أقلام

التعامل الصحيح مع المشاكل الكبيرة

جواد المعراج

تتسم حالة الصدمة النفسية بالشعور بالارتباك بشكل مستمر، حيث يكون الإنسان غير قادر على التعامل مع المشكلات الكبيرة، ونتيجة لذلك تصاب فئة من الناس بالقلق النفسي الشديد الذي يؤدي للانسحاب من ممارسة طرق التواصل الاجتماعي، فترى من يعجز عن التعبير عن مشاعره باستخدام أسلوب الرسائل أو الكلام المباشر، والمقصود من ذلك أن يكون لدى الفرد نوع من البرود العاطفي من ناحية انعدام تبادل الكلمات الإيجابية وعبارات الحب.

إن من الأفضل إلقاء التحية (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ومقابلة الناس بوجه مبتسم، فالإنسان مطالب بأن يحسن المعاملة مع البشر، لأن الوجه العبوس يورث الكراهية ويثير الهيجان العاطفي بين الآخرين.

ليخفف الإنسان من حدة هذه الحالة من الأحرى أن ينخرط بالأنشطة التطوعية والثقافية وغيرها من أنشطة معينة تهدف لوضع الخطط والاستعداد لمواجهة عوائق الحاضر والمستقبل دون التفكير بما حصل في السابق، لأن كثرة التفكير في المواقف السابقة تجعل حالة الصدمة النفسية تتطور بشكل كبير لدرجة إنها تمهد للشعور باليأس وفقدان القيام بأي نشاط يومي.

طبيعة البشر التعرض للصعوبات في الحياة، ومن تلك الصعوبات هي الخوف الشديد من التحدث أمام مجموعة من الناس بسبب وجود سوابق سلبية تمنع الشخص من تقوية الشخصية الخاصة به، من هذه الناحية يجب تعزيز الإرادة والثقة بالنفس خاصة عند لحظة وجود المشاكل الكبيرة، فكلما عمل الفرد على تحمل العقبات الشاقة فهذه إشارة تدل على الخروج من حالة الصدمة النفسية بأسلوب تدريجي، إضافة لاكتساب الأفكار والسلوكيات والعادات الإيجابية.

الانسحاب من الحياة الاجتماعية والانسياق وراء التوترات الاجتماعية يمهد لعدم البحث عن العلاقات الجديدة. حين يكون لدى البشر علاقات وصداقات سلبية لا توجد بها الارتياح فهم لديهم القرار بأن يعملوا على البحث عن ما هو جديد، والمقصود بذلك تكوين العلاقات المبنية على التقدير والاحترام والمحبة والتشجيع على تخطي المصاعب التي تضع حاجزاً أمام تحقيق الأهداف المنشودة.

من آثار الصدمة هي: المعاناة من الكوابيس والصعوبة في النوم، والخوف من ممارسة التبادل البصري مع الناس (التقاء الأعين)، وتجنب الدخول في صراعات نفسية تصب في مواجهة الحدث الذي حصل للمرء في الفترة السابقة، وأيضاً الإحساس بالاحباط عندما يتم توجيه الكلام والنقد للإنسان كأن يشعر بالتعرض الدائم للضغط والهجوم على الأفكار والسلوكيات الخاصة به من قبل الأشخاص المحيطين به، وغيرها من آثار أخرى لها تأثيرات سلبية تجاه النفس.

إن هذه الصدمات التي تراود فئة معينة تتوقف على طبيعة الظروف والبيئة المحيطة التي عاشوها وكل طرف يختلف عن الآخر من ناحية أنواع الضغوطات والمشاعر والأحاسيس، الكثير من الناس تدهورت الأوضاع لديهم بسبب انعدام النظر للأمور بالصورة الإيجابية، كأن يرون بأن المشاكل الحياتية ليست سلسلة من التحديات والمواجهات.

تفويت الفرصة من خلال عدم التعلم من اللحظات الحياتية السابقة يكشف حالة من الضعف في التفكير لدى شرائح اجتماعية معينة، فكلما تم الاتعاظ من الدروس التي مرت تقوت الروح المعنوية التي تساعد على مقاومة الظروف القاهرة، وذلك لتنمية مهارة البقاء والتكيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى