أقلام

هل تتقبل النقد أم تخافه؟

جواد المعراج

هناك أشخاص لا يتقبلون النقد الصادر من الآخرين، بل قد يسبب لهم ذلك ضغطًا نفسيًا عندما يستقبلون أفكارًا لا تتطابق مع طريقة تفكيرهم، وبالتالي يحدث هذا الضغط الذي ينتج عنه عصبية وإحباط ومشاعر متهيجة توحي بوجود ردود أفعال غير متزنة تجاه الشخص الذي مارس النقد مع العينة التي لا تتقبل هذا النوع من الممارسات المرتبطة بالموضوعات أو المقالات أو النصوص الكتابية أو الكلمات أو العبارات.

ومن العوارض العصرية التي تسبب خوف للناس هي الحساسية الزائدة والخوف من مواجهة مختلف أنواع النقد الذي ينتشر على مستوى العالم الثقافي والاجتماعي، الذي يجعل لدى ذلك الفرد والمجتمع المحدد جمودًا فكريًا يجعله يشعر بالقلق عندما يسمع ويرى أن هناك أخطاء وعيوب في أفكاره.
إن مهمة النقد هي توضيح الإيجابيات والسلبيات وكشف الأخطاء من أجل تصحيحها، ولكن هناك فئة أو طبقة محددة من الناس لا تستطيع كسر هذا الجمود الذي يجعلها تبحر في العقول والنقاش مع مختلف الشخصيات في الساحة الثقافية.

وفي هذا المشهد والساحة المليئة بالتحديات والصعوبات يحتاج الإنسان إلى سعة صدر والهدوء بعيدًا عن العصبية والتعصب الأعمى، لأن في كل لحظة أو ساعة أو أسبوع أو يوم واحد تنتشر محتويات في مختلف الصحف والمنتديات، ولهذا على الفرد القارئ أو الكاتب أو المثقف وغيرهم أن يتقبلوا هذا الكم الهائل من الأفكار والاختلافات المتنوعة على حسب كل استيعاب وفهم كل عقل بشري.

وبهذا نرى أن الإنسان في هذا الجانب يجب أن يتعود على تحمل هذه الضغوطات لكي لا تسبب له التراجع عن مواصلة مشوار الرد والكلام والحوار الفعال مع أي طرف سواءً كان معارضًا أو مؤيدًا فإنه يمكن مخاطبته بالطريقة التي تتناسب مع عقليته أو ثقافاته، ومثال على ذلك لو كانت تتواجد أخطاء لدى الطرفين المتحاورين فإنه يمكن إصلاح هذه المواقف والخلافات العصيبة، من خلال إقرار كل طرف بوجود تلك العيوب بينهما والتي تشكل حاجزًا يسهم في منع الآخر من التعبير رأيه وفكرته الساعية لتبادل الملاحظات والخبرات التي لها هدف في تصويب الأفكار الخاطئة ثم الاتفاق على تقريب وجهات النظر وإبراز المشتركات الثقافية.

وكما قلنا أن المجتمع والفرد الذي يرى أن النقد ذا الكم الهائل يسبب له خوفًا وضغطًا سيبقى على هيئة الجمود الفكري الذي يمنع هذه الشريحة الاجتماعية من التطور والتقدم والاستفادة من أفكار الآخرين، وبمعنى آخر المجتمع أو الإنسان الغافل عن العيب والخطأ الذي يمارسه منذ فترة طويلة من الزمن بل هو غير منتبه ومستمع لصوت العقل الذي يبين له مكامن الخلل في ذاته وعلاقاته التي تتواجد فيها سلبيات كثيرة وإيجابيات قليلة.

ومن هذا الجزء النصي نتعلم أن الشخصية البشرية يجب أن يكون لديها الاستعداد التام للتكيف والتوافق مع الأشخاص الجدد الذين يتم التعرف عليهم في العالم الثقافي المليئ بالشخصيات التي تختلف لديها طريقة التفكير، ودرجة الانتباه والنضج الإنساني، والمخزون المعرفي، ومستوى الذكاء العاطفي والوعي والفهم والاستيعاب، وطريقة إدراك الحقائق، ومخاطبة أفكار الآخرين.

– طبعا في هذا الجزء النصي سنذكر مثال على فروقات بين شخصية وأخرى في مجال تقبل النقد والمستويات والمهارات المحددة بين كل شخصية، وطبعا هذا المثال ملخص بشكل مبسط:

1- تخيل مثلًا أن شخص يخاف من النقد لديه هذا النسبة من (%100) في ناحية المهارات والمستويات ضعيفة، كيف سيتحمل النقد والضغط في كل مجتمع؟

– نسبة الذكاء العاطفي (%37)
– نسبة الوعي (%43)
– نسبة إدراك الحقائق (%38)
– نسبة الفهم (%39)
– نسبة الاستيعاب (%43)
– نسبة المخزون المعرفي (%41)
– نسبة الانتباه (%38)
– نسبة النضج (%40)

2- أما بالنسبة للشخص الذي يتقبل الحوار المكثف والنقد ويتحمل الضغط في كل مجتمع ستكون لديه نسب رفيعة:

– نسبة الذكاء العاطفي (%88)
– نسبة الوعي (%87)
– نسبة إدراك الحقائق (%83)
– نسبة الفهم (%86)
– نسبة الاستيعاب (%85)
– نسبة المخزون المعرفي (%82)
– نسبة الانتباه (%81)
– نسبة النضج (%88)

ملاحظة: هذه النسب المذكورة مجرد مثال يوضح للقراء الاختلاف بين الأفراد في تنمية المهارات الاجتماعية والمعرفية والشخصية التي لها هدف في جعل الشخصية البشرية تتقبل النقد الذاتي أو الصادر من الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى