أقلام

أخطأ الفرزدق

جاسم المشرَّف

قلوبهم وسيوفهم على الحسين لا معه

“قلوبهم معك، وسيوفهم عليك”
هكذ كان رد الفرزدق على سيد الشهداء عليه السلام حينما التقاه بالطريق، وسأله عن حال أهل الكوفة، وواصل الفرزدق طريقه دون أن يعرض نفسه لنصرة أبي عبدالله عليه السلام.

الجوارح تبع للقلب، ولا يمكن أن تناقض الجوارح القلوب، إنهم يتظاهرون بالعاطفة مع أهل البيت عليهم السلام؛ لمصالح عاجلة، لا لعقيدة راسخة، ومودة عميقة، ولما يدخل الود في قلوبهم.
أتحفظ على واقعية الشطر الأول من رد الفرزدق.
فما سيوفهم إلا تبع لقلوبهم، وإلا ما تفسير ذلك الحقد الذي فعل ما لم يفعله الأولون والآخرون بسبط رسول الله صلى الله عليه وآله، فهم لم يكتفوا بقتله؟

إن قلوبهم وسيوفهم على ابن بنت رسول الله، وما أظهروه من ود لم يكن إلا لأطماع وغايات وإلا ما تفسيرك لانقلابهم على مسلم بن عقيل في أقل من أسبوعين.

الأنا وحب الذات قادهم إلى ذلك المصير البائس

وسيد الشهداء على علم بحال هؤلاء، وأنهم ليسوا من تلك الثلة التي وطنت نفسها على لقاء ربها، وعلى استعداد لأن يبذلوا مهجهم في سبيل أهداف الحسين ومبادئه.

لو استشعروا النصر والأمن والدنيا التي آثروها لأظهروا الود، وقد بين الإمام الحسين حالهم وحال غيرهم ممن خذلوه في بدء نهضته ووسطها وآخرها: “الناس عبيد الدنيا، والدين لعقٌ على ألسنتهم، يحوطونهما درَّت به معايشهم فإذا مُحصوا بالبلاء قلَّ الديانون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى