أقلام

التكريم بين الواقع والمأمول

طالب المطاوعة

هل التكريمات التي نراها تعطي الأثر الكامل والنتائج الكبيرة للمكرَّمين؟

هل التكريم الحالي بلغ الذروة في الإبداع والتطوير أم ما يزال يراوح مكانه؟

أظن -والله العالم- أنه ما تزال التكريمات تراوح مكانها، وتحتاج إلى إبداع وتطوير في مادتها ومفهومها، وليس فقط في إخراجها وعرضها، من شهادات ودروع وتصاميم إعلامية وشاشات ضوئية، ورعاة وداعمين كبار من شركات ومؤسسات ورجال أعمال، وإن كان لذلك قيمته وأهميته.

فتخيلوا معي ماذا سيكون الحال لو استبدلنا الشهادات والدروع بأن يأخذ المجتمع بكامله على عاتقه تكريم هؤلاء، كل بقدره، ودون ابتذال وتفاخر منبوذ وغير محمود.

فمثلا: لو أخذ أحد الكتّاب صورة تعريفية لأحد المكرمين ووضعها داخل كتابه-فاصل ونواصل- أو صورة للغلاف الخلفي للكتاب، أو تناوله أحدهم بمقال، وكذلك مع الشعراء والنقاد، بأن يعمد أحدهم بكتابة أبيات في المكرَّم وضمها لديوانه.

ماذا سيكون الحال لو وجد المكَرَّم أن الباحث والمؤرخ تكريمًا له شمل عائلته بمبحث خاص عنهم.

وينسحب الحال على المكتبات والمجمعات والفنادق وما سواها بوضع صورة له في المدخل أو على جدارية تليق به.

وتشارك الشركات بدمج صورة المكَرَم في لوحاتها الإعلانية والتجارية، كما تفعل ذلك مع اللاعبين والممثلين. وكذلك النوادي والجمعيات والحملات والديوانيات وغيرها.

وتتبنى الفكرة الصحف الإلكترونية والمجلات وبقية المطبوعات. ويعمل به في افتتاح المحافل والفعاليات والمهرجانات.

وقد يتعدى الأمر ذلك إلى بعض المباني الحكومية، كالمدارس والوزارات من تسمية لبعض القاعات والممرات والفناءات.

نعم قد يكون ذلك لفترة محدودة سنة أو أقل، وقد يستمر ويكون ثابتًا لبعض المُكَرمين.

وأظن الجهات الرسمية أحسنت صنعًا عندما أخذت بتسمية الشوارع بأسماء الصحابة والتابعين وتابعيهم تخليدًا لمكانتهم في صدر الإسلام. وكم كنا نأنس عندما نشاهد بعض القاعات قد سميت بأسماء شخصيات لها مكانتها وقيمتها الاعتبارية، ولكن ذلك لم يتحول إلى ظاهرة اجتماعية، يبدع فيها كل بطريقته وحسب إمكاناته.

ويكون ذلك كله كمشاركة مجتمعية غير مكلفة، وإنما تأتي في سياق عمل قائم وموجود، فقط التفاتة وأخذ بالمبادرة.

ولعل ذلك يكون من خلال التنسيق مع الجهة المسؤولة عن التسويق والعلاقات في لجان التكريم.

بعدها تعالوا معي نشاهد ماهو الأثر والنتيجة الكبرى التي سيعيشها الجميع، وستنعكس على البناء والنماء الوطني بأقل جهد وأكبر أثر.

كل مانحتاجه فقط وفقط تفكير إبداعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى