عرش البيان يحتفي (بملاك) التشكيلي الضامن في ديرة سيهات

رباب حسين النمر : الدمام
في مقر نادي عرش البيان، بسيهات افتر ثغر مساء الأحد عن بهاء ابتسام احتفاءًا واحتفالًا بضيف استثنائي ملأ القطيف وما حولها من مدن المنطقة الشرقية، فنًّا وألوانًا وتشكيلًا ولوحاتٍ من الإبداع، ومعارض تشكيلية حملت جدرانها بصمته المميزة حتى بلغت العشرين، ولم تكن تلك تفاصيل القصة فقط، بل احتفل نادي عرش البيان بفصل آخر من فصول إبداع الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن بمناسبة صدور روايته الثانية (ملاك) التي تم تداولها في الأمسية بإدارة إبراهيم الرواغة، وهي الرواية الثانية للضامن، وتدور حول قصة الفتاة ولدت في ظروف صعبة، وأمها عانت كثيرًا لدخول المدرسة، ولكن بشغفها للتعليم تحدت كل الظروف وواصلت تعليمها حتى الدكتوراة.
ويلاحظ على رواية ملاك اتسام جنباتها بإسقاطات شعرية أدبية مدهشة، رسخت بعضًا من المشاهد والمواقف كقول القاص: “كان صوتها يخترق رأسه، كآلة خياطة عتيقة، ضجيج متتابع يضغط على جمجمته كأنه ينسج فيها صدعًا لا يلتئم. صوّب نظره نحوها، ووضع يده على فمه بعصبية وكأنما يخشى أن تتسلل الكلمات من بين أسنانه صارخة: هل يمكنكِ أن تصمتي؟ رأسي سينفجر! لدهشته توقفت، لكنه رغم غضبه، وجد نفسه يقاد خلفها كالميت بين يدي المغسل،دخلت الشقة، ألقت العباءة عن كتفيها كأنها تسلخ جلدها. نظرت إليه نظرة وادعة، ثم مالت مبتسمة: ألا يعجبك جمالي؟ شيء ما في عينيها كان يثقل أنفاسه، لم يكن واثقًا مما يخشاه أكثر: سحرها أم شيء أعمق يغلي في عروقها! حين حاولت أن تحاصره أكثر، كان قد اختفى، كما لو لم يكن هنا قط” ومن الملاحظ على الضامن أنه كان لصيقًا بروايته وببطلة القصة أثناء الحديث على المنصة، فظهر متبنيًا لقضيتها.
أما لوحة غلاف الرواية فهي لفنان تشكيلي عراقي رشحها الضامن لتكون اللوحة ” الملاك” التي تجسد بطلة القصة أو تشبهها إلى حد كبير، في التفاتة تشكيلية وعودة القاص الى أحضان عشقه الأول ليمزج بين القصة واللوحة التشكيلية والمشاهد الممتلئة بالشعر في جنبات الرواية المحتفى بها.
وفي فقرة المداخلات أثنى رئيس نادي عرش البيان الشاعر عقيل المسكين، أثنى على الرواية والكاتب وأشار الى أن رواية ملاك أحداثًا وقصة وحبكة وتشعب وإشباع حواري كان يمكن له أن يكون في قطع متوسط إلى كبير من الطباعة لما يصل إلى ٥٠٠ صفحة أو أكثر إلا أن الكاتب ارتأى الاكتفاء بما وقع بين يديه مما يربو على المائة صفحة، وكان الكاتب قد أشار الى أنه يمكن له الإطالة ربما في تجارب مستقبلية.
وتساءل عبد الفتاح الدبيس في مداخلته عن مدى تقبل المجتمع لهذا النوع من الروايات. وفي نهاية الأمسية تقدم رئيس نادي عرش البيان بتقديم درع تذكاري للضيف، والتقطت الصور التذكارية، كما وقع الضامن نسخًا من روايته للحضور وأهداهم النسخ.
جدير بالذكر أن عبد العظيم الضامن فنان تشكيلي، وناشط فنيًّا وتشكيليًّا وثقافيًّا.
حاصل على بكالريوس فنون بصرية من جامعة الملك سعود، وهو رئيس نادي المحبة والسلام لنجوم الفن التشكيلي.
أنشأ أول جماعة تشكيلية بمحافظة القطيف ١٤١٤ هـ، كما أسس أول منتدى ثقافي في المنطقة الشرقية – وهو منتدى إبداع الثقافي عام ١٤٠٩ هـ.
أقام أكثر من ٢٠ معرضًا شخصيًّا في مواقع مختلفة من دول العالم منذ ١٩٩٠ م، أولها في جامعة الملك سعود بالرياض ١٩٨٦م، قصر طويق – حي السفارات – الرياض ١٩٩٣ م، جمعية الأمارات للفنون التشكيلية ١٩٩٤م،
وآخرها في طاجاكستان وموسكو ٢٠٢٥م، إضافة إلى العديد من المعارض في جميع أنحاء العالم
البحرين – عُمان – الأردن – تونس – لبنان – الصين – المغرب – الجزائر – دبي – الشارقة – تنزانيا
الضامن صاحب مشروع ملتقى المحبة والسلام للتواصل مع شعوب العالم (الفن لغة السلام).
ويعد الضامن كاتبًا بارعًا ونشطًا مدافعًا عن التوجهات الثقافية.
يحمل عضويات عديدة في جمعيات الفنون الجميلة في الوطن العربي، وفي جمعيات السلام في العالم.
حصل على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية لعمله في خدمة الفن والثقافة والوطن.
وسام سفير المحبة والسلام من منظمة السلام والصداقة الدولية بمملكة الدنمارك.
وسام سفير المحبة والسلام من منظمة معًا من أجل السلام والأنسانية بمملكة السويد.