أقلام

الأمل بعد خيبة الأمل

أمير الصالح

النهوض بعد السقوط سمة أهل الإصرار لبلوغ المرام. حتما لكل شخص تجارب عدة في علاقات صداقة أو جيرة أو مصاهرة أو شريك في وطن أو شراكة في أعمال تجارية أو صداقة أو زمالة مع فرد في ديوانية، أو استئناس بشخص في رحلة قد خيب أمله فيه في وقت لاحق. إلا أن القليل من الناس يستنطق الدروس المستفادة من خيبة أمله فيعقلن أسس العلاقات مع الأشخاص الجدد والحاليين في حياته للقادم من أيامه. بل إن الرد العنيف والتعميم في إطلاق الأحكام على الجميع ممن هم حوله هو سيد الموقف لدى البعض من الناس في ردود افعالهم.

قد تكون من الحكمة إعادة استنطاق اسباب خيبة الأمل مع هذا أو ذاك الحدث في خيبة الأمل ونحليلها وإدراج الدروس المستفادة منها، ولعلي ادرج هنا بعض الدروس المستفادة من أي خيبة أمل قد تحدث لأي منا مع أي شخص لاستنهاض روح الحكمة والمضي للأمام والنجاح في الحياة.

من الدروس المستفادة:

١- لا يمكنك تغيير الناس ولكن أعطِ محاولة للاقناع والاقتناع

٢- أحب نفسك أولًا، ولكن لا تكن مغرورًا، ولا تكن ذلولًا ولا سفيهًا

٣-التواصل الفعال والفهم للافكار هو المفتاح، ولذا احرص على حسن التعبير وإيصال فكرتك بأبسط العبارات وأجزلها واستعن بما تستطيع من الوسائل لذلك.

٤-شريكك أو صديقك أو أخوك ليس قارئًا للأفكار. فلذلك ابذل جهدًا لتوضيح ما تود أن تقوله أو تفعله أو تخطط له من البداية بالقدر الذي تثق في مشاركتك إياه.

٥-يمكن أن يساء تفسير النصوص أو الكلام المكتوب أو المسموع من قبل غيرك وسوف يُساء تفسير النصوص. ولذا إن كان هناك غموض في التعبير أو تداخل في المفاهيم أو سوء نية عند المتلقي. فتفحص من البداية وكن فطنًا.

٦- تعلم كيفية وضع الحدود مع كل الأطراف حتى الأبناء والزوجة، فليس هناك شي اسمه روح في جسدين إلا ما رحم ربي، نعم هناك تنازل متبادل للمضي قدمًا، ولكن ليس انسلاخ أو تغييب طرف لصالح طرف آخر، أو أكل حقوق أو انتهاك كرامات أو اسقواء بسلطة دون وجه حق.

٧- دافع عن نفسك وتعبيراتك وأفصح عن مواقفك بنفسك لكيلا تكون مغبونًا أو مغفلًا أو مُستغل من قبل الآخرين. فانت أولى أن تتكلم عما يدور في ذهنك.

٨- اذهب دائمًا مع إحساسك الغريزي وحاول أن تراقب بموضوعية الأحداث والتعابير والكلام ولغة الجسد من البداية حتى لا تكون آخر من يدرك ما كان يدور حوله.

٩- لا تتجاهل العلامات الحمراء المبكرة في بداية أية علاقة، المكابرة وشعار الحب أعمى والادعاء بالثقة وابن البلد الواحد/ القومية الواحدة هم أدوات يتم استغلال المراهقين فكريًا والفقراء عاطفيًا بها. أما الراشد الفطين فإنه يستوعب حقائق السلوك البشري بمجمل أطيافه وأصنافه ويتجاوزها إلى مرحلة استثمار الإيجابي منها، وتفادي الوقوع تحت رحمة السيء منها وتشخيص أصحاب كل صنف سلوكي قبل الشروع في اي علاقة .

مجموعة همسات للجميع وخاصة المراهقين والمراهقات أوردها لعلها تنفع بعضكم:

ا- لا تدع العلاقة الفاشلة تحدد قيمتك. استخدم الدروس المستفادة من خيبة أملك في أية علاقة بشخص أو بمؤسسة للنمو والازدهار في مراحل حياتك القادمة والحالية. أنت أكثر من إخفاقاتك السابقة أو سذاجتك في مرحلة ما.

ب- إياك وإياك أن ترسم آمالًا على صديق فاجر في الفعل أو القول، لأنه سيكون يومًا ما فاجر معك في الخصومة.

ج- تعلم فنون انتقاء الأصدقاء وحدود الاندماج معهم، وضع معايير تتفق وإيمانك وهمتك وقيمك وقناعاتك الإيجابية لكي تنمو معهم وبهم فتكسب نفسك وتكسبهم، فان لم تجد في يومك أو شهرك أصدقاء فالوحدة مؤقتًا أفضل من أن تكون حصان طروادة لمآرب السفهاء. وابذل جهودك لتحرز الأفضل من الأصدقاء وأهل المودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى