أقلام

البحث عن معنى في الحياة؟ حاول أن تعطي قيمة لأشياء ربما ليست ذات أهمية أو قيمة

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

وفقًا لبحث جديد، تقدير الجمال الطبيعي (الحقيقي – وهو الجمال الذاتي للشيء بمعزل عن أشياء أخرى)، في كل لحظة من لحظات الحياة يمكن أن يساهم في وجودٍ هادفٍ (ذي معنىً) عالٍ.

في ورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة نتشر السلوك البشري Nature Human Behavior، قال جوشوا (أو ياشوا) هيكس Joshua Hicks، برفسور في قسم علم النفس والدماغ بجامعة تكساس A&M، قد يكون هذا عاملًا غير معروف في السابق له علاقة بإدراك المعنى في الحياة.

“قد لا يتعلق الأمر بما إذا كنت أنت مهمًا بعد أُخذ كل شيء في الاعتبار، لكننا بيَّنا أن الذين يعطون قيمة للأشياء أو الأمور التي ليست لها أهمية أو اعتبار، كفنجان،قهوة الصباح أو بكونهم مهتمين أثناء حديثهم مع آخرين، يبدو أنهم يمتلكون حسًا عاليًا لمعنى الحياة”.

يبحث هيكس في علم نفس الوجودية. ببساطة، يهدف إلى فهم “المسائل الكبرى” في الحياة. هيكس يصف تركيزه الرئيس على دراسة تجارب الحياة – وهي دراسة شعور الناس الذاتي (الشخصي) بأن لحياتهم معنىً.

يتفق أهل العلم، أمثال هيكس، عمومًا على أن هناك ثلاثة مصادر رئيسة لوجود ذاتي له مغزىً:
الاتساق / الانسجام، أي الشعور بأن الحياة “منطقية ولها معنى واضح ومفهوم”؛أهداف واضحة وطويلة أمد وإدراك للغاية والأهمية الوجودية. هذا العامل الأخير، كما يقول، هو الاعتقاد بأن تصرفات وأفعال المرء مهمة للآخرين.

ما يناقشه هيكس وزملاؤه في بحثهم الأخير هو أن التقدير والعثور على / إيجاد قيمة في تجارب الحياة، يشار إليه بالتقدير التجريبي (أو تقدير المرء لتجاربه في الحياة، وهو المسار الأساس الرابع نحو العثور على معنىً في الحياة.

قام الباحثون بقياس هذا العامل من خلال طرح سؤال على المشاركين في الدراسة عن مدى قوة تماهيهم مع العبارات المتعلقة بالبحث عن الجمال في الحياة وتقييمهم لمجموعة متنوعة من تجارب الحياة.  وطُلب منهم أيضًا أن يتذكروا الحدث الأكثر مغزىً الذي مر عليهم في الشهر الماضي، من بين أسئلة أخرى ،وكان ذلك بهدف قياس التقدير التجريبي / تقدير المرء لتجاربه.  وصف هيكس هذه السلسلة من التجارب في مقالة نشرت مؤخرًا في موقع ساينتفك أمريكان Scientific American.

في كل حالة، أكدت النتائجُ النظريةَ الأصليةَ القائلة بأن تقدير اللحظات التي ليست بتلك الأهمية يمكن أن تناسب حياة ذات مغزىً عالٍ.

على سبيل المثال، المشاركون الذين كُلفوا بمشاهدة سلسلة من مونتاج لصور طبيعة خلابة سُجلت بإنتاج بطيء لموسيقى آلية [أي موسيقى صادرة عن آلات موسيقية غير مصاحبة بأصوات] من الفيلم الوثائقي “كوكب الأرض Planet Earth” الذي انتجته بي بي سي أفادوا عن مشاعر تقدير أعلى مما أفاد به أولئك الذين شاهدوا مقطع فيديو ارشادي عن مشغولات خشبية مدته دقيقتان.

قال هيكس إن الدراسة بدأت في بواكير جائحة كوفيد-19، عندما عُزل الناس في منازلهم وفي بعض الحالات لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم.  وقال إن مسألة ما إذا كان الناس ما زال بإمكانهم الشعور بإحساس عالٍ بالمعنى خلال تلك الظروف كانت ذات أهمية كبيرة، ولا تزال مهمة حتى بعد انتهاء الحجر الصحي.  وقال إن فهم العناصر الرئيسة المساهمة في المعنى في الحياة قد تساعد الباحثين في البحث عن تدخلات علاجية لأولئك الذين يشعرون أن حياتهم تفتقر إلى معنى.

الذين لديهم أنواع شخصية معينة قد يكونون أفضل في ممارسة تمارين اليقظة والتعرف على الجمال الطبيعي / الحقيقي للأشياء، كما قال هيكس، لكن هذا لا يعني أن لا أحد يتمكن من تحصيل وتطوير وتنمية هذه المهارة.  لتقدير الأشياء التي ليس لها أهمية أو اعتبار في عصر السرعة، يحتاج الناس فقط إلى عدم العجلة / التمهل.

“المعنى / أهمية الحياة موجود قريب منا وحولنا عندما نتمكن من الاحساس بالجمال الطبيعي من حولنا.  يمكن أن يتمثل هذا الجمال في وجه شخص آخر، أو في طعام نأكله أو أناشيد نسمعها.  “في الوقت الحالي ، نظرًا لانتشار الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي ، أعتقد أن هذه الأشياء تحد من إحساسنا بالمعنى.  يمكن أن تكون هذه الأشياء مسلية، ولكن الافراط منها قد يصرف انتباهنا عما هو حقيقي، كالجمال الطبيعي “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى