أقلام

كيف يمكن أن تكون المشاعر السلبية مصدر إلهام للتفكير الإبداعي رغم الإحباط

بقلم مايك ليمبكا ، جامعة كونستراكتور الألمانية

ترجمة: عدنان أحمد الحاجي

التعرف على المشاعر والتحكم فيها يعد أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز الإبداع. اكتشف باحثون يعملون مع  الدكتورة رضوى خليل Radwa Khalil، باحثة علم الأعصاب بجامعة كونستراكتور Constructor Universityفي مدينة بريمن الألمانية، مؤخرًا كيف تعمل مهارة تثبيط (كف) الاستجابة(1، 2، 3) على تسهيل تأثير المشاعر السلبية(4) في التفكير الإبداعي(5، 6).  نشرت النتائج في مجلة أبحاث الابداع(7)  Creativity Research.

لإكمال إحدى المهمات أو تحقيق أو انجاز  أحد الأهداف، بإمكان الناس كبح (كف)  ردود أفعالهم (استجاباتهم) التلقائية / العفوية (اللاإرادية) أو التي تتميز بأنها الأشد إلحاحًا prepotent  باستخدام المهارة العقلية المعروفة باسم تثبيط (كف) الاستجابة(1، 2، 3).  هذه المهارة تستلزم العمل بطريقة أكثر تحكمًا وبشكل مقصود بدلاً من الاستجابة للاندفاعات أو الميول أو العادات.  يتسم تثبيط (كف) الاستجابة بسلوكيات مثل تركيز الانتباه  والامتناع عن تفقد المكالمات أو الرسائل المستلمة على الهاتف من حين وآخر  أثناء الاجتماع أو الامتناع عن الرد بصوت عالٍ على سؤال في الصف الدراسي بدون أن يُطلب منك ذلك.

التفكير الإبداعي يمكن أن يتأثر بشكل معتبر بالمشاعر. على الرغم من أن الدراسات السابقة سلطت الضوء على تأثير الحالات العاطفية في الإبداع ، إلا أن التفاعلات بين حالات المشاعر وحالات الوجدان(8) المعينة وتثبيط الاستجابة لا تزال بعيدة المنال. أوضحت خليل أن “دراستنا الحالية وسعت فهمنا للآليات المتميزة لحالات المشاعر، [كحالات السعادة والحزن وما الى ذلك](9) المعينة على التفكير الإبداعي التباعدي(10)  والاستجابات المقترنة به في اطار تثبيط الاستجابة.” “كشفت بياناتنا أن تثبيط الاستجابة يتواسط تأثير المشاعر السلبية والإرهاق،  وفي الواقع ،التيقظ (الاستثارة النفسية والفسيولوجية (11) psychophysiological علي التفكير التباعدي(10).”

بإمكان الناس إطلاق العنان لإمكاناتهم الإبداعية والوصول إلى آفاق جديدة من الإنجاز وذلك بالاستفادة من  المشاعر السلبية  واستخدامها كأداة  ملهمة للأفكار والأساليب الابداعية الجديدة. يمكن أن يؤدي هذا الافتراض إلى تبعات مثيرة للاهتمام مترتبة على تطبيق نتائج الممارسات الاستراتيجية الواعدة، مثل التعليم والصناعة والسياسة، لا سيما عندما يكون الإبداع والابتكار ضروريين. ومع ذلك، نادرًا ما تُقارن مهام الإبداع منهجيًا ، وبالتالي، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات في هذا الصدد.

على الرغم من أن الشعور بعدم الرضا يمكن أن يكون محبطًا ومربكًا، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا حافزًا قويًا على الاختراع والإبداع. ” وكخلاصة، لابد وأن تعترضنا تبعات غير مواتية في مسيرة حياتنا، لكن لو تعاملنا معها بشكل مختلف وحولناها إلى حافز يساعدنا على الاستمرار والمثابرة، فقد نطلق العنان لإمكاناتنا الإبداعية”.

مصادر من داخل وخارج النص:

1- “التحكم التثبيطي Inhibitory control ويسمى كذلك تثبيط الاستجابة  response inhibition، هو عملية معرفية / ادراكية (ذهنية) وبشكل أدق وظيفة تنفيذية(2) تسمح للشخص بتثبيط وكبح نزواته وتثبيط الاستجابات السائدة أو الطبيعة والاعتيادية للمنبهات / المثيرات (الاستجابة الأكثر قوةً / إلحاحًا) من أجل اختيار السلوك الأنسب الذي يتسق مع تحقيقه لأهدافه.  ضبط النفس يعتبر جانبًا مهمًا من التحكم التثبيطي.  على سبيل المثال: التثبيط الناجح للاستجابة السلوكية الطبيعية المتمثلة في تناول كعكة حين يشتهيها الشخص بشدة أثناء اتباعه حمية غذائية يتطلب استعمال التحكم التثبيطي.  معروف أن القشرة أمام جبهية والنواة الذنبية ونواة أسفل المهاد تنظم التحكم التثبيطي الإدراكي.  يختل التحكم التثبيطي عند الإصابة بالإدمان واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة  (ADHD). لدى الراشدين الأصحاء والمصابين بنقص الانتباه وفرط الحركة، يتحسن التحكم التثبيطي في الأمد القصير بتناول جرعات (علاجية) منخفضة من الـ مثيل فينيدات  أو الـ أمفيتامين.  ويمكن أن يتحسَّن مستوى التحكم التثبيطي كذلك على الأمد الطويل بممارسة التمارين الرياضية.”  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على عذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تحكم_تثبيطي

2- ؛الوظائف التنفيذية executive functions  (يُشار لهذه الوظائف مجتمعة باسم الوظيفة التنفيذية والتحكم المعرفي)، هي مجموعة من العمليات المعرفية الضرورية للتحكم المعرفي بالسلوك عن طريق اختيار ورصد السلوكيات التي تيسر تحقيق الهدف / الغرض المطلوب. تتضمن الوظائف التنفيذية مجموعةً من العمليات المعرفية cognitive processes  الأساسية مثل التحكم الانتباهي والكف / التثبيط المعرفي والتحكم التثبيطي والذاكرة العاملة والمرونة المعرفية. تتطلب الوظائف التنفيذية العليا استخدام عدة وظائف تنفيذية أساسية في آنٍ واحد وتتضمن التخطيط والذكاء السائل (مثل الاستدلال وحل المشكلات).  يُمثل كل من التحكم المعرفي وضبط المثير، اللذين يرتبطان بالإشراط الاستثابي والإشراط الكلاسيكي، عمليتين متعاكستين (داخلي مقابل خارجي أو محيطي) متصارعتين مع بعضيهما للظفر بالتحكم في سلوكيات الفرد المستثارة. تمتلك وظيفة الكف (التثبيط) المعرفي(3)  cognitive inhibition أهمية بالغة بسبب قدرتها على إبطال الاستجابات السلوكية المُحفزة / المثارة بمنبه (ضبط المثير السلوكي). للقشرة أمام الجبهية أهميةً أيضًا لكنها غير كافية لوحدها في التحكم بالوظائف التنفيذية؛ فعلى سبيل المثال، لدى النواة الذنبية ونواة أسفل المهاد أدوار في التواسط في وظيفة الكف المعرفي.

https://ar.wikipedia.org/wiki/وظائف_تنفيذية

3- التَثبِيط (الكف) المعرِفِيّ cognetive inhibition يشير إلى قدرة العقل على تجاهل المثيرات غير ذات الصلة  بالمهمة / العملية المطروحة أو حالة العقل الحاليِّة . يمكن أن يُجرى التثبيط / الكف المعرفي إما كليًا أو جزئيًا، بشكل ارادي أو لاإرادي.”  مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

  https://ar.wikipedia.org/wiki/تثبيط_معرفي

4 “المشاعر السلبية  negative emotions تُوصف بأنها أي شعور يسبب التعاسة والحزن. هذه المشاعر تجعل الشخص يكره نفسه والآخرين، ويُضعف من ثقته بنفسه ومن اعتزازه بذاته  ورضاه عن الحياة بشكل عام. المشاعر التي قد  تصبح سلبية هي الكراهية والغضب والغيرة والحزن”  ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/negative-emotions#

5- “التفكير الإبداعي creative thinking هو التأمل في شيء بطريقة مختلفة وجديدة؛ وهو ما يُعرف بالتّفكير خارج الصّندوق، حيث يشتمل على التفكير الجانبي(6) أو القدرة على تصور أنساق غير بديهية أو واضحة في أحد الأشياء، ينطوى التفكير الابداعي على القدرة على ابتكار وسائل جديدة لحلّ المشكلات ومواجهة التّحديات والصعوبات”. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.thebalancemoney.com/creative-thinking-definition-with-examples-2063744

6- “التفكير الجانبي أسلوب لحل المسائل يقتضي الخروج عن المناهج المنطقية المألوفة والتفكير بطريقة أوسع بكثير من المعتاد.  يرتبط التفكير الجانبي بالمفكر العالمي إدوارد دي بونو، وقد سماه كذلك ليميزه عن نوع آخر من التفكير سماه التفكير العمودي والذي يستند أساسًا إلى المنطق أو ما يألفه الإنسان ويعتاد عليه.  وقد اعتمد في تطويره لهذا النوع من التفكير على فهم الآلية التي يعمل بها الدماغ من الناحية العلمية، أي بما توصل إليه علم الأعصاب.”  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_جانبي

7- https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/10400419.2023.2192605

8- “الوجدان affective هومجموع الأحاسيس والانفعالات و العواطف و الاتجاهات و الميولات التي يتفاعل معها أو يَتَأَثَّرُ بِهِا، مِنْ حب وكراهية وتعاطف ولَذَّةٍ أَوْ أَلَم وميل ونفور، إلى آخره من أحاسيس إنسانية مختلفة.”  مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/وجدان

 

9- https://ar.wikipedia.org/wiki/شعور

 

10- “التفكير التباعدي divergent thinking هو عملية تفكير تستخدم لتوليد الأفكار الإبداعية من خلال استكشاف العديد من الحلول الممكنة في فترة قصيرة من الزمن، عادة بطريقة عفوية عند التدفق الحر لسلسلة لافكار بطريقة غير منتظمة.  وبعد ذلك ترتب وتهيكل هذه الأفكار بتوظيف أساليب التفكير التقاربي، والذي يستخدم مجموعة معينة من الخطوات المنطقية للوصول إلى حل واحد وهو، في بعض الأحيان، الحل الصحيح. مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تفكير_تبايني

 

11- التيقظ (arousal) هي حالة فسيلوجية ونفسية من الاستيقاظ والقدرة على ردة الفعل الكلية تجاه المؤثرات / المثيرات في المحيط.  يشتمل التيقظ على تفعيل الجهاز التنشيطي الشبكي في جذع الدماغ والجهاز العصبي الذاتي وجهاز الغدد الصماء، مما يسبب زيادة في معدل ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم وحالة من الانتباه الشعوري والحركة والاستعداد للاستجابة لأي مؤثر. وهو هنا يختلف عن الاثارة الجنسية.”  مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تيقظ

المصدر الرئيس:

https://www.research-in-germany.org/idw-news/2023/4/2023-04-12_How_creativity_is_possible_despite_frustration_.html

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى