أقلام

هل وصف الدواء كافٍ في علاج هذه الحالة؟

د. حجي الزويد

بعض الناس عندما تكون لديه مشكلة صحية ما يذهب إلى طبيب ما، فيعطيه أدوية استنادًا إلى التشخيص، ولكن ذلك الشخص لا يقتنع بتلك الوصفة، فيذهب إلى طبيب ثانٍ وثالث، إلى أن يحدث لديه اطمئنان بأن تلك الوصفة مناسبة لمشكلته الصحية.

من أبرز الأسباب التي جعلت ذلك البحث غير مقتنع بالعلاج الذي وصفه له الأطباء في البداية هو شعوره أنهم لم يستمعوا إليه بشكل جيد، وأنهم لم يفهموا مشكلته الصحية كما ينبغي استنادًا إلى رؤيته.

يُعدّ التواصل الجيد بين الطبيب والمريض ركيزة رئيسة للموافقة المستنيرة واتخاذ المريض للقرارات.

يُعدّ التواصل الجيد بين الطبيب والمريض من العناصر الرئيسة لنظام الرعاية الصحية. وتشمل مهارات التواصل لدى الطبيب القدرة على جمع المعلومات لتسهيل التشخيص الدقيق،والاستماع الجيد لشكوى المريض وتقديم المشورة المناسبة، وتقديم التعليمات العلاجية، وإقامة علاقات رعاية مع المرضى. قد يدعم التواصل الجيد بين الطبيب والمريض صحتهم بفضل زيادة فهمهم، وتخفيف توترهم، وزيادة التزامهم. وبالتالي، يكون المرضى أكثر ميلًا للاعتراف بمشاكلهم الصحية، وفهم خيارات العلاج المتاحة لهم، وتعديل سلوكهم وفقًا لذلك، والالتزام بتناول أدويتهم .

الهدف النهائي لأي تواصل بين الطبيب والمريض هو تحسين صحة المريض ورعايته الطبية.

إن من الأمور المهمة جدًّا التي ينبغي للأطباء التحلي بها حتى وإن كانوا مشغولين أو لديهم زحمة مراجعين هو حسن الاستماع كاملًا إلى المراجع من جهة، وثانيًا شرح المشكلة للمراجع وأن علاجها يتمثل بهذه الطريقة.

ليس من اللائق للطبيب أن يخاطب المراجع: مشكلتك الصحية هي كذا، خذ هذا العلاج وتتحسن، أو وقتي ضيق لا يسمح لي بالحديث معك إلخ..

وكذلك مثل هذه العبارات، عندما يقول الطبيب للمراجع عندما تكون لديه بعض الاستفسارات ويتضايق الطبيب من بعض الاستفسارات، أنا أفهم منك، وهذا اختصاصي، وليس اختصاصك … إلخ.

يُعدّ التواصل الفعال بين الطبيب والمريض وظيفةً سريريةً محوريةً في بناء علاقة علاجية بين الطبيب والمريض، وهي جوهر الطب وفنّه. ويُعد هذا التواصل بالغ الأهمية في تقديم رعاية صحية عالية الجودة. ويعود الكثير من استياء المرضى وشكاواهم إلى انهيار هذه العلاقة.

إذا لم يشعر المراجع براحة تجاه طبيبه، فلن يقتنع بعلاجاته، وهذا أحد أسباب تردد المراجعين بين أكثر من طبيب للمشكلة نفسها.

والمبدأ نفسه ينطبق على الحالات المنومة، فالشخص المنوم بالمستشفى ويكون خاضعًا لعلاجات  معينة، أو تغيير في الخطط العلاجية حسب المستجدات في حالة المريض، على الطبيب المعالج أن يشرح للمريض سبب إعطاء هذا  العلاج وسبب التغيير في الخطة العلاجية، فهذا يزيد من ثقة المريض بالطبيب. وكثير من حالات الخروج على المسؤلية سببها عدم وجود درجة عالية من التواصل بين الطبيب ومرضاه.

إن التواصل الفعال بين الطبيب والمريض هو وظيفة سريرية مركزية، والتواصل الناتج هو قلب وفن الطب ومكون رئيس في تقديم الرعاية الصحية.

إن الأهداف الرئيسة الثلاثة للتواصل الحالي بين الطبيب والمريض هي خلق علاقة شخصية جيدة، وتسهيل تبادل المعلومات، وإشراك المرضى في صنع القرار.

يتم تحديد التواصل الفعال بين الطبيب والمريض من خلال “أسلوب تعامل الأطباء مع المرضى”، والذي يحكم عليه المرضى كمؤشر رئيس على الكفاءة العامة لأطبائهم.

إن اتفاق المرضى مع الطبيب حول طبيعة العلاج والحاجة إلى المتابعة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتعافيهم.

تؤدي اللقاءات التي تركز بشكل أكبر على المريض إلى رضًا أفضل لكل من المريض والطبيب.

المرضى الراضون أقل عرضة لتقديم شكاوى رسمية أو الشروع في شكاوى سوء الممارسة.

إن التواصل الجيد بين الطبيب والمريض لديه القدرة على المساعدة في تنظيم مشاعر المرضى وتسهيل فهم المعلومات الطبية والسماح بتحديد أفضل لاحتياجات المرضى وإدراكهم وتوقعاتهم.

المرضى الذين يبلغون عن تواصل جيد مع طبيبهم هم أكثر عرضة للرضا عن الرعاية التي يتلقونها، وخاصة مشاركة المعلومات ذات الصلة للتشخيص الدقيق لمشاكلهم واتباع النصائح والالتزام بالعلاج الموصوف.

مع التنبيه إلى حسن التعامل مع الطبيب لمكانته العلمية و للجانب الإنساني الذي يمثله، والتعامل معه بأدب، و بأسلوب مهذب تقديرًا لمكانته ومنزلته، وعدم التطاول عليه بالألفاظ النابية والعبارات الجارحة، فالعلاقة بين الطبيب والمراجع ينبغي أن تكون علاقة احترام وتقدير متبادلة بين الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى