بشائر الوطن

3 رموز تراثية أحسائية في الفنون التشكيلية المعاصرة

عدنان الغزال :الدمام

حصر «نقاد» تشكيليون نحو 3 رموز «تراثية» أحسائية «أصيلة»، جرى توظيفها ودمجها في الفنون التشكيلية الحديثة «المعاصرة»، وهي: «النخلة، والبشت، والزخرفة»، حتى باتت هذه الرموز، عناصر أساسية في رسم الهوية المحلية الأحسائية في الإبداع المعاصر في كافة المدارس التشكيلية، مؤكدين امتداد تلك الأعمال التشكيلية المتأثرة بالرموز الأحسائية إلى جميع المدارس التشكيلية، بما فيها المدرسة «التجريدية»، وكذلك إلى الفن «المفاهيمي» من خلال دمج التشكيل بالخامات البيئية في الأحساء.

الانتماءات الجغرافية

قالت الناقدة التشكيلية صابرين الماجد «مديرة دار نورة الموسى للفنون والثقافة المبدعة»، أن الأحساء، تحتل مكانة في الوجدان الفني السعودي، يؤكد أن أصالة المكان لا تقتصر على الجغرافيا، بل تتسع لتشمل القلوب والذاكرة الجمعية لكل من عرف المحافظة أو سمع عنها، ودليل حقيقي على أن روح الأحساء قادرة على تجاوز حدود المكان والوصول إلى الآخرين، ومن الجميل أن نشاهد أعمال التقطت التفاصيل بعيون مختلفة من الزائرين، بعضها ربما أكثر شاعرية أو رمزية مما اعتدناه، هذا يعبر عن قوة الإلهام، ويعزز فكرة أن الفن لغة تتجاوز الانتماءات الجغرافية وتتوحد عند الشعور بالجمال والأصالة.

القيود والجمود

أبان الناقد التشكيلي، والمعماري المهندس سامي الحداد، أن هناك تداخلًا كبيرًا بين الفن التشكيلي والعمارة في الأحساء، وتأتي هنا أهمية تحرير الرموز التراثية من القيود والجمود، وضرورة انتقالها إلى أشكال أخرى أكثر إبداعًا وجمالًا، لتصبح متغيرة، حتى تتحول وتتولد رموز جديدة، أكثر بقاء واستمرارية، ومع تكرار استخدامها تكسبها قوة، مشددًا على ضرورة التطوير للرمز فبقاء الرمز دون تغيير فهو عرضة للضعف.

أشكال معاصرة

أرجع الناقد التشكيلي حسين التمار، تميز الفن التشكيلي في الأحساء، إلى أن الأحساء غنية بمواردها المختلفة، وطبيعتها المتنوعة، وتعدد تراثها، حتى استطاع التشكيلي استلهام الزخارف الأحسائية من النخلة، والحصول على جماليات متعددة من كافة تفاصيلها ومكوناتها، مضيفًا أن البشت الحساوي، يمثل تراث وأصالة في الأحساء، وهيمنة وقوة عاليتين في التراث والأصالة، تحول من عنصر جمالي للارتداء في المناسبات إلى عمل فني متنوع، وتوظيف قصة حياكته وتفاصيله المختلفة في أعمال فنية تحاكي عبق الماضي مع المحافظة على الموروث، وتوظيف خيوط الزري في أعمال فنية جمالية متنوعة، وبأشكال معاصرة.

تغذية راجعة

أوضحت الناقدة التشكيلية سلمى الشيخ «رئيسة لجنة الفن التشكيلي في جمعية الثقافة والفنون في الأحساء»، أن الغالبية العظمى من التشكيليين والتشكيليات في الأحساء، تأثروا كثيرًا في أعمالهم التشكيلية بالرموز الأحسائية، وامتد ذلك على التشكيليين والتشكيليات الزائرين، مبينة أن ذلك هو استلهام طبيعي للبيئة، والتشكيلي يتأثر بالبيئة التي عاش فيها، وهو مخزون في ذاته، ويظهر ذلك المخزون في أعماله الفنية المختلفة بما فيها الأعمال التشكيلية، وهي تغذية راجعة في رسم تلك الرموز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى