أقلام

ماذا عسى أن تخبرك فصيلة دمك عن صحتك

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

راجعه الدكتور منير حسن البقشي، استشاري الأطفال والدم والأورام، مستشفى المانع العام، الأحساء

استشاري أمراض الدم وبرفسور الطب في كلية الطب بجامعة تافتس Tufts يشاركنا بما نعرفه وما لا نعرفه عن مدى تأثير فصيلة الدم في احتمال الإصابة بأمراض معينة

لا يفكر معظم الناس في فصيلة دمهم إلا إذا كانوا بحاجة إلى عمل عملية جراحية أويخططون للتبرع بالدم. ولكن يمكننا أن نعرف عن فصيلة دمنا بنحو أكثر من مجرد ما إذاكان بإمكاننا قبول نقل دم الينا من متبرع بأمان أم لا. باستخدام نتائج مسح استقصائي كبير أجري على مستوى السكان، وجد باحثون أن فصائل دم معينة لها علاقة باحتمالات كبيرة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأنواع معينة من السرطانات، كما يقول استشاري أمراض الدم ريموند كومينزو Raymond Comenzo، برفسور في كلية الطب بجامعة تافتس والمدير الطبي لبنك الدم. ومختبر طب نقل الدم في مركز تافتس الطبي.

“هذا النوع من البحث لا يمكن أن يستخدم لتوجيه اتخاذ قرارات سريرية تخص مريضًا معينًا”. “لكن بالتأكيد هذه العلاقة بين فصيلة الدم وبين الإصابة بأمراض معينة يمكن أن توفر سبلًا لمزيد من الأبحاث لفهم هذه الأمراض بصورة أفضل ومدى احتمالات اصابة مختلف فئات سكانية بها”، كما يقول كومينزو.

هناك أربعة فصائل دم رئيسة : A و B و AB و O. تعتمد فصيلة دم الشخص على مستضدات معينة(1)، والمستضدات هي جزيئات تحفز الاستجابة المناعي(2)، والموجودة خارج خلايا الدم الحمراء. شخص فصيلة دمه B، على سبيل المثال، لديه مستضدات B على خلايا الدم الحمراء. هذا يعني أن جسمه ستعتبر مستضدات B الأخرى على أنها مستضدات آمنة ولن تهاجمها. ولكن لو واجه جسمه مستضدات A من دم منقول له من شخص آخر، على سبيل المثال، فسيحاول جسمه تدمير تلك الخلايا على الفور كما لو كانت عدوى. الذين لديهم فصيلة دم AB لابد أن تكون لديهم مستضدات A ومستضدات B، والأشخاص الذين لديهم فصيلة دم O ليس لديهم لا مستضدات A ولا مستضدات B.

فصائل الدم هي فصائل وراثية. جاءت من التباينات في جين واحد في أجسامنا يُقال له جين ABO وهذه الفصائل ثابتة لا يمكننا تغييرها. لكن معرفة مدى أثرها في احتمال الاصابة بأمراض مختلفة يمكن أن تحسِّن من فهمنا لظهور مشكلات صحية مختلفة لدى الناس ولماذا تظهر.

السرطانات. تبين الأبحاث أن الذين لديهم فصيلة دم A هم أكثر عرضة للإصابة بسرطانات معينة في المعدة. يقول كومينزو إن الالتهابات البكتيرية من جرثومة المعدة (وتعرف بـ بالكتيريا الملوية البوابية(2)) تعتبر أكثر شيوعًا في المرضى الذين لديهم دم من فصيلة A، وهذه العدوى قد تسبب قرحة في المعدة والتهابات وأحيانًا تؤدي إلى الاصابة بالسرطان. قد ترتبط أيضًا بمعدلات عالية من الاصابة بسرطان البنكرياس في فصائل الدم A و B و AB.

