستمرار بالسلوكيات السلبية، والتمرد على المجتمع وقوانين، وهذا ما يؤثر على شخصية الابن وصلابته، ويقلل من قدرته على أن يكون مربيًا نافعًا للأجيال الجديدة والمجتمع.

وإضافة لذلك أحب أن أشير بأنه من المهم تثقيف الوالدين، وخصوصًا المسؤولين عن تنشئة الأجيال الجديدة، بأهمية التوجيه الصحيح والسليم.

ومن المحزن للغاية أن يشهد المجتمع حاليًا تراجعًا في دور الأسرة في عملية توجيه الأبناء، ولأننا نعيش الآن في زمنٍ مختلف عما كان يعيش فيه أجدادنا، فهذا لا يعني أن الأساسيات التربوية هذه لايستحق ذكرها، ولا يجب القيام بها، بل ماتزال مهمة، بل وأكثر أهمية في عصرنا الحالي.

في نهاية الأمر نحن دائمًا نسعى لإيجاد الحلول والوسائل المختلفة في التغلب على مثل هذه المشاكل، متفقين تمامًا على أنه أمر ذو مسؤولية كبيرة ويحتاج إلى الصبر، واستمرار وتعاون وتكاتف من قبل الشباب الخيرين، والآباء الطيبين والأمهات الطيبات، ولا ننسى دور التنمية والتطوير والتثقيف للذات وللمجتمع.

فعلينا أن نسعى لتنمية مهارة الحوار والنقاش الهادئ الفعال، بعيدًا عن الميل للعصبية وفرض الرأي؛ لتجنب الأضرار والخلافات المسببة لتحطيم التماسك الاجتماعي والأسري.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى