بشائر الحج

“وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فجٍ عميق”

يسرا محمد: الدمام

في رحلة استثنائية تجسّد الإيمان والعزيمة، انطلق ثلاثة أصدقاء إسبان — عبد الله هيرنانديز، عبد القادر هركاسي، وطارق رودريغيز — في أكتوبر 2024 من مسجد المنستير في جنوب إسبانيا، قاصدين مكة المكرمة لأداء فريضة الحج على ظهور الخيل، مقتفين أثر تقليد أندلسي عمره 500 عام .

امتدت رحلتهم على مدار سبعة أشهر، قطعوا خلالها حوالي 8,000 كيلومتر (4,970 ميلاً) عبر 13 دولة: إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة والهرسك، الجبل الأسود، كوسوفو، مقدونيا الشمالية، بلغاريا، اليونان، تركيا، وسوريا، قبل دخولهم الأردن ثم المملكة العربية السعودية .

واجه الحجاج الثلاثة تحديات جسدية ونفسية كبيرة، من تضاريس متنوعة إلى ظروف جوية قاسية، بالإضافة إلى عقبات قانونية، حيث لم تعترف بعض الدول بالخيول كوسيلة نقل رسمية، مما تطلب تنسيقاً دقيقاً لعبور الحدود .

عبد الله هيرنانديز، الذي اعتنق الإسلام قبل 35 عاماً نذر أن يؤدي الحج على ظهر الخيل.
ووصل الحجاج إلى شمال السعودية يوم الجمعة، في خطوة تقربهم من تحقيق حلم طال انتظاره وتُعد رحلتهم شهادة حية على قوة الإيمان، وربطاً بين الماضي والحاضر، وتجسيداً لروح التضحية والإصرار في سبيل أداء فريضة الحج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى