أقلام

احترام الخصوصية

أحمد منصور الخرمدي

من الآداب الراقية والفضائل الحميدة التي حث عليها الإسلام وشدد عليها احترام الحياة الخاصة للآخرين، وهي من القيم النبيلة التي تدعو إلى الحفاظ على مشاعر الناس وتجنب كل ما يكدر خاطرهم وتبعد التشدق عن شؤونهم وخصوصياتهم، حتى لا يكون هناك في الأنفس شيئًا ولو. كان قليلًا من الريب والشكوك والتهم والظنون.

فمن الجميل أن نحكم العقل ونراجع الضمير في كيفية التعامل مع الأقارب والأصدقاء، واحترام الخصوصية وحسن الظن.

فإذا أخفى قريب أو صديق خبرًا مَا،فهذا السبب لا يدفع بنا إلى الحمل عليه! بل علينا تقدير الخصوصية والحريةَ الشخصية وإحسان الظن، فهناك أمور تحتاج إلى التريث، وهناك أمور تحتاج إلى التعقل، فلا نوجه له لومًا أوْ عتابًا، فكثرة العتاب واللوم تنفر القلوب، فكم من مشاكل تافهة تأججت نارها في الصدور بين الأقارب والأصحاب لمجرد:

– مَاعزموني

– ماقالوا لي

– مَاخبروني

– ما يريدوني

– ما يحبوني

– ما سألوا عني

– تغيروا علي

أننا لا نعلم الظروف التي تعترضهم، فعلينا أن نعامل الناس بحب واحترام وحسن نيه والله يرزق على قدر النيه.

كُل هذه المقاصد والتفكيرات شيطانية، تدفع بنا للدخول فِي دائرة السوء والظن،

ولنتذكر دومًا أن الأهل عز وَفخرَ وسند وَذخر، ولا نسمع كلام الحاقد، لنسمع أصدق الكلام والقول من رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:

{{{ خَيرُكُمْ خَيرُكُمْ لأَهلِهِ، وَأَنَا خَيرُكُمْ لأَهلِ}}}.

يجب علينا أن لا نجعل من بعض الروايات أو الشعارات أو بعض القصص المريضه في أنفسنا مدخلًا فتجعلنا لا سمح الله نشك في أقرب الناس لنا فنعاديهم ونظلمهم دون وجه حق، فتقسو قلوبنا ولا تكون بيننا مودة ولا رحمة فنأثم من الله رب العباد، فيحل علينا العقاب، فالشيطان يحرص أعاذنا الله وأياكم منه على تفريق الناس وإبعادهم عن بعضهم البعض وتضخيم خلافاتهم البسيطة، وخاصة بين الأقارب والأصدقاء، فسوء الظن بالأخرين نهى عنه الإسلام وحرمه وهو من الظلم وأشده مرارة – قال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾  [الحجرات:12].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى