أقلام

ما العيد؟

جاسم المشرّف

العيد احتفالية تتويج لنورانية الروح؛ لانتصارها على عتمة الجسد؛لذا ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام:”إنما هو عيد لمن قَبِلَ الله صيامه وشَكَر قيامه، وكل يومٍ لا يُعصي الله فيه فهو يوم عيد”.

أراد الله تعالى بالعيد أن يكافئ عباده بعباده، بإشاعة روح التسامح والتراحم، وصلتنا لبعضنا وتوددنا؛ ليوجب لنا محبته وقربه، وتلك-والله-الجائزة العظمى، وقد ورد في الحديث القدسي:” وَجَبَتْ مَحبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فيَّ، والمُتَجالِسِينَ فيَّ، وَالمُتَزَاوِرِينَ فيَّ، وَالمُتَباذِلِينَ فيَّ”

في العيد نخرج من سجن”الأنا” الضيق، إلى فضاء”نحن” الواسع، ومن ضمير المتكلم المحدود، إلى ضمير المتكلمين الممتد، من فرحتي إلى فرحتنا، ومن سعادتي إلى سعادتنا، ومن حياتي إلى حياتنا، ومن المصير الذاتي إلى مصيرنا الجمعي،وهكذا.

في العيد يتبدى سمو الذات في اتصالها بالآخر، وشعورها أنها جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والذي لا تعرف قيمتها، ولا تشعر بكينونتها إلا به.

العيد بوابة عظمى للمصالحة مع الذات ومع الناس، (والصلح خير)، والعيد فرحة أرادها الله للأمة كلها صغيرها وكبيرها، غنيها وفقيرها.

العيد فيض من العطاء بلا عوض
فأنا أُقبل عليك ولا انتظر منك مكافأة
أبتسم لك لأن الروح في أوج سموها، مع هذه الشعيرة العظيمة، التي ارتبطت بالاتصال بالله من خلال التكبير والتهليل والصلاة والزكاة.

العيد بهجة، فلا تكسروا بهجة المؤمنين بكدر، وصدود، وهجران وشحناء،ونكران، ف”من كسر مؤمنا فعليه جبره”.

العيد فرصة لتمثل قيم السماء، “صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك”، لا لضعف بل لأن الله يحب منك ذلك.

في العيد جعل الله التقرب إلى عباده تقرب إليه، والتودد لهم تودد له. فسبحانه ما أكرمه وأعزه مبدئيا ومعيدا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى