أقلام

مواجهة المخاوف

جواد المعراج

إن هناك فرد يعود لغرفته وحيدا كل ليلة ويعاني كذلك من الإحباط والخوف واليأس الذي يؤدي للشعور بالسخط، بسبب عدم التخطيط ومعرفة الأهداف التي يريد تحقيقها في ظل الظروف الاجتماعية القاسية والأزمات، وكان يتسأل بداخله هل هذه الحياة التي أريد أن أعيشها؟
بعد فترة أدرك الشخص أن من المشاكل الكبرى التي تواجه البشرية هي الخوف، فإن فئة من البشر عاجزة عن تحمل ضغوط الحياة، فتجدها كسولة وتعيسة ولا تهتم لأداء المهمات الحياتية الصعبة.

من المنغصات النفسية التي تواجه الإنسان هي الخوف الشديد، فمثلا هناك من يقلق من ما سوف يحدث بالسنوات المقبلة أو المستقبل أو الحاضر، وبالتالي تتراكم لديه الهموم والمشاكل فكل هذه الأمور بسبب التشبث بالتفكير السلبي، والانعزال بشكل كبير عن التواصل مع الأطراف الأخرى، وعدم التخطيط للأهداف المنشودة التي تساعد الفرد على تقبل الواقع الذي يعيشه في الزمن الحاضر، بالإضافة لعدم الاستعداد لمواجهة الصعوبات التي ستحصل في الخطوات القادمة.

المخاوف تجعل أطراف معينة تقلق بشكل زائد من الناس والمواقف مما يؤدي ذلك للانسحاب من الحياة الاجتماعية، والإنسياق وراء المشاعر المحبطة، وعدم البحث عن علاقات جديدة.
فمن يعاني من المخاوف الزائدة لا يختلط مع الناس أو لا يتواصل ويتناقش معهم بطريقة مباشرة، وبالتالي يرى الفرد أنه ضعيف الثقة بالنفس ولا يريد التخلص من حالة الانعزال السلبي التي يظهر من خلالها سلوكيات متطرفة ومواقف عدائية تجاه من يريد تحفيزه وتشجيعه على تخطي الصعوبات والضغوطات النفسية الشديدة التي يعاني منها.

الحياة مليئة بالصعوبات ولهذا تذكر أن كل إنسان لديه مشاكل وضغوطات نفسية قد تمنعه من تحقيق الأهداف المنشودة، والتواصل مع من حوله، والتكيف مع البيئات الاجتماعية التي يعيش فيها كل شخص مختلف من ناحية السلوكيات والأفكار والقيم والمبادئ، فإذا كنت تتجنب دائما مواجهة المشاكل والحديث مع الآخرين قد يكون ذلك بسبب التعرض لموقف اجتماعي صعب في الفترات السابقة والارتباك من الكلام الصادر عن الناس.

إن من أكثر اللحظات رعبا هي تلك التي نجد أن الناس تشغلها النظرات السوداوية والأفكار التحطيمية التي تصنع التعاسة والخوف من ما سوف يحدث في الغد، وبالتالي قد انهاروا تحت تأثير الضغط النفسي الناتج عن تراكم المشكلات بدلا من العمل على إيجاد طرق لتخفيف منها، إلا أن جزء من الناس لديهم القدرة على تجنب الإصابة بالخوف الزائد وذلك نتيجة الانشغال بالأنشطة والأعمال الاجتماعية والتطوعية والتواصل مع الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى