بشائر المجتمع

ما هو المأمول من جمهور المنبر الفكري؟

بشائر: الدمام

يحتفي المجتمع خلال موسم عاشوراء بالمنبر الفكري بشكل واضح ولافت بتكثيف الحضور للاستفادة مما يقدمه كوكبة العلماء النابهين في الحوزة العلمية من خلال المنبر الحسيني على مستوى المضمون والأسلوب. ولكن هذا التفاعل الآني لا يغير واقع المجتمع ما لم يتبعه تمثل للفكر، ومعايشة معه، والعمل على إشاعته وإبرازه.

تحدث لصحيفة بشائر نخبة من الناشطين الاجتماعيين حول أهمية التفاعل المثمر مع المنبر الفكري، وتقدم الأديب جاسم المشرف بدعوة الجمهور قائلا: “كما عمل هؤلاء الخطباء بكل طاقتهم لتقديم تلك المادة الفكرية والمعرفية المميزة، فعلى المتلقي أن يمارس مسؤوليته ودوره من خلال التفاعل حركيا مع عطاء المنبر، وبمختلف الأساليب، كالتوجيه نحو هذه المنابر الجادة، والعمل على ما جاء فيها من أفكار وآراء، بعد محاورتها وتفحصها”.

وتابع المشرف مؤكدا: “بمقدار اغتباطنا بهذه النقلة النوعية في منابرنا، ما زلنا نتطلع لعطاء أكثر، وتحويل جودة الخطاب بمختلف أنواعه إلى ظاهرة غالية وبارزة في ساحتنا، وتوثيق هذا العطاء توثيق يتناسب مع ما بذل فيه من جهد” في إشارة منه إلى ضرورة انعكاس عطاء المنبر الفكري على الواقع الاجتماعي والإعلامي.

من جانب آخر، شدد عبد الله آل داوود على تعدد أدوار الجمهور في تطوير المنبر الفكري فقال: “أتاحت قنوات التواصل الاجتماعي و مواقع البحث و المكتبات فرصة كبرى للاطلاع و تداول الأبحاث و المعالجات و تشخيص المشكلات. وبات المتلقي مشاركا في اقتراح الموضوعات و الاطلاع المسبق على عناصر الموضوع المطروح والقراءة حولها و من ثم تقييم الطرح و مناقشة الخطيب المحاضر “.

وأضاف: “الكثير من الشباب يتصفح الموضوعات المعروضة في جدول المحاضرات ويختار ليستمع منها ما يناسب اهتمامه و يقرأ حول الموضوعات التي تعنيه و بعد الحضور و التلقي يسجل ملاحظاته و مناقشاته”.

و استدرك بالقول: “نعم البعض يحضر دون أن يعد شيئا في ذهنه أو يطالع و لا يقوم بتقييد ملاحظاته و لا شك أن الاستفادة هنا ستكون ناقصة”.

كما دعى الجمهور إلى ضرورة تواصل المتلقي مع الخطيب: “ويجب أن يتم تلقي الملاحظات والاستفسارات فور انتهاء المحاضر لا بعد انتهاء الموسم وهو أمر يسير عبر وسائط التواصل المتاحة”.

وختم المشرف حديثه لبشائر: “بالقدر الذي نحتفي فيه بالمنبر الفكري؛لما يمثل من حاجة ماسة وتحديات كبيرة تواجه الإسلام، فنحن لا نغفل حاجة الأمة والمجتمع للجوانب الإنسانية الأخرى”.

بينما أكد آل داوود على ذلك: “عطاءات المنبر المختلفة وبحمد الله، تتكامل و لا تتشاح”.

جدير بالذكر أن المنبر الفكري انبثق من حاجة واقعية يعيشها أفراد هذا المجتمع في عالم ينفتح على كل الثقافات و الأطروحات ويشهد تدافعا فكريا نشطا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى