أقلام

السيطرة على الأعصاب

جواد المعراج

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بأشدكم؟
من ملك نفسه عند الغضب “. ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ٣ – الصفحة ٢٢٦٥.

تصف حالة السيطرة على الأعصاب القدرة على التحكم بالمشاعر والانفعالات الشديدة، ولأن الانفعالات تؤثر على التوازن العقلي للشخصية البشرية العصبية التي تقود النفس إلى عدم العيش باستقرار نفسي وطبيعي في الحياة، وكل ذلك بسبب الحالة السلبية التي تؤدي لعرقلة الفرد عن تحقيق النجاح والاستمتاع والراحة في جوانب كثيرة.

لذلك يحتاج البشر لهذه الميزة في جوانب الحياة الاجتماعية والوظيفية وغيرها من مجالات كثيرة، ليتخطوا العوائق والصعوبات المتعددة والظروف والمشاكل التي يتعرضون لها بشكل عام، وتتطلب أن يتدرب الإنسان على مهارة الهدوء النفسي والتحلي بالصبر حتى لا يتسلل شبح الخوف واليأس الزائد.

ومن الأمور التي تعمل على تضخم كتلة العصبية لدى الإنسان هي الاستجابة السريعة للمشاعر السلبية مثل التوتر والقلق والإحباط، والإحساس بالغضب عندما يتعرض للاستفزاز باتباع النظرات والحركات الجسدية المؤذية في الحياة العامة أو بيئة العمل أو المجتمع، إضافة إلى ذلك التأثر السريع بالضغوطات المالية التي تحصل في الحياة بشكل عام مثل التكاليف الباهظة والأسعار المرتفعة والمشاكل المرتبطة بالمشتريات، وكلها لها دور في التسبب بفقدان السيطرة على الأعصاب.

– ومن الصفات المحددة للشخصية العصبية:

1- قلة التقدير للذات، ومعنى ذلك لا يقيم الفرد المشاعر والأحاسيس ولا يشعر بالقيمة والمسؤولية ولهذا فإن العلاقات الاجتماعية الناجحة تكون نسبتها قليلة لديه بسبب العصبية، والسلوكيات العنيفة كممارسة الاستفزاز الزائد والحركات الجسدية العدوانية تجاه الآخرين.

2- كثرة الشك والهوس وذلك بأن يرى المهوس ويتوقع أن الآخرين يحاولون ممارسة الأذى والتصرفات الطائشة والمتهورة نحوه، وبهذا يتوجه لتعنيف الناس بكلمات وألفاظ سيئة، لأنها تحمل النظرة الضيقة في التعامل معهم.

3- العجز وعدم الاستطاعة على تحسين الظروف والميزانية المالية والأوضاع السيئة التي تسبب تعكير للمزاج، لأن قلة النقود وضعف الميزانية قد تسبب أحيانًا عصبية لمثل هذه الشخصيات.

4- الخوف من مواجهة الخطأ، مثل أن يقع الإنسان بمشاكل الحياة، وهذا أمر طبيعي ولكن هذه الشخصية لديها نظرة ضيقة في التعامل مع العقبات لأنها لا تتحمل الصبر والحياة الصعبة ولا تتعلم من الأخطاء.

5-ضيق الصدر وعدم تقبل الشخصيات المختلفة التي تعيش في محيطها، فعندما يرى الإنسان العصبي شخصية مختلفة عنه في جوانب محددة ثم بعد ذلك تعرف عليها يريد أن تكون على حسب مزاجه، والمقصود من هذه النقطة أن هذه الشخصية لا تحبذ الحوار والنقاش الهادئ المشترك بينها وبين الآخرين، بل تسعى لقمع آراء الناس خوفًا من تبيان الآراء والقناعات والأفكار الملتوية التي تتمسك بها.

– *نقاط محددة تسهم في تخفيف حالة العصبية بشكل تدريجي:*

1- النظر للجوانب المشرقة في الحياة، والتركيز على الإيجابيات، والانشغال وقت الفراغ بعمل مفيد
كالعمل على تصحيح الأخطاء وتعزيز الشعور بالقيمة والمسؤولية.

2-التعلم على أساليب الحديث والحوار والنقاش الهادئ في حال حصول المشاكل مع الآخرين دون وجود ردود أفعال عنيفة.

3- الابتعاد عن المقارنات الزائدة، بل يجب الاهتمام والانشغال بتطوير الذات خطوة خطوة لتحقيق كل هدف ناجح، والبعد عن الحقد والحسد.

4- يجب أن لا يعتقد الإنسان أن المال هو سبب السعادة في الحياة، ولا نغفل دور المال في بناء مستقبل الإنسان والأسرة، ولكن هناك جوانب أخرى تحتاج للتطوير، وليس المال فقط هو المهم، فهناك حب وهدوء أعصاب وثقافة حوار ونقاش واحترام ومراعاة لظروف ومشاعر الناس.

5- المواظبة على شكر النعمة والرزق من الله، والتحلي بالصبر والقناعة والرضا بالوضع الحالي الذي يعيش معه كل إنسان ويختلف عن وضع الآخر.

6- الاعتماد على النفس في تهئية الرزق والمحافظة على المصروف المالي دون الإسراف المبالغ فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى