صحيفة بشائر تكشف السر وراء جمع تبرعات أسرة أيتام القديح

جيهان البشراوي
قصة تُشبه المعجزات، عنوانها الرحمة التي لا تضيع عند الله، وعمل الخير يعود على صاحبه ولو بعد حين
نعم جمع في أقل من يوم أهالي القطيف أكثر من 1,275,000 ريال لإنقاذ منزل أسرة يتيمة مهدد بالبيع في المزاد العلني. لكن خلف هذا التفاعل الكبير سرّ خفي.
فالأم التي هبّ الناس لأجل أيتام ابنها ليست امرأة عادية، بل أمّ عُرفت في الحيّ برحمتها وطيبتها، وقلوب الناس تعرفها كما تعرفها السماء.
قبل سنوات طويلة، عثرت هذه الأم على طفلٍ صغير لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، كان ينام في الشارع بعد انفصال والديه وفقدانه المأوى. فرأفت بحاله، وضمّته إلى بيتها كأحد أبنائها، وربّته لأكثر من عشرين عامًا، رغم أن أسرتها كانت تعاني من مرض فقر الدم المنجلي وظروف مادية غير ميسورة.
واليوم، ما زال هذا الابن يعيش بين أفراد الأسرة نفسها، يبادلهم الوفاء بالوفاء، ويسعى الأبناء إلى تزويجه ليكون فردًا مستقرًا من العائلة التي لم تفرّق يومًا بينه وبين أبنائها الحقيقيين.
وعندما واجهت الأسرة فقدان منزلها، امتدّت يد الله برحمته عبر الناس، فجاء التبرع السريع والمذهل كأنه ردّ إلهي لجميلٍ قديم زرعته هذه الأم في قلوب الآخرين، تأكيدًا على أن الخير يعود على الإنسان ولو بعد حين.
وقالت جمعية مضر الخيرية بالقديح إن الحملة شهدت تفاعلًا واسعًا من الأهالي داخل وخارج القطيف، مؤكدة أن ما حدث يعكس عمق التكافل والإيمان بأن الخير لا يضيع، بل يعود لصاحبه في الوقت الذي يقدّره الله.
“من احتضنت يتيمًا، حفظ الله أيتام ابنها… ومن فتح باب الرحمة، فتحت له السماء أبواب الفرج.”
وفي زمن تتسابق فيه الأخبار، بقيت هذه القصة شاهدًا حيًا على أن العطاء لا يُنسى، وأن الخير يعود على الإنسان ولو بعد حين، وأن الله يُجري رحمته على أيدي عباده حين تكون النية خالصة.
				
					
					