قد تؤثر فصائل الدم الثلاث هذه في احتمال الإصابة بسرطانات أخرى أيضًا. “بالنسبة للمرضى الذين لديهم فصائل دم A أو B أو AB، قد يلعب جين ABO(3) أيضًا دورًا في زيادة احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وخاصة سرطانات الرئة والثدي والقولون والمستقيم وعنق الرحم،” كما يقول كومينزو. لكن الباحثين ما زالوا غير متأكدين بالضبط من مدى ارتباط فصائل الدم بالاصابة بهذه الأمراض.

أمراض القلب. وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، ترتبط فصائل الدم A و B و AB باحتمال الإصابة بالنوبات القلبية بسبب مرض الشريان التاجي أكثر من ارتباطها بفصيلة الدم O. على وجه الخصوص، يبدو أن الذين لديهم فصيلة دم AB هم أكثر عرضة لاحتمال الاصابة. رُبطت فصائل الدم هذه أيضًا بمعدلات عالية من اضطرابات تخثر الدم(5)، والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بفصائل الدم هذه.

السكتة الدماغية. وجدت دراسة(6) حديثة أن احتمال اصابة الذين لديهم فصيلة دم A بسكتة دماغية قبل بلوغهم سن الـ 60 عامًا أكثر قليلًا من احتمال اصابة الذين لديهم فصيلة الدم O. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتعرف على السبب المحتمل لهذه العلاقة، لكن الباحثين يشيرون الى أن السبب له علاقة بمدى مساهمة فصائل الدم المختلفة في عوامل تخثر الدم.

البعوض والملاريا. في التجارب المخبرية، يبدو أن البعوض يفضل أن يتغذى على دم الناس من فصيلة O، على الرغم من أن عوامل وراثية أخرى تلعب دورًا أيضًا في هذه الظاهرة. لحسن الحظ، فإن فصيلة الدم O تساعد في حماية الناس من أشد أعراض الملاريا حدةً، يُعرف الملاريا بأنه مرض ينقله البعوض الى الناس.

كوفيد -19. في دراسة كبيرة أجريت على مرضى من أوروبا، نتائج التحليل أشارت إلى أن المرضى من فصيلة الدم O كانوا أقل احتمالًا للوفاة من الإصابة بـ كوفيد-19.

“بالطبع، جصلنا على هذه المعطيات قبل أن يكون لدينا لقاحات ضد كوفيد-19،” يقول كومينزو. “وهذا لا يعني وجود احتمال وفاة مريض بعينه، لأن الاحتمال النسبي للوفاة بسيط جدًا.”

معرفة كيف تساهم فصائل الدم المختلفة في هذه الاحتمالات قد تساعد في تحسين كيف نتعرف على الأمراض المختلفة ونشخصها ونعمل على إدارتها على المستوى السكاني. لكن على المستوى الفردي، لا ينبغي أن يبدأ الناس بالقلق كثيرًا بشأن مستويات المخاطر الخاصة المتعلقة بفصيلة دمهم، كما يقول كومينزو. العديد من هذه الاختلافات في مستوى المخاطر بسيطة جدًا، وعلى المرضى القلقين بشأن صحتهم التركيز على عوامل الخطر التي يمكنهم التحكم فيها.

يقول كومينزو: “هناك الكثير من الوسائل التي يمكن للأشخاص الذين لديهم فصائل الدم هذه أن يقللوا من مخاطرها”. “وهذه تأتي بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي وعدم التدخين واجراء تغييرات مماثلة في نمط الحياة.”

مصادر من داخل وخارج النص
1- https://ar.wikipedia.org/wiki/مولد_الضد

2- https://altibbi.com/مصطلحات-طبية/ارجية-حساسية/استجابة-مناعية

3- https://ar.wikipedia.org/wiki/أليل_(وراثة)

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/ملوية_بوابية

5- https://www.msdmanuals.com/ar/home/اضطراباتُ-الدَّم/النزفُ-النَّاجم-عن-اضطرابات-التخثُّر/لمحةٌ-عن-اضطرابات-تخثُّر-الدم

6-https://n.neurology.org/content/99/16/e1738

المصدر الرئيس
https://medicine.tufts.edu/news-events/news/what-your-blood-type-can-tell-you-about-your-health

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى