أقلام

عادت الأمور لمجراها طبيعي (الحلقة الرابعة)

جواد المعراج

تحدثنا في الحلقات السابقة عن كيفية يتعامل الإنسان مع المشاكل التي تحصل في المجتمع ومكان العمل بصورة إيجابية، وبهذا الجزء النصي سنذكر كيف يختار الفرد الأصدقاء بوعي وحذر أي دون اتباع الطريقة العشوائية التي تخلق للحاضر والمستقبل الخاص به الربكة والخوف.

تحقيق الصداقة القوية في هذا الزمن تطلب معرفة ومعاشرة لمدة طويلة، ليتعرف كل شخص على الآخر ثم التوجه نحو وضع القوانين والحدود في العلاقة لتفادي الوقوع في مشاكل تشمل الاستغلال المالي والخداع والابتزاز المبني على التهديد، أو فعل أمر معين لتدمير حياة الطرف الثاني الذي يتعرض للتخويف إذا لم يستجيب لطلبات التحويلات النقدية.

وهذه المشاكل تحصل خاصة في فترة المراهقة أو الشباب فترى من يتوجه نحو مصادقة أي إنسان بطريقة متهورة ومتسرعة دون أن يتعامل مع ذلك الطرف بأسلوب مبني على الوعي وعدم الانسياق نحو الخفة التي تدفع للدخول في علاقة تتصف بتهديدات وتتضمن وجود مقاطع فيديو أو صور مخلة بالآداب للشخص الذي يتعرض لنوع من أنواع الاستغلال والمضايقة.

وهذه العينات قد تتواجد في أي مكان سواء بمواقع التواصل الاجتماعي أو الديوانيات أو المجالس أو المزارع أو غيرها من أماكن أخرى تحصل فيها هذه الأمور التي يجب أن ينتبه لها المراهقين والشباب، حتى لا يقعوا في الفخ والمصيدة ثم بعد ذلك يصبح من الصعب أن يتخلصوا من هؤلاء الأصدقاء والمشكلة العويصة التي تجلب القلق بين فترة وأخرى.

لا تجعل مثل تلك المواقف تدمر حياتك في لحظة بسيطة بسبب ضعف الانتباه والتهور في الكلام مع الآخرين عندما تلتقي بهم في مكان ما، لذا إذا كان لديك إحساس شديد أن ذلك الصديق مصدر خسارة وأذى فبادر بالتفكير بأية وسيلة فعالة تؤدي للابتعاد عنه، حتى لا يجرك نحو طرق أخرى خاطئة تدخل في الشر وممارسة الحركات الإجرامية وأساليب الابتزاز.

لذلك عند تكوين أية علاقة يجب أن يكون مشروع الصداقة مبنيًّا على الأمانة والوفاء والتعبير عن المودة، بعيدًا عن المصالح والتلاعب والمكر، وأن توضع خطوط حمراء يجب أن لا يتجاوزها كل طرف، مثل: أن يقول كل طرف للآخر لا تغدر بمن وثق بك، ولا تجلب لي المشاكل، ولا تقودني إلى ممارسة الإجرام، ولا تحاول أن تخدعني بأية طريقة.

فإذا كان لديك أصدقاء تحبهم فكر في إخراجهم من الأزمة ومساعدتهم وتنبيهم من تكرار مثل هذه الأخطاء، ليتعلموا من أخطائهم ويعملوا على إعادة الأمور لمجراها الطبيعي، فيبتعدون عن الأصدقاء السيئين قبل أن يدمروا حياتهم وأمورهم الشخصية والمالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى