أقلام

الشكر واجب

صالح المرهون

الشكر هو شعور الإنسان بالممنونية، وإقراره بأن الله متفضل عليه ومنعم عليه، والشكر لله يأخذ صورٍا عديدة، فقول الإنسان: الحمدلله، هو شكرلله، والتسبيح بحمد ربك، حيث القول سبحان الله، بنية الحمد هو شكر لله، بعد أن يكون سببه الإحسان للمؤمنين من ذوي الاحتياجات سواء كان قريبٍا من الرحم أو بعيدًا بفيض الله عليك بفتح ما أوفرج من النعم عليك، والصلاة لله شكرًا، أي صلاة عادية ولكنها تأتي شكرًا لله، وهكذا صور الشكر القولية كثيرة، والشكر العملي، أي العملية كثيرة -كما أسلفنا -وهي المهمة، وهي الحقيقة لغاية الخلق، ولهذا يستحب أن تعبر عن شكرك بشكل عملي، فأطعم جائعا،أو اكسُ عريانا، أو سهل أمر شخص ما، أو تفضلت على محتاج بعطية تسد حاجته، فهذا أحب إلى الله من عبادة الليالي، فهذا الشكر الحقيقي لله،
فلما تتفضل على المؤمنين لا تنتظر المقابل من العبد انتظر المقابل من الله سبحانه وتعالى لأنه هو المنعم عليك، وقد يكون لله بأن تشكر من أجرى الخير لك على أيديهم، بل لخصوصية فيهم، وهم على كل حال أهل فضل، ولهذا كان شكر الله بشكرهم، فهذا باب من أبواب الشكر إذا لم يأت إليه الإنسان طرد وأبعد، ومن أولى باشكر ممن إحسانهم فاض على الخلق، وهم محمدا وآل محمد، فيا ليت المؤمن إذا أحسن للآخرين من المحتاجين أو الضعفاء يترجى الشكر من الله، وليس من العبد، وهذا هو الشكر الحقيقي لله، وهو الشكر العملي الحقيقي، وإن الشكر أول واجبات الإنسان تجاه ربه تعالى ممن إحسانهم فاض على الخلق سواء كان رحمًا أو بعيدًا، هذا الشكر الحقيقي للإنسان تجاه ربه، وماتدري ممكن من تفضلت عليهم بإحسانك، دعى لك وشكرك في ظهر الغيب، وليس بالضرورة أن يشكرك في محضرك، إن الشكر لله لا يكون حقيقيًا، أي أنه ليس مقابلة إحسان بإحسان، وإما يعود هذا الشكر على الشاكر نفسه، فإذا ماعلم الله تعالى بأن هذا العبد قد شعر بالشكر حقيقة وتملكه كلًا، أول ما يفعله الله هو مضاعفة النعم الخاصة بذلك الإنسان، فشكر الله بإحسانك وتفضلك أيها الإنسان على المؤمنين من المحتاجين والضعفاء، ولهذا كان شكر الله من شكر المحسنين.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى