أقلام

آثار الوصمة الاجتماعية والمرض النفسي على البيئة العائلية والمجتمعية

جواد المعراج

إن تأثير المرض النفسي لا يرتبط فقط بالشخص المصاب، بل له تأثير على العائلة التي يتوارث بينها هذه الحالة النفسية التي يحملها كل مصاب في الأسرة سواءً كان عم أو خال أو أب أو أم أو أبناء من الأسرة نفسها التي تعاني من تاريخ مليئ بالعنف والاضطرابات والعصبية والانفعالات الناتجة عن تصادمات وخلافات تجعل هذه الأسرة ضعيفة في تحقيق التقارب والتواصل فيما بينها.

فهناك. علي سبيل المثال بعض الأبناء أو العوائل التي قد تحدث بينهم مشاكل وفي نهاية المطاف مع مرور الزمن وتحمل المسؤولية والصعوبات التي يواجهونها يستطيعون أن يحلوا مشاكلهم بكل أريحية، ولكن في جانب آخر هناك أسرة لا تستطيع أن تهيئ للأولاد والبنات البيئة المريحة التي تجعلهم يشعرون بالهدوء والسكينة وكل ذلك بسبب وجود ما يعطل الحركة والتواصل بينهم، ويكون ذلك بسبب المرض النفسي المتوارث بين هذه الجماعة التي لديها خوف من مواجهة هذا الهاجس المقلق.

وكل عائلة على مستوى مختلف المجتمعات لا بد أن. تجد لديها صفة أو سلوك أو تصرف ينتج عنه جمود في الشخصية وعدم القدرة على التغيير والتطور في مختلف الجوانب، فعندما يكون المجتمع والمربون غافلين عن الاهتمام والدعم المعنوي للأبناء في فترة الصغر، فهم. يتسببون بحدوث أمراض وتهيجات عاطفية وعصبية وأفكار مقلقة تؤدي للبقاء في دائرة الخوف من الكلام والنقد الذاتي الصادر من الآخرين.

والإنسان الذي لا يتلقى دعمًا واهتمامًا من الوالدين أو المجتمع يبقى في دائرة ضيقة لفترة طويلة من الزمن، مما يسبب له ضعفًا
في القدرة على التأقلم مع الصعوبات، وتقيد بالانعزال عن التواصل مع الناس والأسرة على مستوى العالم الخارجي أو الاجتماعي، وفي هذا الجانب يصبح الإنسان مصابًا بحالة الشك الزائد في من حوله بسبب هذا المرض النفسي الذي يعشش على حياته ويخلق له ارتباكًل وخوفًا، وبالتالي يجعله يفشل في تكوين العلاقات مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها البشر بصورة عامة.

ولا ننسى أن الفرد الذي يعاني من مرض نفسي يتعرض في مجتمعات معينة لثقافة الوصمة الاجتماعية، فتكون سببًا في عدم تحقيق إنجاز من قبل أي كائن بشري على الكرة الأرضية، بمعنى آخر كل إنسان يتعرض للوصمة التي ينتج عنها التنمر والتعرض للأذى والتحبيط المعنوي، وعندما يستقبل مجتمع آخر يتصف بهذه الثقافة المريضة التي تجعل الناس لا يتعارفون ولا يتواصلون بسبب الخوف من ذلك المريض أو عدم معرفة كيفية التعامل معه، مما يسبب لهم ارتباكًا يجعلهم يتشاجرون لفترة طويلة من الزمن، وبهذا يعجزون عن حل هذه المشكلة الكبيرة.

إن معنى الوصمة الاجتماعية للمرض النفسي هي: أن يكون هناك عنصرية وحركات وتصرفات وسلوكيات عدائية وعنيفة وخطيرة صادرة من جماعة محددة تجاه الأفراد الذين يعانون من مرض نفسي، ومن هذه الزاوية تحدث مشاكل بينهم بسبب السلوك المتهور والطائش الذي تتبعه الجماعة الأخرى في مجتمع محدد، وهو ذلك السلوك المريض الذي يخلو من الدعم والتعارف وتعزيز الحوار والنقاش مع الأشخاص المعرضين للوصمة.

وحتى تتعامل كل عائلة ومجتمع مع هذه الحالة السيئة يتطلب ذلك جهدًا متواصلًا يساهم في وجود شخصيات مسؤولة ومرشدة هدفها تهيئة أجواء التفاهم والحوار بين الأفراد المعرضين للوصمة والمجتمعات التي تكون معادية لهذه الطبقة التي تعاني معوقات نفسية واجتماعية.

– *من بعض آثار المرض النفسي والبيئة العائلية والاجتماعية السيئة هي:*

1- انتشار الجرائم والاعتداءات اللفظية على نطاق واسع.

2- توسع السلوك العدائي بين الناس، وبالتالي يضعف بينهم التفاهم والاتفاق على مواجهة وحل أية مشكلة تتعرض لها كل جماعة محددة.

3- تراكم المخاوف والاضطرابات النفسية التي تجعل الطبقة المعرضة للوصم تخشى التواصل مع المحيط الاجتماعي أو البيئة التي تسبب لها أذى معنوي.

4- إصابة المجتمع والعوائل بمرض نفسي بسبب تكاثر السلوك العدائي والعنيف الذي يكون بين الطبقة المصابة بالمرض النفسي والطبقة الأخرى التي تستقبلها بالعنصرية والإقصاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى