أقلام

قوة الرياح

السيد فاضل آل درويش

مرحلة الشباب تحمل معاني التحدي والصمود ومواجهة المشاكل باقتدار مع المحافظة على التوازن الفكري والنفسي، ومن أهم مقومات شخصية الشاب المساندة له في شق طريقه في تحقيق أهدافه الحياتية هو الثقة بالنفس وبما يمتلكه من قدرات وإمكانات يمكنه توظيفها على أرض الواقع، وينعكس هذا المبدأ على القدرة اللغوية والمهارة الاجتماعية في التخاطب مع الآخرين والتعبير عن مكنونات نفسه وما يخالجها من أفكار وتصورات بكل سلاسة وحرية، وفي المقابل فإن محيطه الأسري والاجتماعي يحترم أفكاره ويضعها على سكة التحاور والتداول وصولًا إلى قناعات محكمة ومشتركة، فهذا التقدير يقودهم نحو عجلة العطاء والعمل والتعاون المجتمعي والتشجيع على المساهمة في حركة التنمية والازدهار، إذ يشعر الفرد بأنه عضو فعال ويمكنه أن يثبت وجوده ويضع رجله على أرض الإنجاز.

والمرحلة الراهنة التي يحياها الشاب تحمل في طياتها مهام وصعاب وتحديات لا بد من توعيته بها، فروح الصمود والثبات والوقوف باقتدار في وجه الضغوط الحياتية هي نتيجة لنظرة شاملة وتفصيلية، كما أن تلك القدرات التي يمتلكها يحتاج لخبرات الأسرة والمحيط التعليمي في التعرف عليها واكتشافها وتنميتها مستقبلًا، فهناك الكثير من المشاكل العاطفية والاجتماعية التي يواجهها ويعايشها ويحار في كيفية الخروج منها والتخلص من تبعاتها، والدعم والمساندة الأسرية تلعب دورًا مهمًا في كيفية مواجهتها والبحث عن حلول لها والعمل بها، كما أن القدرة على اتخاذ القرار المناسب وعدم التردد في تنفيذه هو من إفرازات الثقة بالنفس وتكوين معالم الشخصية القوية، وينتج عنه قدرة إيجابية على التعامل مع المواقف الأسرية والاجتماعية ومعالجة الخلافات أو الصعوبات، والتعامل بمرونة ضبط للنفس والانفعالات في اللحظات والمواقف الحرجة ليس بالأمر السهل، فقد ينقاد بعضهم لانفعالاته أو جهله بالتعامل المنطقي فينطلق متهورًا نحو أفعال قد يندم عليها كثيرًا بعد ذلك.

السقوف العالية للأهداف والتوقعات المفرطة للخطوات عامل هدام للثقة بالنفس، فالعمل بقدر معتدل من التوقعات للنتائج مع وضع احتمال الأسوأ يقي الشاب من السقوط بين براثن اليأس والإحساس بالعجز، فالعراقيل وعدم الوصول إلى النتائج المرجوة أمر وارد و لا يعني نهاية الأمر، بل هو محفز للعمل على اكتشاف مواطن الخلل والقصور لمعالجتها والنهوض مجددًا.

المشاكل والصعوبات والتحديات التي يواجهها الشباب تتعدد بمختلف الجهات المعرفية والمهنية والنفسية والأسرية والاجتماعية، وعامل القوة في مواجهتها هو الثقة بالنفس الإيجابية وطريقة التفكير نحو المعالجة والخروج من عنق الزجاجة.

الفرص المتاحة للشباب في المحيط الأسري والتعليمي لإبداء وجهات النظر والاستماع لهم ومناقشتهم فيها هو ما يعزز الثقة بالنفس عندهم، ويأخذ بأيديهم نحو العمل الجاد مع مختلف القضايا والظروف التييواجهونها ويذللون الصعاب والتكيف مع الظروف الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى