أقلام

الخوف النفسي والاستقرار النفسي

جواد المعراج

من العوائق النفسية التي تواجه شخصية الإنسان هي الخوف الشديد وضعف حالة الاستقرار النفسي، فمثلًا هناك من يخاف من ما سوف يحدث بالسنوات المقبلة أو المستقبل أو الحاضر، وبالتالي تتراكم لديه المشاكل النفسية. فكل هذه الأمور بسبب التشبث بالتفكير السلبي، والانعزال بشكل سلبي عن التواصل مع الأطراف الأخرى، وعدم التخطيط للأهداف المنشودة التي تساعد الفرد على تقبل الواقع الذي يعيشه في الزمن الحاضر، إضافة لعدم الاستعداد لمواجهة الصعوبات التي ستحصل في الخطوات القادمة.

إن ضعف الاستقرار النفسي يجعل أطراف معينة تخاف بشكل زائد من الناس والمواقف مما يؤدي ذلك للانسحاب من الحياة الاجتماعية، والانسياق وراء المشاعر المحبطة، وعدم البحث عن علاقات جديدة، فمن يعاني المخاوف الزائدة لا يختلط مع الناس أو لا يتواصل ويتناقش معهم بطريقة مباشرة، وبالتالي يرى الفرد بأنه ضعيف الثقة بالنفس ولا يريد التخلص من حالة الانعزال السلبي التي يظهر من خلالها سلوكيات متطرفة، ومواقف عدائية تجاه من يريد تحفيزه وتشجيعه على تخطي الصعوبات والضغوطات النفسية الشديدة التي يعاني منها.

الحياة مليئة بالصعوبات ولهذا تذكر أن كل إنسان لديه مشاكل وضغوطات نفسية قد تمنعه من تحقيق الأهداف المنشودة، والتواصل مع من حوله، والتكيف مع البيئات الاجتماعية التي يعيش فيها كل شخص مختلف من ناحية السلوكيات والأفكار والقيم والمبادئ، فإذا كنت تتجنب دائمًا مواجهة المشاكل والحديث مع الآخرين قد يكون ذلك بسبب التعرض لموقف اجتماعي صعب في الفترات السابقة والارتباك من الكلام الصادر عن الناس.

إن من أكثر اللحظات رعبًا هي تلك التي نجد أن الناس تشغلها النظرات السوداوية والأفكار التحطيمية التي تصنع التعاسة والخوف من ما سوف يحدث في الغد، وبالتالي قد انهاروا تحت تأثير الضغط النفسي الناتج عن تراكم المشكلات بدلًا من العمل على إيجاد طرق للتخفيف منها، إلا أن جزء من الناس لديهم القدرة على تجنب الإصابة بالخوف الزائد وذلك نتيجة الانشغال بالتواصل مع الآخرين بطريقة إيجابية.

– ومن أسباب الخوف الزائد وضعف حالة الاستقرار النفسي:

1- التوقعات العالية، والمقصود بذلك هو أن هناك من يتوقع من قبل الآخرين الحب والاهتمام والاحترام دون أن يعمل على بناء الأشياء الإيجابية منذ بداية العلاقة التي دخل معهم فيها، من هذه الناحية نرى من يتحسس ويخاف بشكل شديد، حيث يبحث عن سلبيات وعيوب الآخرين فقط، دون أن يرى ما لديهم من أمور إيجابية، وهذا التوقع طبعًا يجعل الإنسان معرض للقلق، وغير مقبول لدى الآخرين منذ الوهلة الأولى من لحظة اللقاء.

2- الحساسية المفرطة تجاه كل كلمة أو حديث من قبل الآخرين، فعلى سبيل المثال إن الشخص الحساس يريد في الغالب أن يرى كل شيء مثالي وواضح، وهذا النوع من التفكير يجعله يتحسس من كل تصرف وقول يصدر عن الناس، وبالطبع مثل هذا النوع من التفكير يؤدي بالشخص للخوف من التعامل مع شخصيات الناس، وعدم فهمها.

3- ضعف الثقة في الكلام الذي يتحدث به الشخص أمام الأشخاص المحيطين به، فهناك من يتحدث بكلام إيجابي وجميل ولكن يشك في نفسه، وإن الكلام الذي يقوله سلبي، وتكون هذه الحالة مقلقة للفرد بسبب التشكيك والخوف من كلام الناس، وفي نهاية المطاف لا يحدد الناس من نحن وما هي شخصياتنا، فإن المعول عليه أن تكون لديك القدرة على تحديد شخصيتك وهويتك الحقيقية، وكيف تكسب احترام الآخرين ومحبتهم بطريقة فهمك لشخصياتهم وطريقة تعاملهم وكلامهم.

– نقاط فعالة للتغلب على الخوف وتقوية حالة الاستقرار النفسي:

1- التعود على التحدث أمام مجموعة من الناس دون الشعور بالخوف والارتباك الزائد، فهذا يجعل الشخص يرى أن لديه ثقة قوية بالنفس وغير معرض لتلك الأفكار التي توحي له إنه لا يستطيع تكوين علاقات مبنية على الثقة والاحترام والحب لفترة طويلة من الزمن.

2- عدم الاستماع لضجيج السلبيين وأحاديثهم والكلمات التي يقولوها بين فترة وأخرى، فالاستماع لأحاديث السلبيين يؤثر على حالة الاستقرار لدى الإنسان، ويجعل الإنسان معرض للخوف من التحدث أمام مجموعة من الناس، ولكن في جانب آخر إذا تحدث الشخص بكلام إيجابي ومحفز لا توجد مشكلة في ذلك.

3- عدم الاستجابة للاستفزاز الذي يكون من قبل هذه الشخصيات التي تدمر اليوم الجميل الذي يعيش فيه الإنسان مع تلك اللحظات الجميلة في عمره، فلا شيء يستحق أن تغضب من أجله أو تجعله يعكر مزاجك فيخرب المخططات والأهداف التي تسعى لتحقيقها بين يوم وآخر، ومن هذه النقطة تَعلَّم أن تكون هادئًا أمام الشخصيات الاستفزازية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى