بشائر الوطن

باحث: تسمية البشت عربية خالصة

عدنان الغزال : الدمام

أكد باحث وخبير سعودي في التراث الثقافي والفنون الشعبية، أحمد العبدرب النبي، أن استبدال كلمة «البشت» بـ«مشلح» أو «عباءة» رجالية، للتفريق بينها وبين العباءة النسائية، باعتبارها كلمة «فارسية»، إجحاف بحق تراثنا الوطني السعودي، لأن القضية أكبر من كونها مسميات فقط، فمن المتعارف عليه أن كل دولة عندما تنتج منتجاً أو تخترع اختراعاً تفرض تسميته كما يقول المثل: (أنت أبوها وسمها)، ولو سلمنا أن «البشت» كلمة فارسية، فمعنى ذلك أننا استوردنا «البشت»، وفرض علينا اسمه الفارسي -وهذا غير صحيح-، وكل من ينتج منتجًا أحق بتسميته وفرضه على الآخرين، كما فرض علينا اسم «الكمبيوتر» و«الراديو» و«التلفزيون» وغيره عند استيراده. وعلى هذا فإن «البشت» إبداع أحسائي في صياغته وأيضًا في تسميته، وقد فرضه الأحسائيون على الخليج وبقية الدول بزخارفه وتسميته وعراقته ورمزيته.

البشاشة

أضاف، أن تحليل كلمة «البشت»، جاءت من لفظة «بشاشة»، كون «البشت» مقترناً بالبشر والفرح، والانسان في أجواء الفرح والسرور تكون حالته النفسية في مستويات، ثلاث هي: الفرح الشديد الذي يوصل الشخص إلى الضحك والقهقهة، أقل من الضحك وتكون الفرحة ترتسم من خلال الابتسامة، يكون الشخص مسرورًا ويتضح هذا السرور عن طريق سمات الوجه، فنشعر بأساريره بنظرات عينيه وقسمات وجهه.

وعلى ذلك فإن كلمة «ضحك» عندما يصدر مني وأريد التعبير عن فعل «الضحك»، أقول: (ضحكت).

وكلمة «ابتسامة» حين أرسمها على وجهي أقول: «ابتسمت»، وهي درجة من السرور أقل من الضحك.

وعليه كلمة «بشاشة»، حين أتصف بها أقول: «بششت» أو «بشت»، لأن هذا اللباس للأفراح والمناسبات السعيدة، والناس لا تلبسه في مناسبات الحزن، لأنه يعاب على صاحب العزاء التزين بارتداء البشت، لهذا «البشت» مرتبط ارتباطا وثيقًا بالبشت.

صياغة البشوت

أكد العبدرب النبي، أن الإبداع يمتد ليصل ويكون مسميات جزيئات زخرفة «البشت»: «المكسر، السمط، التركيب، الهيلة، البروج، كلها عربية وذات دلالة قوية تتفق وشكل الزخرفة وترتيبها في شغل (البشت) وتسميتها إبداع، ورد على ذلك أن التسمية التي تليق بهذا الإبداع والتحفة الفنية (البشت)، إن جذر مصطلحات ومسميات تتوافق مع هذا الإنجاز الأحسائي، من ذلك أن نبدأ بمصطلح «صياغة البشوت»، بدلًا من «خياطة البشوت»، فالخياطة تقتصر على خامة الخيوط وعليه يكون الناتج خياطة الملابس وغيرها، أما البشوت فهي تصاغ بخيوط ذهبية بألوان ذهبية أو فضية، وعلى ذلك يكون الأليق والأحق أن نقول «صياغة البشوت»، وكل من يسهم في إنتاج البشوت بجميع جزيئاته: «الطق، التركيب، المكسر، البروج، عمل وتركيب القيطان،التبردخ»، فهو بحق فنان شعبي، وعلى ذلك علينا أن نتوج من يمتهن صياغة البشوت بمصطلح «الفنان الشعبي في صياغة البشوت».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى