اتحاد للحرفيين والحرفيات يستهدف 6 مكاسب

عدنان الغزال : الدمام
تزامنًا مع تسمية العام 2025 بـ«عام الحرف»، دعا نائب الرئيس لشبكة المدن المبدعة في اليونيسكو في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية الدكتور إبراهيم الشبيث «ممثل الأحساء في الشبكة»، إلى تأسيس «اتحاد» للحرفيين والحرفيات في الأحساء، والتوصية بتخصيص معرض «دولي» لتسويق منتجات المدن المبدعة في اليونسكو، مؤكدًا أن لملف الأحساء في شبكة المدن المبدعة في اليونسكو، دورًا كبيرًا في دعم كل ما يتعلق بالحرف اليدوية، والحرفيين والحرفيات.
دمج الحرف
من جانبه، أشار البروفيسور حسين شحات «أستاذ الأشغال الفنية والتراث الشعبي»، إلى أن الحرف اليدوية تعد من أهم أشكال التعبير الفني والثقافي، حيث تعكس تاريخ الشعوب وتقاليدها، وفي إطار تعزيز الإبداع والابتكار، واستدامة التراث، وأوصى بالتركيز على دمج أكثر من حرفة في عمل واحد، مما يسهم في تطوير المهارات وتعزيز التواصل بين الحرفيين، وفي تلك الخطوة عدة مكاسب، من بينها تعزيز الإبداع عبر تشجيع الحرفيين على التفكير خارج الصندوق، وابتكار أعمال فنية جديدة تجمع بين تقنيات متعددة، والدمج بين الحرف بما يتيح للحرفيين فرصة تجربة دمج تقنيات مختلفة، مثل الخزف والنجارة أو التطريز والخط العربي والجبس وغيرها من المجالات الحرفية، وتسليط الضوء على الحرف التقليدية عبر الحفاظ عليها وتعزيز الوعي بأهميتها، وتقديم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، التي تعكس مزيجًا فريداً من الحرف، وتعزيز مكانة الحرف اليدوية كخطوة نحو الإبداع والابتكار.
عناية خاصة
بين عضو فريق الأحساء المبدع للحرف اليدوية في اليونسكو علي السلطان أن الحرف اليدوية تعد أحد نطاقات التراث غير المادي، وتلقى هذا العام عناية خاصة، وقال «أطلقت حكومتنا الرشيدة على هذا العام، عام الحرف اليدوية، لأهمية الحرف وتجسيدها للموروث الإبداعي، حيث وراء كل منتج حرفي قصة وحكاية ومهارة فائقة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، عكست لنا تراثنا الأصيل وموروثنا الجميل راسمة هويتنا عبر خطوط الزمن وجغرافيا المكان، فكانت الحرف مصدر فخرنا واعتزازنا».
وأضاف «امتازت الأحساء بالحرف اليدوية على مر تاريخها الطويل، ولأنها كانت الأهم والأقوى والأقدم على ساحل الخليج العربي، فقد كانت بمثابة المنطقة الصناعية لساحل الخليج واليمامة، حين لم تكن هناك صناعات سوى الصناعات اليدوية، والتي نعبر عنها اليوم بالحرف اليدوية فقد كانت معظم الاحتياجات الحياتية تصنع في الأحساء وتصدر إلى الجوار».
وأوضح أن «الحرف اليدوية في الأحساء وصلت ذروتها، من حيث الإتقان والإبداع والشرف، وذلك حين تم اختيار الأحساء لتصنع أول كسوة سعودية للكعبة المشرفة قبل 255 سنة تقريباً، وبالتحديد من عام 1221 إلى 1227 هجرية، وكذلك في الدولة السعودية الثالثة عام 1343هجرية، وهذا التكليف هو شهادة بأن الحرفيين في الأحساء، كانوا يمثلون المهارة العالية والحرفية المتناهية في الجزيرة العربية على الأقل، فكان لهم شرف صناعة الكسوة».
لوحات ورث السعودية
أبان السطان أن المعهد الملكي، قام أخيرًا، بالتعاون مع الهيئة العامة للطرق، بتركيب لوحات على الطرق الرئيسة في المملكة، تحت مسمى مبادرة لوحات «ورث السعودية»، لرفع الوعي بالفنون التقليدية السعودية في كل منطقة، وكان من ضمن هذه اللوحات، لوحات كتب عليها «حياكة البشت» من الحرف السعودية في المنطقة الشرقية، ولا شك أن الأحساء منبع هذه الحرفة، حيث امتازت بحياكة الأقمشة، وكذلك تطريز البشوت التي حققت شهرة واسعة وكانت خير شاهد على براعة وإبداع الحرفي الأحسائي.
حرفي تاجر
ذكر المستشار في ريادة الأعمال الحرفية حسين الحاجي، أن الحرفة من الممكن فعلًا، أن تفتح آفاقًا مستقبلية، قد تنافس المسار المهني الوظيفي التقليدي، عند التعمق في التخصص والإبداع ورسم بصمة تميز نتاج الحرفي، وتنقش اسمه في مجاله، مما يجذب له المشاريع التجارية بالاستفادة من حرفته، ذلك بالرغم من أن تجسير العلاقة بين الحرفة كهواية ومهارة شخصية، للوصول بها، لكي تتحول إلى مشروع تجاري، يستلزم تغيير الذهنية من ذهنية حرفي فقط إلى حرفي تاجر أو حرفي رائد أعمال، وما يتبع هذا التحول من ممارسة لعدة أدوار ضرورية لنجاح المشروع: كالإدارة المالية، والتسويق، وإدارة الفريق، ودراسة السوق، وحجم الطلب، وتخطيط المخزون، وسلاسل الإمداد من ناحية الكميات والوقت الضروري لتلبية الطلبات، والالتزام الدقيق بكل ما يدخل في تفاصيل إنجاح العلاقة مع العملاء، هذا كله يأتي تدريجياً بالممارسة والتجربة والاستفادة من معسكرات التدريب والاستشارات، التي توفرها عدة جهات في المملكة من أهمها وأبرزها بنك التنمية ومركز دلني للأعمال.