أقلام

الشفقة بالذات يمكن أن تؤدي إلى علاقات زوجية أكثر سعادة لكلا الزوجين

المترجم: عدنان احمد الحاجي

إن كونك أكثر تسامحًا (تساهلًا) فيما يتعلق بنقاط ضعفك في علاقتك الزوجية يمكن أن يؤدي إلى حياة زوجية أكثر سعادة. هذه هي نتيجة دراسة جديدة(1) أجرتها جامعة أوتو فريدريش بامبرغ وجامعة مارتن لوثر هاله – فيتنبرغ (MLU) في ألمانيا، والتي نشرت في مجلة “العلاقات الشخصية Personal Relationships.” الدراسة الاستقصائية أُجريت على ما مجموعه 209 من الأزواج [زوج وزوجته]. نتائج هذه الدراسة أثبتت أن الرجال يستفيدون بشكل خاص لو كانت شريكات حياتهم شقيقات بذواتهن(2). زوّدتنا نتائج الدراسة بمعلومات مهمة عن علاج المشكلات وتحسين العلاقات الزوجية، حيث بالإمكان التدريب على الشفقة بالذات.

يوضح المؤلف الرئيس الدكتور روبرت كورنر Robert Körner من جامعة بامبرغ أن “الشفقة بالذات هو اتخاذ موقف رعاية وعناية ولطف وانتباه واهتمام تجاه الذات / النفس – خاصة فيما يتعلق بأوجه قصور ومواطن ضعف الشخص.” “لقد وجدنا أن قدرة أحد الطرفين على التفاعل بشفقة مع أوجه قصوره ومواطن ضعفه ومع المعاناة والمشكلات التي تعترض العلاقة الزوجية مفيدة لكلا الزوجين. وبهذه الطريقة، فإن التعاطف مع الذات من أحد الطرفين لا يحسن من مستوى سعادته فحسب، بل يحسن سعادة شريك حياته أيضًا.” في الدراسة، في علاقاتهم الزوجية على وجه الخصوص ظهر على الرجال مستوىً عالٍ من الرضا عن هذه العلاقة مع شريكات حياتهم إذا ما كن هن شفيقات بذاواتهن ضمن هذه العلاقة.

لقد ثبت بالفعل أن مستويات الشفقة بالذات يمكن أن تؤثر في الرفاهية الشخصية [المترجم: الرفاهية الشخصية هي مدى رضا الشخص عن حياته ومستويات سعادته أو قلقه، وما إذا كان يعتقد أن ما يفعله يستحق الاهتمام ومفيد أم لا (3)]. بإمكان مستويات الشفقة بالذات أيضًا التأثير في ميف يعيش الأزواج ويمارسون علاقاتهم الزوجية، ومدى رضاهم عن علاقاتهم ومدى تفاعلهم مع شركاء / شريكات حياتهم. ويتضمن ذلك، على سبيل المثال، كيف يمارسون فض وحل خلافاتهم الزوجية(4) أو التعامل مع الغيرة [المترجم: الغَيْرَةُ هي أفكار وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يظن أحد الزوجين أن علاقته القوية بزوجه مهددة من قبل طرف ثالث منافس(5)]. في الدراسة(1) الحالية، ذهب الباحثون خطوة أخرى إلى الأمام لاكتساب أفكارًا أعمق حول إمكانية تأثير الشفقة بالذات في العلاقات الزوجية: “حتى الآن، الدراسات التي أُجريت تتعلق بشكل أساس بطرف واحد من طرفي العلاقة الزوجية. لكن في هذه الدراسة أجرينا مقابلات مع كلا الزوجين”، كما بينت الدكتور نانسي تاندلر Nancy Tandler من معهد علم النفس بجامعة مارتن لوثر هاله – فيتنبرغ .

أجرى الباحثون دراسة استقصائية شاملة على الرضا عن العلاقة الزوجية حتى يتمكنوا من أخذ الجوانب المختلفة لهذه العلاقة في الاعتبار. تركزت الأسئلة المطروحة على الخاضعين لهذه الدراسة على مدى رضاهم عن حياتهم الحميمية،الخاصة وما هي التعزيزات الطويلة الأمد لهذا الرضا التي ينسبونها إلى مستوى علاقتهم الزوجية. نظر الباحثون أيضًا إلى هذا الارتباط بالرضا على مستوى العلاقة بشكل خاص وذلك بتحليل ليس فقط الشفقة بالذات على المستوى الفردي، ولكن أيضًا الشفقة بالذات ضمن العلاقة الزوجية. “هذا النهج أخذ في الاعتبار حقيقة أن الناس يتصرفون بتصرفات مختلفة في مجالات مختلفة من الحياة”، كما توضح البروفيسور أستريد شوتز Astrid Schütz من جامعة بامبرغ. على سبيل المثال. قد يكون هناك اختلاف في مدى شفقة الشخص [زوج أو زوجة] بذاته بعد خلافات حدثت في علاقته الزوجية ومدى شفقته بذاته بعد خلافات حدثت معه في العمل. بالنسبة للدراسة، قام الباحثون باستطلاع آراء ما مجموعه 209 من الأزواج (زوج وزوجة) من الناطقين بالألمانية بين يناير وديسمبر 2022 في شكل استبيانات طُرحت عليهم عبر الإنترنت.

تقول نانسي تاندلر: “بالإضافة إلى النتائج الموضوعية، استنتجنا أنه من المهم النظر في العلاقة المتبادلة بين طرفي العلاقة الزوجية من أجل فهم كل الإمكانات الكامنة للشفقة بالذات كمورد من موارد العلاقة الزوجية السعيدة بين الزوجين”. يجب أن تأخذ الأبحاث الأخرى أيضًا في الاعتبار العلاقات الزوجية من دول أخرى على وجه الخصوص، حيث قد تختلف توقعات العلاقات الزوجية بحسب الثقافة ونموذج العلاقة [ومن بين هذه النماذج، الزواج الشرعي والزواج المدني] وأدوار كل من الزوج والزوجة. ووفقا للباحثين، فإن نتائج الدراسة الحالية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لعلاج مشكلات العلاقات الزوجية بين الأزواج، حيث يمكن تدريب الزوجين على ممارسة الشفقة بالذات. على سبيل المثال، عندما يشعر أحد الطرفين بالإخفاق والفشل أو بعقدة دونية (6)، يمكنه أن يسأل نفسه: “كيف سيكون تصرفه تجاه شريكة حياته أو شريك حياتها لو كان / كانت في مثل هذا الموقف / الظرف؟” وبعد ذلك بأمكانه / ها تطبيق هذا النوع من الشفقة بالذات على نفسه / ها.

مقطع فيديو عن الشفقة بالذات والاختلاف بين وبين تقدير الذات: https://youtu.be/ysi_mqPOQRU?si=vZsUQOmuwFDV-cDs

مصادر من داخل وخارج النص

1- https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/pere.12535

2- “الشفقة بالذات (self-compassion) في حالات العجز المتصور والإخفاق أو المعاناة بشكل عام. تشير الأبحاث إلى أن الشفقة بالذات تنعكس على صحة نفسية أفضل مقارنة بعدم الشفقة بالذات . كريستسن نيف Kristine Neff هي من صاغت هذا المصطلح في 2003 وقالت أنه يتألف من ثلاثة عناصر: اللطف مع النفس مقابل انتقادها وجلدها والإنسانية المشتركة والانتباه الواعي. اللطف مع الذات يستلزم كون المرء ودودًا مع نفسه في مواجهة المشكلات أو القصور الشخصي، بدلًا من تجاهلها أو انتقادها وجلدها. أما الإنسانية المشتركة فهي الإدراك أن المعاناة والإخفاق الشخصي هما جانب من جوانب التجربة الإنسانية المشتركة وبدلًا من ذلك الانفتاح على عالم الأفكار والمشاعر والأحاسيس المؤلمة والخبرات غير السارة والتعايش معها وتقبلها. وأما الانتباه الواعي (اليقظة الدهنية) فهو ما يتطلب اتخاذ مواقف متوازنة تجاه المشاعر الشخصية السلبية كي لا تكون المشاعر مكبوتة أو مبالغًا فيها. تختلف الشفقة بالذات عن الإشفاق على الذات، وهده الأخيرة هي حالة ذهنية أو ردة فعل انفعالية على اعتبار الشخص نفسه ضحية وفاقدًا للثقة والكفاءة للتكيف مع المواقف والظروف المختلفة.” مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/عطف_ذاتي

3- https://www.nisra.gov.uk/statistics/people-places-and-culture/personal-wellbeing

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/فض_النزاعات

5- https://ar.wikipedia.org/wiki/غيرة

6- https://ar.wikipedia.org/wiki/عقدة_الدونية

المصدر الرئيس

https://pressemitteilungen.pr.uni-halle.de/index.php?modus=pmanzeige&pm_id=5696

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى